-شلال عنوز وأردان العبق الثقافي النجفي-


سعد محمد مهدي غلام
2022 / 9 / 8 - 02:28     

في مبحثنا قيد الدرس رجل له التاريخ الثابت ومن أرومة الأخيار العرب ممن قطنوا المدينة من زمان، وهو يمارس المحاماة بعد أنْ حصل على الإجازة ويعرف أنَّ التاريخ لايعد بالثابت إلا إنْ كان مسجًلا أمام مؤسسة للحكومية أو للقاضي أو من يقوم مقامه في الموقع الرسمي. ومن المعلوم الختم والمؤشر التاريخ. فقط في قانون الإثبات ذلك التاريخ هو الثابت و سواه قرينه وتعرض للفحص وتعد للاستدلال وليس لها قوة الدليل في الإثبات فكان رجلنا من الأصول الأعلام، ومن تقاليد "النجف" التي يقال، سنها "المرجع الشيرازي" عندما رفض دعوة الشاه بزيارته طلب إليه أنْ هو يأتيه، وأصبحت من السنة أنْ لايزور المرجع المسؤول حتى لو الرئيس، ويمكن أنْ يتم اللقاء في الحضرة العلوية. هكذا بيئة عبقة بالعلم واللغة والدين والتقاليد والظرف الخاص ...
قد تضطر الشاعر إلى مراجعة طريقة كتابته ومنها أنْ يعاود الكتابة بالمنظوم فاليوم قد عدنا قرونا... المطلوب أنْ يعتلي البعض المنصة ويكتب الغرضوية المباشرة ويباشر العمود ولكل من يباشر الشعر الحرية في ما يختار. إلا إننا لسنا مع الغلو في التجريب لمراضاة المتلقي، وهي وجهة نظر غير ملزمة. ولكن هذا من تجارب العالم والشعراء ،فعندما هاجمت "نازك الملائكة" التفعيل والتدوير وأرادت ؛أنْ تلتزم بالبحر أوالمداخلة وحسب بل حتى ﻻتدوير "حسب الشيخ جعفر" مثلا تكون قد تخلت عن دورها الريادي. وسنأتي قد في مضان من القراءات لنتاجات "العنوز". نقول ،إنَّ "نازك" أصبحت أكاديمية ورائدة في الشعر في البداية ليس ك"لميعة عباس عمارة" أطال الله عمرها وليست من الشعراء عند رحيلهم وكذلك حال "ت.س. إليوت" رحل الشاعر السابق والناقد وليس الشاعر بينما "بودلير" "وولت ويتمان" و"هنري ميشو" شعراء مثلهم مثل "هولدرين" و"ريلكة" و"كيتس" و"وردزورث" و"نيرودا"... .اختيارات لكن لمن لم يقضي وهو في البواكير أمثال "رامبو" و "بو"،والأمثال لاحصر لها لابد من هوية كما "للبياتي" و"دنقل" و"حجازي" و"عبد الواحد" و"الجواهري" لهم هوية. لإننا ممن يؤمنون أن لا علاقة بين العمود وقصيدة النثر(في/ب النثر) كل منها من جنس.
نحن لسنا مع الخلط والعبث لابد من التمييز والتحديد والتخصيص فاللغة مختلفة والانزياحات في الوحدات الكبرى والصغرى وأسلوب التقديم للنص والسوق وطريقة التناول وربط المعاني والإشارات فيها الكثير من التباين سنتناوله عندما يحين الآوان كما حال توظيف المفردة وتخصيصها أو تعميمها في التركيب أو في حال تكوين الخلق الصورة والاستعارةالشاعرية... .تضيع المعالم عندما لا نختص والعالم كله ينحو للتخصص و الخاص. ما نراه اليوم استبساط واستسهال. فهو الوامض و"الهايكوست" والروائي والقاص وكاتب العمود وقصيدة النثر، وجهة نظر لا عليها حساب وخرج المستتطرق بأنماط وجدها وهي منذقرون ولا علاقة لها بالأجناس الموجودة، يمكن أنْ تحسب هنا أوهناك ولكنها ليست المثال والنموذج بل نجد أنََّّ كتابة النقد من طرق بابها ودخل على الخط يعقد أنُه لن يحتاج أكثر من كتابة إنشاء و تعليق بعوض ومنها!! ، ولله في خلقه شؤون!!. سنتناول للشاعر "شلال عنوز" نصوصًا من فترات متباينة ولن نعتمد السياق التاريخي لأننا وجدنا الشاعر لايلتزم بالسياق ولا يرسم له" كيرفًا" لأنّه لايلتزم في تعاطيه الشعري مع جنسًا محددًا {مع كل ما يترتب على ذلك من تباينات في طبيعة المفردة واستخداماتها والاستعارة والإزاحة وفي تقنيات صنع التراكيب وصياغة السطر الشعري وعموم النص} ...
نفسر ذلك في محاولاته الحثيثة للبقاء في الساحة وذلك من المساعي المشروعة مع الأخذ بالاعتبار لكل ما سيتركه ذلك النهج من ضعف في تطوير النص من جنس شعري بعينه ولكن يسرنا أنْ يكون أمثاله تحت مجهرنا النقدي عسى أنْ نفيه حقه لشخصه وأرومته طيبة الأثر ولغنى تجربة وثراء لغته وعمق مقاصدة ونبل غاباته الوطنية والإنسانية ...