عَيْنُ الاِخْتِلَافْ (الجزء الثاني)


محمد الهلالي
2022 / 9 / 5 - 04:16     


لو مَلكنا السؤالْ
لسَألنا عَن المآلْ
كيفَ نَسْعدُ بالمحالْ
فبعدَ الوجود الزوالْ
وبعدَ الزوال السؤالْ

لو أدخلوك الجحيمَ
لأدخلتِ للجحيمِ
النعيمَ


خلِقت الرغبهْ
مِن اختلاء الليل بالنهار
سَطا الانسجام على الدمار
وسَكرَ القتل
فانزوتِ القوة
ضعيفة في الظل

سيجارة تلوَ سيجارهْ
وساق يراقصُ ساقا
مثل بستان قبل
يغني انتصارهْ
تمنيت عناقهُ
تقبيلهُ واعتصارهْ


التّكرار سنهْ
والاختلافُ فريضهْ
المماثلةُ حيلهْ
والتطابقُ نَقِيضهْ


الفمُ نار تلتهب
والنهدُ لذة تحتجب
والحَلَمَة في أناة تنتصب
كيف البقاء
كيف الانسحاب
ولذة اللذات تقترب

خذ قلبك
بين يديك
واعترفْ
بأن ما تعرفه
جهلٌ
واقترفْ
ذنبَ النسيان
لتغترفْ
الحياةَ بالفعل

طفتُ بي المدنَ
باحثا فيها عنِّي
أفرغتُ شوارعي مِنّي
وفي سُفنِ قلبي
بنيتُ لك السفنَ

زيّن الوقاحة بالتقوى
فظنّ أنه الأقوى
أخفى وجهه في الصلاة
فصار وجها للفوات
يسبقه فمه للهلاك
يوزّع النار والجنة
وشيئا من السِّواك

على امتداد ساقيك
أتهيأ للممات
ولأني أحبك
أسقط من أعلى نهديك
في جرحي
فيغمرني الحريق
من كل الجهات

حين رمّمَ الكونَ
اتهموه بالتقليد
وحين خلقَ كونَه
اتّهموه بالكفْر
بفِكر العبيد

بعد ألف من الآهاتْ
توجتُ فمي بنهدك
كملكٍ
يبني عرشَه بالقبلاتْ

تنهش الرغبة
قوة الإرادة
في قلب الرذيلهْ
ذرة من فضيلهْ
وفي الحب
تجري دماء القلب

أنا لست القدر
وأنتِ لستِ الصُّدف
لا رقصك سيُسكر البوْح
ولا تعبي سيُطرب النوْح
لو كنتُ أنا القدر
لزرعتُ في قلب الثبات السفر
ولو كنتِ أنتِ الصُّدف
لدفنتِ الذكرى في أعماق الحفر
احتجبَ في قلبي الوجود
فهو مثل الحب موجود ومفقود

لا يتواضعُ
إلا محارب أو حكيم
فالكبرياء جحيم
لا ينحني لكي يركع
لا يعتذر
لكي يرى رأسه تقطع

فاضتْ كؤوسُ الصبحْ
بسكرِ قبلة الرمحْ
فلاح قمر النهدين
نشيدَ إنشاد
سحرَ قرآن
ولحناً بينَ العهدين

لا يكفي لتوجد
أن تولد
فقد تولد
دون أن توجد
وقد توجد
قبل أن تولد

لو زرعنا الكون ورودا
وملأنا قلوبهن وعودا
واعترفنا
بما اقترفنا
لَمَا فتحت لنا
أبواب الجنان
حُكْنَا الخديعة ليلا بالقبل
وضعنا أوحالنا على الخدود
علقنا أسمالنا على النهود
ونسينا الوصية الحادية عشر
"فِي البَدْءِ كانَتِ النّساءْ
ثمَّ كانَ الوردُ والضّياءْ"

تُشترى الفضيلهْ
بعرَق العمال
وتباعُ الرذيلهْ
ليُنمّى الرأسمال
هوة هنا وهوة هناك
سنفنى في بعضنا
ولن نبلغ الهلاك
فكيف نذوق الغنى
وقد فتنّا بسواك

حين أعشقُ
يتدفق من الكون السباتُ
وحين تعشقين
تذوب في الله الصفاتُ

حين أكتبُ
تُدمى بحروفي الجماجمْ
وحين تكتبين
تتراقص كالحيات العمائمْ



عنوان الكتاب: عَينُ الاِختِلاف (نُصوصٌ شِعْريّة)
المؤلف: محمد الهلالي
الطبعة: الأولى – 2021
الإيداع القانوني: 2021MO1356
ردمك: 978-9920-33-334-4
لوحة الغلاف: روحي فيك (Soul Connexion)، مريم والسات Meryem Oussat
الناشر: مجلة الحرية
مطبعة: "الرباط نت"

ديوان (عَـــــيْـــنُ الاِخْتِلَافْ):

https://foulabook.com/ar/book/كتاب-عين-الاختلاف-pdf