ماذا سبق -العدوان الروسي- المزعوم على أوكرانيا؟


مشعل يسار
2022 / 9 / 10 - 22:57     

منذ شهر ديسمبر الماضي، تتلقى روسيا معلومات حول خطط الناتو لنشر 4 ألوية عسكرية (لواءين برييين، لواء بحري، ولواء جوي) في أراضي أوكرانيا. أضف إلى ذلك أن اللواء الجوي لديه القدرة على حمل رؤوس حربية نووية. وقد أراد الناتو التوافق على هذا النشر للقوات في صيف عام 2022 في اجتماع لمجلس الأمن الدولي. بعد ذلك، وعلى الأرجح بحلول نهاية العام، كان في نيتهم إثارة صراع وشن عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد روسيا باستخدام الأسلحة النووية. أي أن الناتو كان يخطط لشن الحرب العالمية الثالثة باستخدام الأسلحة النووية ضد روسيا. وقد تم إسناد الدور الرئيسي في هذا إلى النخبة الحاكمة الحالية التي تسيطر عليها أمريكا ومعها القوميون الموتورون في أوكرانيا.
من أجل منع الحرب العالمية الثالثة وتدارك الهجوم على روسيا باستخدام الأسلحة النووية، قررت الحكومة الروسية وقف هذا الأمر واستعادة النظام هناك.
الآن يقوم الغرب بالضغط عبر الإعلام ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها ليظهر أن روسيا هي التي هاجمت أوكرانيا. لقد شعروا بالخذلان لأن خططهم قد دمرت، والآن لا يمكن تدمير روسيا بالأسلحة النووية الموجودة في أوكرانيا وعلى حساب أوكرانيا. بالمناسبة، ما قاله بوتين: الوقت الذي تستغرقه الرؤوس الحربية لتحلق من خاركوف إلى موسكو هو 3 دقائق وليس ثمة وقت كاف لتوجيه ضربة انتقامية .. من الولايات المتحدة يلزمها 30 دقيقة وهناك وقت كاف للرد.
اليوم فقط أصبح من الممكن نشر المعلومات الاستخبارية حول بيانات عن التحضير لاستفزاز في جمهوريتي الدونباس الشعبيتين، يكون متبوعًا بضربة غادرة مع إبادة جماعية للسكان على أراضي الجمهوريتين.
استبق بوتين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي وأنقذ بالفعل مئات الآلاف من الأرواح في الجمهوريتين.
لقد تم اتخاذ قرارات مصيرية قبل يوم واحد من بدء حرب الإبادة ضد السكان الناطقين بالروسية في دونباس.

الجيش الأوكراني بقيادة كتائب القوميين كان يستعد لبدء عملية عسكرية في دونباس في 25.02.22.
فلاديمير بوتين استبق، حرفياً، خطط كييف والغرب بيوم واحد، وهو ما جعل من الممكن اغتنام المبادرة الاستراتيجية (يوم 23 فبراير، كان يوم عيد بالنسبة إلى القوات المسلحة الأوكرانية المرسلة لتنفيذ الهجوم).
قبل حوالي أسبوع تقريبا من بدء العملية الخاصة الروسية، أبلغ إدوارد باسورين نائب رئيس الميليشيا الشعبية لجمهورية دونتسك الشعبية، والسكرتير الصحافي للميليشيا الشعبية للجمهورية عن حصوله على خريطة للهجوم على الدونباس.
يظهر هناك بوضوح متى سيتم إطلاق ضربات المدفعية البعيدة المدى، ومتى سيتم إطلاق صواريخ "غراد"، ومتى سيستخدم الطيران، ثم متى ستوجه ضربات المجموعة التكتيكية العملياتية، ثم ضربات "سيفير" و "يوغ" و"فستوك".

كان من المفترض أن تعمل "فستوك"Vostok على فصل دونيتسك عن لوغانسك.
وقد تم منحهم ثلاثة أيام للوصول إلى الحدود الأوكرانية الروسية، وكانت ستتحرك قوات "يوغ" "YUG" جنبًا إلى جنب مع "جماعة آيدار “Aidar"، التي، وفقًا للخطة، كان من المفترض أن تلعب دور مفرزة القمع.
في الشمال، في لوغانسك، كان من المفترض أن تتحرك القوات المسلحة الأوكرانية تحت غطاء "القطاع الأيمن"، وأن يتلاقيا في منطقة كومسومولسك جنوب دونيتسك ويفصلا الجمهورية عن الحدود مع روسيا.
تم التخطيط لبدء عملية "التطهير الكامل" في غضون يومين. هم لم يكونوا يخططون للاستيلاء في هذه المرحلة على دونيتسك ولوهانسك والعديد من المدن الأخرى، بل كانوا يكتفون فقط بتطويقها ومحاصرتها، أي فرض حصار كامل على المدن، قبل بدء "تطهيرها بالكامل" من الروس القاطنين فيها.

هناك قناعة تامة بأن هذه الخطة تم رسمها بالتعاون مع معلميهم القيمين على منظمة حلف شمال الأطلسي، لأن الأمريكيين كانوا قد نقلوا قبل ذلك حوالي 5 آلاف من جنودهم إلى بولندا، بالإضافة إلى وجود الجيش البولندي أيضًا - وفقًا للخطة، كان من المفترض أن يحاصروا القوات الروسية المرابطة في مدينة كالينينغراد، بحيث لا تتمكن في هذه الحالة من التقدم إلى المنطقة التي تكون تعرضت للهجوم في الجنوب الشرقي الأوكراني.

المجموعة القتالية الثانية هي ألف جندي من لواء "سترايكر" (عربات مدرعة) في رومانيا. هذه المجموعة حاصرت ترانسنيستريا – الجزء الروسي من مولدافيا الذي سبق أن أعلن استقلاله -حتى لا يتمكن جنود حفظ السلام الروس المتمركزون هناك من التقدم عبر الجنوب إلى أوديسا.

كلها مجموعة واحدة متضامة من الإجراءات التي كان سيبدأ تنفيذها ليلة 24-25 فبراير.
في الواقع، كان تحرك القوات المسلحة الأوكرانية مفترضا أن يتم ليوم واحد فقط.
لماذا هذه الهستيريا من جانبهم ؟ لأن كل شيء كان جاهزًا للاستيلاء على المنطقة، ثم ها هي فجأة وحدات الجمهوريتين الشعبيتين المنفصلتين LPR و DPR المفترض إبادة سكانهما، تتحرك بنشاط قبل يوم واحد من تنفيذ الخطة الجهنمية، بدعم من القوات الروسية.

بادئ ذي بدء، تمت مهاجمة المطارات العسكرية ومدارجها بحيث أضحى من المستحيل أن تحط فيها الطائرات المحملة بأسلحة من الولايات المتحدة ودول أخرى، وتم تعطيل مراكز القيادة وأنظمة الدفاع الجوي ومحطات الرادار وأقسام الصواريخ المضادة للطائرات وما إلى ذلك.
كل هذه التحضيرات تم إفشالها في الوقت المناسب. ومن هنا ارتفاع حرارة المخططين الغربيين إلى حد دخولهم في هستيريا يجهدون لنشرها على النطاق العالمي. وأفضل ما يمكن ان يقال فيهم هو القول العربي: في الصيف ضيّعتِ اللبن!