تعقد أزمة النظام واللعب على ورقة الطائفية


نساء الانتفاضة
2022 / 9 / 15 - 18:33     

بعد اشتداد وتعمق الازمة بين اجنحة النظام، ووصولها الى مديات خطيرة، قد تطيح به، فان هذا النظام ورعاته يلجأون الى اساليبهم في الهاء الناس وخلق صراعات جانبية، تحاول المد من بقاء هذه السلطة، وما الطائفية بغريبة او دخيلة على نظام طائفي في جوهره، لذلك فاننا نجد ان هذه الورقة حاضرة مع منعطف يهدد وجوده.

دائما ما تفتعل السلطة الازمات لصرف النظر عنها ولشغل الناس قليلًا عن القضية الاساسية والجوهرية، حيث توفر لنفسها مجالًا تلتقط فيه الانفاس لتستمر في ذات الممارسات من عمليات النهب والقمع والإرهاب، فهي بمحاولة تأجيج الطائفية تعمل على اجهاض اي تحرك ثوري يناضل من اجل اسقاط النظام.

بعد حرق جميع اوراق السلطة اخذت بالاتجاه مجددًا الى سيناريو 2006 من خلال اثارة الطائفية داخل المجتمع وتقسيمه الى مذاهب وطوائف، لان هذا السيناريو هو الطريق الوحيد لبث الأوهام في أوساط الجماهير وتغييب وعيهم ومحاولة حرف الصراع وتحويله من صراع بين الجماهير والسلطة إلى صراع طائفي.

الان وبعد عشرين عاما من حكم الاسلام السياسي القومي والطائفي للبلاد باتت اللعبة مكشوفة، فما عادت الجماهير تنخدع، بخلق صراعات وهمية داخل المجتمع، فالتحريض على استمرار حرب الطوائف وتجاهل مأساة الشعب الذي يدفع الثمن غاليًا من دمه وأمنه ولقمة عيشه، ماعادت تجدي نفعًا، خصوصا أن إعادة الزمن إلى الوراء غير ممكن، والظروف الموضوعية للجماهير في 2006 ليست كما هي اليوم، خصوصا وأن انتفاضة أكتوبر قد وضعت النقاط على الحروف وبينت ان الصراع في العراق ليس دينيا او قوميا او طائفيا انما هو صراع بين الجماهير المفقرة والمعدمة والباحثة عن التحرر والمساواة وبين شلة لصوص يوظفون الدين والمذهب والقومية للبقاء في السلطة.

ان جوهر هذا النظام؛ برجوازي يلبس رداء الطائفية والقومية ويحاول الحفاظ عليه بشتى الوسائل، وكل حركة جماهيرية لا تأتي بالنقيض، لن يكتب لها النجاح، ونقيض هذا النظام هو تأسيس نظام اشتراكي، تكون السلطة فيه للمجالس الجماهيرية الثورية المعبرة عن تطلعات الناس بالرفاهية والتحرر والمساواة وتوفير الخدمات العامة والمجانية للجميع .

أسيل رماح