{ وثبة المليون ثائر } .. لها انتساب تشريني


علي عرمش شوكت
2022 / 8 / 7 - 16:01     

{ وثبة المليون ثائر }.. لها انتساب تشريني
علي عرمش شوكت
يشهد تاريخ الشعوب وبخاصة شعوب الشرق الاكثر اضطهاداً بانها تبحث دوماً عن بطل منقذ. ومن يبادر من الثوارالمناضلين الشجعان، سواء كان شخصاً او حزباً او حركة، ويرفع راية المقاومة ضد تعسف الحكام الظالمين واستبدادهم، مطالباً بالحرية والعدالة الاجتماعية وعزة الوطن، يتمكن من تحريك الجموع الغفيرة المضطهدة.. وبقدر سعة وشمولية التعسف وقساوة الاستغلال الطبقي يتداعى الجياع العراة ومن يلتحق بهم مصطفين خلف هذا القائد المنقذ الحلم. والتاريخ قد سجل انتصارات تلك الثورات باحرف من نور. كما سجل التاريخ في حالات انكسار بسبب بعض الخيانات والغدر.
سبق ان حصلت مثل هذه الانتفاضات او الوثبات الممهدة للثورات والامثلة عديدة، لسنا هنا بحاجة لذكرها لكونها مازالت ماثلة مآثرها في الاذهان تتناقلها الاجيال. ومستمرة تبعث بالالهام والعزم على الانتفاض والثورة. لقد صارت مفهومة صيرورة الوثبات والانتفاضات التي تشكل المقدمات للثورات الحتمية التي تهدف الى تغيير الواقع المرير وتكسر كابوس الهيمنة والدكتاتورية.
ان ما نشهده اليوم في عراقنا الخاوي المستهلك من قبل ساسة تخلو ضمائرهم من المشاعر الوطنية تجاه ابناء جلدتهم ومصالح وطنهم. مما جعل هذا الامر ان يكون كفيلاً بتحفيز او بالاحرى تفجير براكين الغضب في نفوس المواطنين والعزم نحو التغيير، الذي تجسد عنواناً وراية لـ { وثبة المليون ثائر مضطهد }، وقد حفزته وعبأته عزماً وثورية مفاعيل حراك الشارع المتواصلة والطليعة { الصدرية } التي عرفت بالتماهي مع مطاليب اغلبية المواطنين والتعبير عنها، وهنا قد تجلى النسب التشريني لـ { وثبة المليون ثائر المضطهد } كما غدت هذه التركيبة الثورية المتسمة بطرازها متميز، بمثابة سفينة العبور صوب ضفة التغيير الحتمي. طالما هنالك تحرك جماهيري مليوني و زعامات مبدئية حكيمة { دينية ومدنية } غير قابلة للانكسار.
ان المتغير الراهن قد صنع الارهاصات والمقدمات الضرورية للثورة. التي تنطق بلغة البراكين قبيل انفجارها العظيم، مطلعها بدخان اسود ومن ثم تعقبه بحمم حمراء جارفة.. التي لا يجازف بالوقوف قصاد اندفاعها عبثاً وتوهماً، سوى فاقدو النسب الوطني وفاسدو امانة الحق العام، والمرتعبون من طائلة حساب الشعب.. فما هي استحقاقاتها علينا اذن.. ؟ . مما لا شك فيه وحينما يصل اختمار الغليان الى حالة الانفجار، لن يسمح ان يبقى " تل " للمتسلقين يجلسون علية متفرجين، هؤلاء الذين قد غدوا محنكين في لعبة ركوب موجة الاحداث. ان هذا اليوم هو يوم الاختبار الحقيقي.
وتاتي قواعد الثورة لتحكم بلامجال للاشتراطات ذات النزعة الفئوية ابان الانفجار. لا سيما وان فترة المخاض التي سبقت كانت مديدة، حيث كان متاحاً خلالها ان تتكامل الرؤى في تلك المدة الماضية اذا ما تولتها الحنكة والبصيرة. واذا ما عنى التاخر وعدم التدارك في الوقت المناسب، والقيام بالحياكة المشتركة لعموم الثوار لبساط مقتضيات الثورة ، فذلك يعنى قصر النظر وقلة الخبرة السياسية.. وكما تحكم تلك القواعد ايضاً بعدم التمترس والاحتكار من قبل اي طرف من المعنيين بمرتبة الابوية مهما كان دوره، طالما ان الاجزاء الاخرى تقوم بميكانزم الرئة اي جهاز التنفس الذي من دونه ينقطع حتى نبض الحياة . وتودع الثورة في منتصف الطريق.
لنا تواصل اخر..