افتتاحية الشعلة -افريل 1975


محمد علي الماوي
2022 / 8 / 20 - 22:39     

تقديم:
تثبت كل الوثائق التي هي في حوزتنا (بعض اعداد جريدة الشعلة وبعض النصوص بالفرنسية التي تناولت تحقيقات في المجال الزراعة والصناعة والوضع الراهن آنذاك وحقيقة نظام الاستعماري الجديد تثبت تجربة الشعلة انها اسست للتيار الوطني الديمقراطي على المستوى السياسي كما التزمت بالخط الم الل وشاركت في تطويره مع بعض الفصائل .
غير ان العناصر المنهارة والمنتمية حاليا الى الحركة الاصلاحية تريد تحريف هذا التاريخ وتبرير مواقفها الانهزامية والمتعاملة مع نظام الاستعماري الجديد وهي عناصر لاعلاقة لها بجوهر الخط الم الل وإن ادعت زيفا الانتماء اليه.
كما ان اطراف اخرى تلبس جبة الوطنية الديمقراطية وتعتبر الشعلة "انتهازية"
او انعزالية حسب موقعها تنكرت هي الاخرى للتيار الوط الد وافرغته من محتواه
الطبقي والوطني فدافعت عن الوفاق الطبقي مع النظام وزكت المصالحة الوطنية وهي اطراف انتهازية منذ نشأتها تنظر للتحول السلمي وتنحصر ممارستها في العمل النقابوي وهي رغم الشعارات الثورجوية تظل اطرافا يمينية تلهث وراء فتات البيرقراطية النقابية او بعض المواقع في ادارة الاستعمار الجديد.
لقد سبق للشعلة ان ناضلت ضد الانحراف يساري والانحراف اليميني والان يناضل الشيوعيون الماويون ضد التحريفية المعاصرة وضد الدغماتحريفية لبعض الاوطاد لذلك لابد من فضح ايديولوجيا وسياسيا الاحزاب التي تدعي انها شيوعية او م لينينية وبخوض الصراع ضدها وتعرية حقيقتها ستتخلص الحركة الثورية من امراض هؤلاء وسيقع اعادة الاعتبار للقضية المركزية : تأسيس حزب الطبقة العالمة وفق المبادئ الم الل الماوية وبمشاركة كل الاطراف الم الل الحقيقية على عكس من اسس الحزب دون مشاركة كل الاطراف بل انه اسس الحزب بهدف عزل الشيوعيين الحقيقيين وفق رغبات البوليس- لكن حزب الطبقة العاملة اقوى من البوليس وعملاء البوليس لانه تيار موضوعي وحتمية تاريخية مرهونة في توفر ظروف معينة.

افتتاحية الشعلة –أفريل 1975)

ان المتطلبات التي رسمناها في تحديدنا للوضع الراهن سواء كانت المتعلقة بتطوير النظرية الثورية او بالتوعية الايديولوجية والسياسية او بتحضير الاسس السليمة والمناهج الكفيلة لتوحيد الحركة الم الل خطوط اساسية تحدد بوضوح دور وطبيعة الجريدة والاهداف المرسومة لها.
فالحركة الم الل رغم الانتشار الواسع الذي عرفته طوال السنوات الاخيرة ما زالت تعاني من تشتتها وتشرذم فصائلها سواء في الداخل او في الهجرة وذلك نتيجة الخطوط الانتهازية اليمسنية واليسارية السائدة في صفوفها والتي تشل حيويتها وتصدها عن امتلاك الرؤية الواضحة التي بدونها لا يمكن لهذا الفكر العلمي ان يتطور وينصهر في قاعدته الاجتماعية.
فلقد بينت التجربة القصيرة التي مارسناها ان مساعي الوحدة التي ضمناها ايمانا منا بان الوحدة ضرورة تنبع من الظروف الموضوعية اصطدمت بانحرافين اساسيين :انحراف يساري انعزالي وانتفاعي يطرح المسألة التنظيمية فوق الصراع الطبقي وفوق المبادئ وانحراف يميني توفيقي يصب مباشرة في طاحونة التحريفية.
واصبح من الاكيد ان مواجهة مستلزمات الوضع وتحقيق الاهداف المرسومة امامنا والتي من اهمها في الظرف الراهن بناء حزب الطبقة الشغيلة يمر من خلال دحر هذه الخطوط المنحرفة وطرح برنامج الثورة الديمقراطية الوطنية المستقى من قوانين التطور الموضوعي لمجتمعنا وذلك بالتفاعل مع جل القوانين التي تحكم مجموع حركة التحرر العربية وطليعتها في النضال المقاومة الفلسطينية الشيئ الذي يقود الى طرح الاسس الصحيحة والعلمية للوحدة العربية بعيدا عن المثالية والشوفينية وبعيدا عن التهادن القومي والاستسلام كما انه لابد من التفاعل مع تناقضات الوضع الدولي المتميز بتناحر العملاقين(الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي) ومساعي تكتلات امبريالية جديدة وبروز "العالم الثالث"كقوة رئيسية في مواجهة الاستعمار والاستعمار الجديد والهيمنة الامبريالية ومن هنا فان الخطوط العريضة للجريدة ستكون:
1 تناول مختلف مستلزمات الوضع الراهن (تطوير النظرية الثورية -مقاومة
التحريفية المعاصرة والاصلاحية ومختلف التيارات الانتهازية-بلورة التيار الوطني الديمقراطي)
2 القيام بالتحاليل السياسية وذلك بتناول اهم الاحداث البارزة عل الصعيد المحلي والخارجي .
3 تحضير البرنامج السياسي المتمثل في تحديد قضايا الثورة سواء في تونس او في الوطن العربي او في العالم .
4 استيعاب معاني وابعاد النضالات الجماهيرية المطلبية منها والسياسية ومتابعتها بدقة وعناية.
5 القيام بتحرير نصوص تحريضية ودعائية والتصدي لمختلف حملات التشويه.
6 العمل على تعزيز الروابط بين حركتنا الثورية والحركو الشيوعية العالمية وجل حركة بلدان "العالم الثالث" والقيام بدورنا في مجابهة الاستعمار والاستعمار الجديد والهيمنة الامبريالية.
يجب اذن ان تلعب هذه الجريدة دورها كاملا في الالتحام بالطبقة الشغيلة وتكوين الكوادر العمالية وبلورة التيار الوطني الديمقراطي وفتح كل الجبهات ضد لنظام الحاكم خادم مصالح الاستعمار الجديد ويجب ان تصبح الجريدة حسب عبارة لينين "جزءا من منفاخ حدادة هائل ينفخ في كل شرارة من شرارات النضال الطبقي والسخط الشعبي وجعل منها حريقا عاما وحول هذا العمل الذي هو صغير جدا بحد ذاته ولكنه منتظم وعام بكل معنى الكلمة يتعبأ بصورة منتظمة ويتعلم جيش دائم من مناضلين مجربين "(لينين_دور الجريدة)
الشعلة افريل 1975
(نسخ :م ع الماوي)