ضد سيناريوهات يوم القيامة: ما العمل الآن؟


غريب عوض
2022 / 8 / 16 - 23:28     


بقلم: محرر مجلة Monthly Review

ترجمة: غريب عوض

اُجريت هذهِ المقابلة مع John Bellamy Foster في أوائل شهر أكتوبر وظهرت لأول مرة في عدد نوفمبر 2021 من مجلة Irish Marxist Review تحت عنوان “حالة الطوارئ الكوكبية”: ما العمل الآن؟ تم تكييفهِ للنشر هُنا.

John B. Foster:

كما قال ماركس، نحنُ مُرتبطون بالطبيعة ليس من خلال الإنتاج فقط، ولكن من خلال مفاهيم الجمال لدينا. وبالطبع، ينبغي أن يكون لدينا نوع من الإحساس الوِقائي “لحقوق الحيوان”، لمنع الإساءة إليها في مجتمع سِلعي رأسمالي. وبصرف النظر عن عبودية البشر، ليس هناك شيء أسوء من اختزال الحيوانات غير البشرية إلى مُجرد آلات بلا أرواح، كما فعل الفيلسوف الفرنسي Rene Descartes رينيه ديكارت. في الحقيقة، انتقد ماركس مُباشرةً فلسفة ديكارت الميكانيكية على خفضها مرتبة الحيوانات غير البشرية من مُساعدين للبشر، كما في العصور الوسطى، إلى مُجرد أشياء ميكانيكية للمجتمع البرجوازي. كما جادل أبيقور (وكرر ماركس)، علينا أن نعيش بطريقة تجعل العالم، أي الطبيعة، “صديقنا”. إن مُحاولة مُعالجة كل هذا من منظور مفهوم بُرجوازي للحقوق تخلط الأمور، لأن القضية الحقيقية هي مدى وطبيعة مجتمعنا مع الأرض، مع الحيوانات غير البشرية، ومع بعضنا البعض.

(4) أياً كان ما قد يظنهُ المرء في موقفهِ الخاص الذي ينبع من وجهة نظر مفادها أننا يجب أن نكون مُستعدين الآن للنظر في استخدام جميع الوسائل اللازمة لإنقاذ الأرض كموطن للبشرية، فإن Malm قد قدم معروفاً للحركة في كيفية تفجير خط أنابيب نفط (عمل أكثر منطقية مما يوحي بهِ عنوانه الاستفزازي)، من خلال إثارة بعض من أصعب القضايا الملموسة للتكتيكات والتشدُد. ويطلب منا Malm تحديداً، الاهتمام بكيف ستستجيب حركة المناخ لِعُنف الإبادة البيئية/قتل كل الوجود بأساليبها الخاصة، بما في ذلك التخريب والعُنف ضد المُمتلكات. من الواضح إن المُفضل في هذهِ الحال هو الاحتجاج غير العنيف للجماهير. ومع ذلك، نحن نعيش ضمن الدولة الرأسمالية، التي تُعرفُ نفسها من خلال نظام قانوني مرجعي ذاتي، مُصَمَم لحماية وإضفاء الشرعية على النظام الاستغلالي القائم، وكما أكد Max Weber (عقد ونصف فقط قبل صعود النظام النازي)، يمنح لنفسه “احتكار الاستخدام المشروع للقوة”. غالباً ما يستجيب لتهديدات لسُلطة قائمة عن طريق استخدام القوة والعُنف، من ضمنها – إن وجِدت الضرورة للمحافظة على نظام المُلكيّة القائم – الأحكام العُرفية/حالة الطوارئ والحرب الإمبريالية، والتي أصبحت اليوم دائمة. هناك جدلية عُنف في كيفية عمل النظام ومن خلاله يُشكّل نفسه.

التخريب sabotage (والتي هي كلمة مُشتقة من كلمة sabot الحذاء الخشبي الفرنسي، ومن العُمال الذين يلقون بالأحذية في الآلات) ستكون بالضرورة جزءاً من ثورة بيئية، وكذلك الهجمات على المُلكيّة الخاصة، بالنظر إلى أن مالكي وسائل الإنتاج (الأثرياء والشرِكات) يدمرون الأرض نفسها لتوسعة ممتلكاتهم المالية. يقتبس Malm من نيلسون مانديلا، في النضال ضد نظام الفصل العُنصري، الذي أعلن فيه: “لقد دعوتُ إلى احتجاج سلمي طالما كان فعالاً‘“كتكتيك الذي ينبغي تركه حينما لم يعد نافعاً.” يبدو أنهُ لا مفر منه، بالنسبة لي، مع تزايد المخاطر على البشرية، سيتخذ المزيد والمزيد من الناس هذا الموقف العام حتماً، مُدركين أن بقاء الإنسان (وكذلك حُرية الإنسان) يُمثل قضية. كيف يمكن أن يكون غير ذلك، إذا رفض النظام الاستجابة إلى حاجات الإنسان إلى درجة أن بقاء الإنسان يُصبح عِرضة للخطر؟ أعتقد أن الكاتب Kim Stanley Robinson كان واقعياً تماماً في روايتهِ الأخيرة “وزارة للمستقبل” في جعل اللجوء إلى المُقاومة العنيفة من قِبل بعض المجموعات البيئية الثورية جزءاً من المزيج ومُساعدة الناس على وضع فهم مُتعاطف لسبب وكيفية حدوث ذلك، بينما لا يُدافَع عنها في الواقع.

أحد الأمثلة على التكتيك الذي أُؤيدهُ في الوقت الراهن هو تلك الخاصة بمفاتيح الصمامات في أمريكا الشمالية. في 11 تشرين الأول/أكتوبر عام 2016، قام خمسة من نُشطاء المناخ بإغلاق الصمامات على أربع من أنابيب النفط التي تحمل زيت رِمال القُطران من كندا إلى الولايات المتحدة. تم إغلاق 15 في المائة كاملة من واردات النفط الخام الأمريكية لمدة يوم واحد تقريباً. وللتأكد من عدم انتهاك سلامة العمال، تم إجراء مُكالمة للاستجابة الطارئة لكل شركة قبل حوالي خمس عشر دقيقة من دخول النُشطاء إلى المواقع، مما يمنح الشركات مُتسعاً من الوقت لإغلاق كلُ خط أنابيب. وُجِهَت إلى النُشطاء الخمسة اتهامات بارتكاب جنايات، بما في ذلك التخريب الإجرامي. توليت الدفاع عنهم Lauren Regan، أحد أبرز محامي الحقوق البيئية والمدنية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى انها مؤلفهِ في الحقوق المدنية. اعتمدت المحامية Regan ومنظمتها، مجلس الدفاع عن الحريات المدنية، حيثُ أنا عضوٌ في المجلس الاستشاري للمنظمة، بنجاح كبير على استخدام دفاع الضرورة، الذي لم يتم استخدامه لسنوات عديدة في القانون الأمريكي، بحجة أن النُشطاء الخمسة لم يكن لديهم خيار، لأن أفعالهم لم تكمن ضرورية فحسب، بل كانت مُبَرَرَة أخلاقياً وقانونياً من أجل تجنب الأذى الكارثي للإنسانية وجميع أشكال الحياة على الأرض. رفض المحلفون عدة مرات إدانة النُشطاء الخمسة، موافقين مع دفاع الضرورة لديهم.

John and Owen: في رأيك، ما هي المطالب والأهداف والتكتيكات الفورية لحركة المناخ؟

John B. Foster: هذا سؤال كبير جداً. وبما أننا كنا نتحدث قبل قليل عن التكتيكات، فسوف أُركّز على المطالب والأهداف.

من الواضح أن الهدف، على الأقل، ينبغي أن يظل دون أل 1.5 درجة مئوية زيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية حتى عام 2040، وهو السيناريو الأكثر تفاؤلاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، والذي سيسمح بعد ذلك، كما هو مأمول، بالعودة إلى 1.4 درجة مئوية زيادة بحلول نهاية القرن أو في القرن المُقبل. هذا، كما تقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ في الجزء الثالث من تقريرها الذي تم تسريبه، يتطلب مواجهه حقيقة أن التغيير الهيكلي الأساسي في النظام الاجتماعي والاقتصادي الحالي ضروري وأن الرأسمالية كنظام، “غير مُستدامة”، وهُنا، تستشهد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ بشخصيات مثل Jason Hickel وAndreas Malm. إن الأمل الحقيقي الوحيد في السنوات القادمة التالية، يقترح “تقرير التخفيف” الذي تم تسريبه، هو استراتيجيات الطاقة المنخفضة، التي يمكن أن تُقلل من استخدام الطاقة بنسبة 40% في المائة، بينما تعمل في نفس الوقت على تحسين ظروف البشر. إنهُ هذا، وليست التكنولوجيا، التي لا يمكن إدخالها الآن بالسرعة الكافية. (تُمثّل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح 7% في المائة فقط من إجمالي استهلاك الطاقة في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر؛ لا يوجد التقاط الهواء المُباشر والطاقة الحيوية واحتجاز الكاربون وعزلِهِ على نطاق كافٍ مثل التقنيات الحالية؛ لا يمكن للطاقة النووية مع جميع المشاكل المُصاحِبة لها سد الفجوة، ولا ينبغي لها ذلك). يُخبرنا العِلم، أن الانبعاثات السلبية، ضرورية على أسس تكميلية، إذا أردنا عدم الإخلال بميزانية المناخ، ولكن يمكن تحقيق ذلك عن طريق حراجة مُحسنة، وأساليب الزراعة والتُربة، مثل المحافظة على المادة العضوية في التُربة، دون الهندسة الجيولوجية. في الأساس، تحتاج البشرية إلى انتقال سريع، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال التعبئة الذاتية للسُكان والتغييرات الأساسية في العلاقات الاجتماعية.

مهما كانت الطريقة التي ننظر بها إلى ذلك، هذا معناه ثورة بيئية، تؤثر على العلاقات الاجتماعية، على نطاق يتجاوز أي شيء شهدتهُ البشرية من قبل – وإلا لن تنجح. وكما قال ماركس، حينما تواجه مع مشاكل بيئية حادة في إيرلندا، إنها مسألة “دمار” أو ثورة”. علاوة على ذلك، ينبغي أن يتم وضع العبأ في زمننا مبدئياً على الدول الغنية، نظراً لأنها هي التي استنفدت مُعظم ميزانية الكاربون العالمي، ولديها ثروة أعلى للفرد، وأعلى نصيب للفرد من استهلاك الطاقة، وأعلى بصمة كاربون للفرد، كما أنها احتكرت الكثير من التكنولوجيا. النظام الرأسمالي الأساسي في شمال الكُرة الأرضية هو المسؤول الأول عن مُعظم الزيادة في ثاني أُكسيد الكربون المُتراكم في الغلاف الجوي مُنذُ الثورة الصناعية. اليوم، يتركز الجزء الأكبر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في جميع أنحاء العالم في بضع مئات من الشركات العالمية والإنفاق العسكري. كُلُ هذا يؤكد أن البلدان الرأسمالية الغنية الواقعة في مركز النظام العالمي مَدينة بدين بيئي لبقية العالم. وبالتالي فأنه تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حل المشكلة من خلال جعل اقتصاداتها أكثر انسجاما مع المُتوسط العالمي لاستهلاك الطاقة. وهذا يتطلّب مُخالفة منطق الرأسمالية من أجل إنقاذ الكوكب كمأوى آمن للبشرية.

الجزء الثالث من تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ الذي تم تسريبه يدعم صراحةً الإضرابات المناخية، والانتقال العادل، والعدالة البيئية، والحركات الجماهيرية، وحِماية المُستضعفين و”التغيير التحويلي” الأساسي في المجتمع. يقول التقرير، إنهُ لا يمكن تشغيل مصانع جديدة تعمل بالطلاء من الآن فصاعداً؛ وأنهُ يجب القضاء على جميع المصانع الموجودة في غضون عقد من الزمن؛ يجب أن تُزال المرافق الرياضية؛ نحنُ بحاجة إلى “مُدُن جديدة” ليست مُحركات تدمير بيئي؛ يجب توسيع واسائل النقل العام؛ يجب إزالة خطوط الأنابيب؛ يجب أن يبقى الوقود الأحفوري تحت الأرض، والذي أصبح مُمكناً بفضل المسارات مُنخفضة الكربون. نظامنا للإنتاج والاستهلاك بكاملهِ يجب أن يتغيّر وللقيام بذلك يجب على الناس تغييره، العمل ضد رغبة الشركات.

ومع ذلك، لم يعُد التخفيف بحد ذاتهِ كافياً، لأن الكارِثة أصبحت على أعتابنا في الوقت الراهن، حتى لو كان لا يزال لدينا الوقت لتجنب نقطة اللاعودة إذا تصرفنا بشكل حاسم بما فيه الكفاية وعلى نطاق واسع بما يكفي. تحتاج البشرية إلى تخفيف المشكلة، أي، أن تمنع التسخين العالمي وأن تصل إلى صافي الصفر في انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 (صافي الصفر مهم لأنهُ لم يعُد لدينا إمكانية تحقيق أهداف أقل من 1.5 درجة مئوية أو حتى 2 درجة مئوية بدون انبعاثات سلبية). ولكننا نواجه أيضاً حقيقة أنهُ، حتى في أكثر السيناريوهات تفاؤلا، فإن الظروف المناخية سوف تسوء في معظم هذا القرن. ينبغي علينا أن نتصرف من أجل حماية ما أسماه ماركس “سِلسِلة الأجيال البشرية”، إعادة تشكيل المجتمع على أساس اقتصادي اجتماعي – ليس من أجل المستقبل فحسب، ولكن الآن من أجل الحاضر أيضاً. يمكن أن يُساعد هذا قضية الثورة البيئية، يدفع الناس للقيام بالعمل.

John and Owen: كثيراً ما تقول، “الدمار أو الثورة”. كيف ستبدو الثورة برأيك، وكيف يُمكننا ويجب علينا العمل نحو الثورة اليوم؟

John B. Foster: الثورة – كما قال المُنظِر الثقافي Jacob Burckhardt في القرن التاسع عشر – هي “تسريع هائل للتاريخ”. السبيل الوحيد لِمُعالجة اضطراب الرأسمالية للدورات البيئية للكوكب هو مثل التسارع في التاريخ، حيثُ تتعبأ البشرية على أوسع نطاق مُمكن، على أساس بروليتاريا بيئية جديدة، تشمل مجموعة كاملة من الاحتياجات المادية (البيئية والاقتصادية، والإنتاجية والإنجابية)، والتي تهدف إلى التحول الجذري للعلاقات الاجتماعية القائمة وخلق اشتراكية المجتمع البيئي. يجب أن تحدث مثل هذهِ الحركات على مستوى عالمي وعلى مستويات عديدة، مع وجود انقسامات داخل النظام الحالي ليس فقط في القاع، بل وتكسير صرح السُلطة الطبقي بأكمله وهيمنته الاقتصادية السياسية، مما يُعبر عن أن هذهِ أزمة وجودية. ستحتاج في الوقت نفسه إلى أن تكون ثورة ثقافية وبيئية واجتماعية واقتصادية. في كتابي الصادر عام 1994 بعنوان “Vulnerable Planet الكوكب الضعيف”، جادلت في أنه التأثير الاقتصادي على الأرض بسبب الرأسمالية كان يتسارع لدرجة أن الاقتصاد الآن يُنافس الدورات البيئية للكوكب بِأسرهِ. وفي الطبعة الثانية للكتاب، عام 1999، جادلت بأن الإجابة الوحيدة كانت أن نُسرّع التاريخ ونتجاوز نمط الإنتاج الحالي من خلال ثورة اجتماعية بيئية – حتى نتجاوز المجتمع التراكُمي للرأسمالية ونخلق مجتمع مع الأرض. وبقيت القضايا كما كانت، ولكننا نبتعد كثيراً في مسار الحديقة.

قد يبدو كل هذا طابواياً، لكن المعنى السلبي للطوباوية كحلم مِثالي، يُعبر عن المعنى اللاتيني الأصلي للا مكان الذي لعب عليه توماس مور Thomas More، ليس له معنى حقيقي في عصرنا ولا يمكننا تحمل الخوض في مكان خيالي رهيب عندما يُخبرنا الإجماع العلمي العالمي أننا أما نجري تغييراً هيكلياً اجتماعياً جذرياً وسريعاً على أساس عالمي أو الحضارة الصناعية ومستقبل البشرية يتمُ سحقه. لا يوجد سوى نضال بشري في بيئة قاسية بشكل مُتزايد، نتاج عصر في حقبة التأثير البشري. البيئة الكوكبية كَكُل تتغيّر بسرعة من حولنا نتيجة للنظام الذي أنشأناه وليس هناك ما هو ثابت. لن تنجو أي من مؤسساتنا الاجتماعية القائمة من الاتجاهات الحالية، والتي، إذا واصلنا المسار الحالي لفترة أطول خلال هذا القرن، فمن المؤكد تقريباً، كما يقترح الإجماع العلمي العالمي، أن نقضي على الحضارة الصناعية نفسها.

تقوم الرأسمالية بشكل سريع بِإحداث تغييرات بيئية أدت بالفعل إلى تهديد الكوكب باعتباره مكاناً آمناً للبشرية خلال هذا القرن. وتدميرها الإبداعي الشهير يُقوّض الآن الأرض نفسها. لم يتبق خيار سوى الصورة البيئية، مما يعني ببساطة أن الشعوب، بأعدادها اللانِهائية، ستضطر مرة أُخرى إلى أخذ التاريخ بأيديها، في صِراع من المحتمل أن يكون عاصفاً وفوضوياً، ولكنهُ سيكون أيضاً إظهار القوة والإبداع اللامُتناهية للبشرية، مما يُوفر إمكانية نهضة بيئية جديدة. بالطبع، ليس هناك ضمان، بأننا في مثل هذا النِضال سننتصر. قال ماركس ذات مرة إنهُ لم يتم قَط القيام بأي مُحاولة لتغيير تاريخ العالم على اساس الضمانات المعصومة. كلُ ما نعرفهُ على وجه اليقين هو أنهُ مع رؤية أجيال كاملة أن مُستقبلهم قد سُرِق منهم، وأن وجود البشرية مُعرّض للخطر، فمن المُحتم أن يُقاوم مئات الملايين من الناس، إن لم يصِلوا إلى المليارات، مما يؤدي إلى ما سيحدث بلا شك، أن تكون أعظم سِلسلة من الثورات في التاريخ، تحدث في جميع أنحاء الكوكب. ويمكننا أن نرى هذا بالفعل في ثورة المُزارعين في الهند، وأضرابات المناخ المدرسية في أوروبا، والمعركة على (Standing Rock منطقة الهنود الحمر في شمال وجنوب ولاية داكوتا) في أمريكا الشمالية. يُشيرُ هذا إلى بروليتاريا بيئية جديدة، تستجيب للاحتياجات المادية التي هي على قدم المُساواة اقتصادية وبيئية وإنتاجية وتكاثرية. هُناك يكمن أملنا: خلق عصر جيولوجي (وتاريخي) جديد كامل للأرض، الشيوعية.