الأحزاب السياسية المغربية كيف نشأت ولماذا فشلت وما علاقتها بالمَلَكيّة؟


محمد الهلالي
2022 / 8 / 18 - 17:38     

1. هل الحزب المغربي حزبٌ أم زاويَة؟

ليس هناك اتفاقٌ بين الباحثين حول طبيعة الأحزاب المغربية منذ تأسيسها في عهدِ الحماية وإلى الآن. فهناك من يرى أن الأحزاب المغربية هي مجرد زوايا. ونجد هذا الموقف عند رُوبِير رِيزيتْ في كتابه "الأحزاب السياسية المغربية". وحُجته في ذلك أنّ زعيم الحزب يقوم بوظيفةِ شيخِ الزاوية. وأَنّ المنخرطين في الحزب يقومون بدور المُريدين. والعلاقةُ بينهما تقوم على نوعٍ من "تقديس الزعيم".
لكن عبد الكريم غلاب يتركُ طبيعة الأحزاب المغربية مجهولة، فلاهي بزوايا ولا هي بأحزابٍ على الطريقة الأوروبية، عِلما بأنه لا وجود لنموذج حزبي بالمعنى الحديث غير النموذج الغربي الليبرالي المرتبط بالديمقراطية التمثيلية. فماكسْ ڤيبَرْ يقول في كتابه "العالِم والسياسِي" عن نشأة الأحزاب السياسية ما يلي:
"الأحزابُ السياسية هي ثمرة الديمقراطية، والاقتراع العام، وضرورة تجنيد وتنظيم الجماهير".
(ماكس ڤيبر، العالِم والسياسي).

ماذا ينتتجُ عن هذه الضبابية في ما يتعلقُ بِطبيعة الأحزاب المغربية؟
الحزب المغربي هو حزبُ الزعيم، يتميز بالخضوع للزعيم وبالانشقاق عنه، يستهلك المصطلحات الغربية ويمارس الاستبداد الشرقي، لذلك مِن المخاطرة دراستُه كحزب وهو ليس كذلك لأنه إما زاوية، وإما ما دون ذلك، وإما تجمّعٌ مُصطنع لا يملك المقومات الداخلية للاستمرارية الطبيعية كتنظيم، فلا بد من تدخلٍ خارجِي للمحافظة عليه. فنحن إذن أمام آليات مُخادِعة تستعمل لتقديم هذه التنظيمات المغربية على أنها أحزابٌ وهي ليست كذلك.
يتساءل نور الدين الزاهي في كتابه "الزاوية والحزب":

"هل كان بإمكان الحزب السياسي بالمغرب أن يتشكل خارجَ ما رسّخته الزوايا طيلة قرون عديدة من قيم (الشرف والبَركة) وسلوكاتٍ (تقديسُ الاحترام) وتمثلاتٍ وطرقٍ لتنظيم الفرد والجماعة؟".
(نور الدين الزاهي، الزاوية والحزب).
والجواب طبعا بالنفي.

لنقارنْ بين خصائص الزاوية كما جاءت في كتاب (الزاوية والحزب) وخصائص الحزب:

https://www.youtube.com/watch?v=m0V1cF2Ugg4