كتابات متفرقة ج3


سعد الماركسي
2022 / 7 / 27 - 00:50     

14 يونيو : ذكرى ميلاد غيفارا الخالد
في ذكرى ميلاده يجب علينا دراسة الفترة التي قضاهى تشي في غواتيمالا سنة 1953 حيث عايش في تلك المرحلة ثورة الرئيس جاكوب اربينيز حيث قام بالاصلاح الزراعي واسترجع الاراضي للفلاحين بعد ان سيطرت عليها شركة united fruit company الامريكية، وبعد ذلك ضبرت المخابرات الامريكية انقلابا على الرئيس جاكوب بقيادة كارلوس كاستيلو ارماس وكان تشي قد التحق بالشيوعيين الذين كانوا يصدون الانقلاب بالسلاح والتحق بهم، بعد ذلك بدأت حملة الاعتقالات والاعدامات الميدانية وكان غيفارا من بين المطلوبين من قبل وكالة الاستخبارات الامريكية ما جعله يطلب اللجوء الى قنصلية الارجنتين الى حين حصل على ترخيص للخروج من البلد وذهب بعدها للمكسيك لتبدأ الرحلة عندما التق بفيدل كاسترو ورفاقه هناك.
ان هذه الفترة هي التي ولدت لدى تشي الوعي الثوري والالتزام النظري وضرورة تحرير القارة اللاتينية من الاستعمار الجديد الذي تقوده الولايات وعملائها هناك وجعلت منه ما اصبح عليه اليوم خالداً في التاريخ.

11 يوليوز : لكي تعيش في مجتمعاتنا
لكي تعيش في أوطاننا المنهوبة الخاضعة، ولكي تستطيع ان تجد لك مكان في مجتماعتنا المهلوكة يجب أن تتوفر على شيئين ضروريين هم : السلطة والمال، فهم يعملان بطريقة متكافأة إذ أن أحدهما يجلب اﻵخر، فالسلطة تجلب لك المال بطرق غير شريفة بطبيعة الحال، والمال يجلب لك من في السلطة أي كانت مكانتهم ومرتبتهم في الدولة ،وفي حالة عدم توفرك على كليهما فلن يبقى أمامك سوى الخيار الثالت وهو خيار مفروض ومجبور عليك، خيار أن تكون عبدا مطيعا يتوفر على شروط السمع والطاعة، وكل أوصاف الخسة والدناءة لكي ترسم طريقك ولكي تجد مكانا لك وسط المجتمع، او بصيغة أخرى أن تخدم من يمكلون المال والسلطة، بالطريقة التي يريدونها هم، وأن تتنازل عن كل ذرة شرف وكرامة تمتلكها وعن كل مبادئك وقيمك، في سبيل أن تخدمهم لكي يقوموا بحمايتك، ولكي يأمنوا لك قوت عيشك من خلال ما يعطونك مما يتبقى من فتاتهم الذي لن يجعلك تطمح ﻷن ترتقي في سلم الهرم الاجتماعي، بل سيجعلك تعيش من أجل خدمتهم في كل مرة يحتاجونك فيها، واﻷمثلة كثيرة (أنصاف وأشباه الصحفيين، اﻹعلام التضليلي، النخبة المزيفة والخائنة، المثقفين السطحيين...)، غير أن هناك فئة إجتماعية ترفض أن تكون منتمية ﻷي جهة من هؤلاء، هي لا تملك المال ولا السلطة، ولكنها تملك الوعي والشرف واﻹلتزام والثبات على المبادئ الذي يجعلها دائما تسبح في تيار معاكس لما هو قائم ومعاكس للتيارات المهادنة، فئة مسلحة بالمعرفة الحية وبالوعي الطبقي وبالنظرية الثورية التي تحمل بين طياتها مشروع قلب النظام الاقتصادي والسياسي القائم وتغيير المجتمع بشكل ثوري وجذري، فئة لا تهادن ولا تصافح ولا تسامح، فئة تعاني الويلات والقهر بشكل يومي وترفض كل عروض المساومة والخيانة، فئة تطبق حرفيا مقولة كارل ماركس : "إياكم والتنازل النظري إياكم والمساومة على المبادئ".

12 يوليوز : العلم
العلم عظيم، وفي نفس الوقت يشكل رعب حقيقي وهلع مخيف بالنسبة للبعض، لانه يتصادم بشكل مباشر مع ما يعتقدون أو ما تم تلقينهم إياه على أنه حقيقة أو مجموعة حقائق ثابتة لا جدال فيها، ويتصادم أيضا مع من يجلسون على الكراسي، ويعطون المواعظ والفتاوى، ويقصون الاساطير على أنها حقائق ،إنه يرعبهم أيضا فعندما سيكتشف من يحضر لجلساتهم بأن ما كان بالامس حقيقة هو اليوم مجرد أسطورة لا دليل عليها مقارنة مع ما يثبته العلم من حقائق بالدلائل الحية، سينتهي بهم المطاف إلى الهامش، أو في الحقيقة الى مزبلة التاريخ.

16 يوليوز : ثورة في الافق
غليان في الاحشاء سيبرز للوجود قريبا متنياتنا بأن نعيش تلك اللحظة التاريخية التي ستقطع مع الماضي الى الابد وأن نشارك فيها، باستطاعت من استعبدونا لسنوات أن ينسحبوا من مسرح التاريخ رغم أننا نعرف أنهم لن ينسحبوا إلا وتاركين ورائهم خراباً ودماراً ما بعده دمار، لكن كلنا أمل في أن نبني وطناً ينبض بالانسانية والكرامة والعدل، فنحن نمثل الحاضر ونعمل لاجل المستقبل الذي سيمحي الماضي البالي والمهتري من على سطح الارض.

21 يوليوز :
ان لمن الخسة والدناءة أن تكون على دراية تامة بأنك لا تستطيع الخوض في معركة كاملة فتفتح نصف معركة.

25 يوليوز : العزلة أو المنفى
عندما تبدأ في تحرير عقلك تدريجياً تبدأ بشكل موازي في الخروج عن القطيع وعن عادات وأخلاق ومبادئ وقيم القطيع التي تسود في المجتمع، وتصبح حينذاك معزولا عن القطيع أيضاً، عندئدٍ تحس بأن المجتمع كله ضدك وأنك تخوض ضده حرب ضروس حرب نفسية ومعنوية طويلة الامد، حرب لا تمتلك فيها سوى ما اكتسبته من قيم واخلاق ومبادئ جديدة تقدمية منافية تماماً لما هو سائد، فيا إما أن تتحمل ذلك وتعيش في عزلة قاتمة عن كل ما من حولك ويا إما أن تحرر جسدك وتغادر ذلك المجتمع وذلك الوطن.
فنحن بين نارين، نار العيش غرباء في مجتمعاتنا، ونار مغادرتها والعيش بعيداً عنها كأننا منفيين.