هل بدأت عربدة جديدة لفيروس كورونا وصحبه؟


مشعل يسار
2022 / 7 / 23 - 15:22     

حول التصريحات المقلقة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وأبواقها المحلية

في 13 يوليو الجاري، دعا تيدروس غيبريسوس رئيس منظمة الصحة العالمية (هذه المنظمة التي أسسها روكفلر والمرتهنة حاليا عبر ممولها الرئيسي بيل غيتس للدولة الرأسمالية العميقة التي تنظر إلى البشرية نظرة المالتوسية، والتي عاشت من دونها البشرية بألف خير عشرات آلاف السنين وصمدت في وجه كل الفيروسات والموبقات) العالم إلى العودة إلى نظام الكمامات والاختبارات الشامل المعني بـ COVID-19ولشنِّ حرب دونكيشوتية شعواء مجدداً على هذا الفيروس اللعين، فحث جميع الحكومات على تطبيق نظام الكمامات مرة أخرى، مشيرًا إلى أن المتغيرات الفرعية الجديدة لفيروس كورونا لا تزال تتسبب في دخول الناس إلى المستشفيات والى وفيات جديدة في جميع أنحاء العالم، وشدد على أن الوباء "لم ينته بعد" وأن الحكومات في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى "تنفيذ تدابير مجربة مثل ارتداء الكمامات، وتحسين التهوية، وبروتوكولات الاختبار والعلاج" (أظهرت نجاعتها في مجال ترويع الناس ودفعهم إلى الهلع وتلقي لقاحات مشبوهة كقطيع غنم).
وثمة تصريح آخر مثير للاهتمام من تيدروس غيبريسوس يقول فيه: "هناك فجوة كبيرة بين الكيفية التي ينظر بها المجتمع العلمي والقادة السياسيون وعامة الناس إلى المخاطر المرتبطة بـ COVID-19. لذلك، من الصعب بمكان إبلاغ الناس في وقت واحد بالمخاطر وبناء الثقة في أدوات الصحة العامة والتدابير الاجتماعية التي تهدف إلى حماية الصحة، بما في ذلك الكمامات والتباعد الاجتماعي والتهوية الداخلية".
يترتب عن هذا القول الأخير بشكل غير مباشر إدراك أن منظمة الصحة العالمية تخطط لـ"إعلام الناس" وخاصة "عامة الناس" بالمخاطر المتزايدة المرتبطة بانتشار جديد لـ COVID-19 في المستقبل القريب. لنتذكر هنا عام 2020، حين بدأ كل شيء بـ "إعلام" يعرض صوراً لمستشفيات مكتظة، وعذابٍ وآلام لدى المصابين، وسلاسل من النعوش، وهلم جراً. وقد تم بالمناسبة السانحة تقديم إحصائيات عن عدد متزايد من المصابين، وكل ذلك لم يكن ممكناً لا تأكيده ولا دحضه.
ويا لها من صدفة! نبأ آخر حول خطط منظمة الصحة العالمية، وأيضًا صادر في 13 يوليو من هذا العام. فالمنظمة العالمية الأشبه بساحر في سيرك تخطط للاعتراف رسميًا بوجود جنس ثالث، جنس خنثى، غير الذكر والأنثى. وإزاء ذلك هي تعمل على تحديث إرشاداتها الخاصة بهذه المسألة. وكانت قد نُشرت الطبعة الأولى من المذكرة الإرشادية في عام 2011، والآن تعتزم المنظمة الانتهاء من ذلك على خلفية أدلة علمية جديدة و "تقدم نظري في مجال الجنسانية (النوع الاجتماعي) والصحة والتنمية". "فأي "بيانات علمية" و "تقدم جنساني" هذا، يا ترى؟ أم أننا، في الواقع، أمام فصام شيزوفريني؟!
هذان الاكتشافان "المهمان" تفتقت عنهما مؤخرا قريحة منظمة الصحة العالمية وفي يوم واحد! فهل بقيت لدى أحد شكوك حول طبيعة منظمة الصحة العالمية إياها؟ هل ما زال أحد ما لا يفهم الغرض من وجودها؟ أليس من الواضح حقًا أن هذه المنظمة هي مجرد أداة للقوى العالمية السوداء التي تسعى جاهدة لإقامة نظام عالمي جديد؟
لكن لنتذكركيف نظرت السلطات العليا في معظم الدول ومسؤولوها الطبيون خاصة مشدوهين مبهورين إلى منظمة الصحة العالمية هذه، يسترقون منها التعليمات وينفذونها بحذافيرها من دون أدنى شك أو ارتياب في أهدافها وأهداف من هم وراءها، عندما أثارت الضجيج والهلع وحددت جميع القيود حول العالم أجمع وأقامت الدنيا وأقعدتها مرارا وتكرارا حول خطر فيروس كورونا الذي سيذهب بمعظم البشرية في عامي 2020-2021! لكن هؤلاء آنذاك بدلاً من أن يعالجوا المشكلات العملية المتعلقة بضمان السلامة البيولوجية، وأمن الدول بمعنى أوسع، وتعزيز الأسس المحلية للرعاية الصحية والإشراف الصحي والوبائي، راحوا يطبقون أنظمة التعرف على الوجوه في شوارع المدن الكبرى في البلدان المتقدمة تكنولوجياً، ويوزعون رموز الـ QR، و"يقبضون على" مخالفين للحجر الصحي موهومين، ويفرضون الغرامات الباهظة ويحملون الناس مسؤولية جنائية عن خرق "النظام"، ويجندون الحراس عند أبواب البنوك والمستشفيات والمؤسسات، ويهددون بمراكز الاعتقال غير الإقامة الجبرية في المنزل وحيث الكمامات والتباعد إلزاميان ومجانيان!!!! وسرعان ما كان يتم الإعلان عن حظر التجول، وتحديد الأولويات الخاطئة تمامًا. فبدلاً من القضاء على المخاطر بالنسبة للبلدان، كان يتم إنشاء أولويات جديدة أكثر طموحًا. كل هذه الإجراءات تم تنفيذها أو بعضها في شتى البلدان (حسب تطور قدرات البلد التكنولوجية) وفقًا لأدلة وتعليمات وإرشادات منظمة الصحة العالمية. ثم، كما نتذكر، كانت هناك حملات للتطعيم القسري وإعادة التطعيم مثنى وثلاث وحتى رباع وخماس.
ولكن ها هو يظهر الآن المزيد والمزيد من الأدلة على أن COVID-19 تم إنشاؤه في الولايات المتحدة. وكلما علا الصراخ في الولايات المتحدة وفرنسا وفي دولة الكيان الصهيوني حول أن COVID-19 تم إنشاؤه وتأمين انتشاره بشكل مصطنع في جميع أنحاء العالم من قبل الصين، ثبت بشكل أسرع أن الفيروس التاجي هو بمثابة عملية تخريب عالمية قامت بها "الحكومة العالمية"، وأنه تم إنشاؤه اصطناعيا من قبل العلماء الأمريكيين وتكييفه لإصابة الناس، وأنه جلبته وكالة المخابرات المركزية إلى الصين وقوت "انتشاره" بفضل وسائل الإعلام العالمية المهيمنة على العالم وكلها غربية والضغوط الممارسة على الحكومات سواء باغتيال بعض الرؤساء (في أفريقيا وأميركا الوسطى) أو بالسعي إلى اغتيالهم من خلال ثورات ملونة ضدهم (الرئيس البيلوروسي لوكاشنكو مثلا). ولئن كان الفيروس التاجي قد تم فعلا إنشاؤه بشكل مصطنع، ألا يعني هذا أن السبب في نشره كان الحاجة إلى خلق فوضى في جميع أنحاء العالم، تكون سبيل "مديري العالم" لتنفيذ أهدافهم الشيطانية كتدمير اقتصادات الدول الضعيفة ولا سيما البزنس الصغير والمتوسط فيها بغية التهامه لاحقا؟
فبالتزامن مع فيروس كورونا كانت هناك الشيزوفرينيا نفسها في جميع أنحاء العالم حول الجنس الثالث! ولم يرَ الكثيرون في حكومات الدول هذه الشيزوفرينيا بالذات في حينه، بل ساهموا بكل الطرق الممكنة في حدوثها من خلال الإجراءات القانونية والإدارية التي اتخذتها الحكومات ضد شعوبها في مخالفة صريحة لأحكام دساتيرها وشرعة حقوق الإنسان العالمية، داعمة متطلبات منظمة الصحة العالمية وتوصياتها. وهل يُعقل أن تتكرر اليوم عربدات العامين الماضيين في ما يتعلق بفيروس كورونا؟؟؟
بالتوازي مع تصريحات رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، بدأ بعض المسؤولين في الدول يحضون على نصح "الأشخاص من الفئات القابلة للعدوى، بما في ذلك أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بأمراض مزمنة" بارتداء كمامات في الأماكن العامة المفتوحة وفي الأماكن المخلقة، ولم ينسوا ان يوصوا بإعادة التطعيم ضد COVID-19 بوصفه استثمارا ناجحا بامتياز، وهم لا ينسون أن يتحدثوا عن زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا هنا وهناك ارتباطاً بانتشار متغيرات فرعية جديدة من سلالتي BA.4 و BA.5باسم أوميكرون "omicron"، ليوصوا المواطنين بارتداء الكمامات في الأماكن الداخلية وفي الأماكن العامة.
ثمة تخوف من أن يستمر الوضع في التصعيد مجدداً.
وقد لفتت نظري في هذا السياق قائمة بأعراض جديدة للأوميكرون تبطن تهكماً على مروجي التضليل والتهييج الكوروني:

- جوع طفيف بين الوجبات.
- شعور بالبرد في الشتاء.
- تعب وإعياء بعد يوم عمل.
- نعاس في الليل.
- عطش بسبب عدم تناول السوائل بشكل كافٍ.
- تحديق (تخزير، تضييق العينين) في الضوء الساطع.
- تعرق في أثناء التمرين.
- دوار على علو شاهق.
- حب الحياة ورغبة في العيش

ألا يذكرك هذا، عزيزي القارئ، بالوضع في عام 2020؟ لقد كانت هناك أيضًا نفس التصريحات تقريبًا من قبل منظمة الصحة العالمية، ومن جانب وزارات الصحة في مختلف البلدان، تبعها استخدام الشرطة. وهذا أدى إلى تصعيد العربدة الكورونية، وإلى الاعتماد أكثر فأكثر على الأساليب المغرضة في العلاج التي ابتكرها بيروقراطيو منظمة الصحة العالمية المرتشون مع جميع أنواع القيود الغبية، وتبعه فرض عقوبات على المواطنين والمؤسسات، ووصفات للتطعيم الإجباري الشامل، وانتقال إلى نظام من التعسف الصريح في أكثر البلدان "ديمقراطية" ككندا وأستراليا وفرنسا و"إسرائيل".
فما هي، يا ترى، أهداف منظمة الصحة العالمية التي يديرها دعاة العولمة؟ ربما يتمثل أحد الأهداف الحالية في زمن الروسوفوبيا خاصة التي ينشرون سمومها في العالم الغربي خاصة دون جدوى كافية إلا في القصور الحكومية الغربية في تحميل "بوليفار" الروسي إضافة إلى عواقب مهمة تحرير الجار الأوكراني من براثن حلف الناتو العدواني الذي بات يحاصر روسيا من كل الجهات تقريبا، كابوس جائحة جديدة كما في عامي 2020 و 2021، مع توقع أن "لا يقدر بوليفار هذا على تحمّل الحِملين"، وأن لا يستطيع المجتمع الروسي تحمّلهما، وساعتئذ سيكون من الأسهل لعب الغرب على جميع أنواع الأعمال الاحتجاجية داخل روسيا. هم سيفتتحون الحملة أولاً من وراء الحدود، وسيتم تلقفها من قبل "الطابور الخامس" داخل روسيا في شكل إثارة الحاجة إلى إقامة سلام سريع مع أوكرانيا، وبأية شروط تفرض على الروس وتحقق الانتصار عليهم في حربهم لإبعاد الناتو عن حدودهم!
أما بالنسبة إلى باقي العالم فالهلع سيسهم في التعمية على العواقب الوخيمة لأزمة رأس المال المالي العالمي الطفيلي والطوفان الدولاري الذي أحدثه من دون أية قيمة حقيقية للدولار وتحميل أوروبا وباقي "الأصدقاء" خاصة وزر الحرب الباردة التي يشنها الغرب على روسيا وحلفائها في العالم. والأهم في جعل الشعوب تنسى مشاكلها المعيشية الناجمة عن أزمة الرأسمالية الساعية إلى تأبيد هيمنتها الأحادية على العالم.