الوعي بجحرية المعتقد ح 10 من كتاب دفاعا عن التنوير من سلسلة الوعي المجتمعي الكتاب الثاني


ياسر جاسم قاسم
2022 / 9 / 9 - 22:35     

بداية ننطلق من مفاهيم حقوق الانسان لنعرف معنى حرية المعتقد فالاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عن الامم المتحدة عام 1948م كفل هذه الحرية فهنالك حقوق مدنية وسياسية وتسمى الجيل الاول من الحقوق وهي مرتبطة بالحريات وتشمل الحقوق التالية : الحق في الحياة والحرية والامن وعدم التعرض للتعذيب والتحرر من العبودية والمشاركة السياسية وحرية الراي والتعبير والتفكير والضمير والدين وحرية الاشتراك في الجمعيات والتجمع والتظاهر.
اما الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتسمى الجيل الثاني من الحقوق وهي مرتبطة بالامن وتشمل التعليم والعمل والمستوى اللائق للمعيشة والماكل والماوى والرعاية الصحية .
والحقوق البيئية والثقافية والتنموية وتسمى الجيل الثالث من الحقوق وتشمل حق العيش في بيئة نظيفة ومصونة من التدمير والحق في التنمية الثقافية والسياسية والاقتصادية .
وانا في هذا المبحث لستت بصدد شرح لوائح حقوق الانسان والانطلاق لحرية المعتقد تاتي من المعرفة التي تجعلنا نفهم معنى حرية المعتقد هذا المبدء الذي حاربته جميع الديانات بلا استثناء لذلك انطلق من رؤية للفيلسوف (برتراند رسل) الذي اعتبر ان البيئة لم تصمم لتكون مسخرة للكائن الحي كما يدعي الدين لانه وحسب نظرية دارون ان من يريد البقاء في هذه البيئة عليه هو ان يتكيف معها فهذه نظرة معرفية مغايرة للدين ومن ارائه المعرفية ايضا حين يعتبر ان هذا العالم (الحياة الاولى )هو نموذج للكون ككل (الحياة الاولى والثانية) فاذا لم تتحقق العدالة في هذا العالم كيف ستتحقق في الحياة الثانية ، لقد كانت لرسل اراء حرة ينبغي ان تدرس بضرورة التفكير الحر لان رسل كان يرفض تدريس الدين كمنهج تربوي في المدارس ويعتبره شيئا سلبيا فضلا عن اسباب اخرى يذكرها ومنها:
1- انه كان يعزو تدريس الدين الى السلطة الكنسية وفي رايه انها لن تعنى بتربية الفرد بقدر ما ستعنى بغرس ما يلائمها من معلومات فيه تلك المعلومات التي لن تسمح لاحد ان ينقاشها فيها لانها مقدسة ذلك الذي لا يتفق وحرية المعتقد والفكر الذي نشدد على ان يكون له مجالا كبيرا في العملية التربوية .,
2- الدين محافظ، لذلك سوف لن ينتظر منه النظر الى المستقبل.
3- الدين يعلم الايمان بجهنم وهذا له اثر سلبي على صحة الافراد الاخلاقية من جهة لانه يولد لديهم نزعة الانتقام وعلى صحتهم النفسية من جهة اخرى لما يعرضه من صور تقوم على الترهيب والتلويح بالعقاب ولهذا نجده يقول" ان اولئك الذين لم يبلغوا بعد درجة كافية من النضج الاخلاقي والعقلي هم وحدهم الذين ما زالوا يتمسكون بالمعايير الدينية التي تناهض بطبيعتها جميع المعايير الانسانية الخيرة التي يجب ان تسود عالمنا الحديث".كما كان يركز على مفاهيم التربية واثرها في احداث الوعي كما كان يقف بالضد من العنصرية واهواؤها . اننا اذن امام مقاصد مهمة يستخدمها الفلاسفة لاحداث وعي مجتمعي حقيقي تجاه مفاهيم حرية الضمير والمعتقد لان حرية الضمير تاتي من ضرورة نفي الاديان لان التمسك بالاديان يسبب ازمة كبيرة في حرية المعتقد فاحدى الاحاديث الواردة عن الاسلام وادبياته "من بدل دينه فاقتلوه" وهي تتعارض وبشده مع مفهوم حقوق المعتقد التي اقرتها اللوائح العالمية لحقوق الانسان لذلك فان رسل على حق بضرورة عدم تدريس الدين كمنهج تربوي.
ملحوظتان:
1- الدين يتعارض بمفاهميه مع حقوق الانسان فالدين لديه حقوق الاله اولا ثم الانسان ثانيا.
2- فلسفة رسل فلسفة مهمة تعطي بصورة غير مباشرة زخما لدعم مفاهيم حرية المعتقد التي نحن بصددها .