البنك الدولي يدعو حكومات المغرب لإصلاح الإختلالات من الباب و يقر بالأداء الجيد للاقتصاد المغربي من النافذة !


أحمد زوبدي
2022 / 8 / 5 - 01:11     

البنك الدولي يدعو حكومات المغرب لإصلاح الإختلالات من الباب و يقر بالأداء الجيد للاقتصاد المغربي من النافذة ! /

سلوك البنك الدولي مضحك للغاية ومستفز لأكثر من مرة. توصياته فيها مفارقات جمة. يقوم البنك بتفحص المؤشرات الماكرواقتصادية الرئيسية التي من خلالها يقدم وصفاته البئيسة. البنك يوصي بإصلاحات نقيضة لاقتصاديات الجنوب عموما وللاقتصاد المغربي خصوصا. يوصي البنك بالانفتاح المفرط وهو يعلم أن الدول الغربية تمكنت من تطوير اقتصادياتها بفضل الحمائية الذكية، كما يقول الاقتصادي الفرنسي الليبرالي الشهير فريديريك ليست أي الانفتاح باعتدال. البنك يعلم أن القطاع كذا معرض للمنافسة الشرشة و يوصي برفع الضرائب الجمركية بشكل أحادي على صادراته. البنك يعرف أن المغرب غير مستقل في نظامه النقدي ويوصي بتحويلية عملته. البنك يوصي بخفض كتلة الأجور متهما إياها بتفاقم العجز الميزانياتي وهو يعرف أن الرفع من المداخل ،كما أوصى الاقتصادي البريطاني الكبير جان مانيار كينز، يرفع من الاستهلاك الذي يرفع بدوره من حجم الاستثمار. هذا هو المدخل الذي يرى منه بنك الأبناك الدولية عيوب اقتصاد مختل وهش ومريض كالاقتصاد المغربي. لنرى مع البنك هذا فضائله على أداء الاقتصاد المغربي. البنك يقوم بقلب المعطيات من خلال نموذج استقياسي أي رياضي اسمه " نموذج التوازن العام الاحتسابي". الآن يقوم البنك بشحن هذا النموذج بإحصائيات تفضي إلى توازن كل المؤشرات بعد أن عمد على ضخ النموذج إياه بمعطيات عكسية تطلعه على أن الاقتصاد منهك وأنه في حاجة إلى وصفة استعجالية. من خلال النافذة يقول البنك أن السلطات العمومية قامت بإصلاحات مهمة. الإقتصاد عرف تحسنا في انتاجيته لأن كتلة الأجور انخفضت. الاقتصاد يقول البنك تحسن فيه الاستثمار لأن حجم ميزانية الاستثمار العمومي تم تخفيضه. الميزان التجاري عرف تحسنا لأن الصادرات ارتفعت بفضل انخفاض الأسعار الداخلية. إلى غير ذلك. باختصار، لم يتحسن شيء كل ما هناك أن ما قدمه البنك من النافذة هو نقيض ما رآه من الباب. هذا كله لعب بالمصطلحات والقواميس المبتذلة .الدليل أن اقتصادنا في الواقع اقتصاد معتل، اقتصاد تابع، اقتصاد مرتبط بعابرات القارات عن طريق الهولدينغ الملكي أونا-سني.
نفس السلوك ينهجه صندوق النقد الدولي والمنظمة العالميةتجارة وكل المؤسسات الإمبريالية.