بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب 15 تموز / يوليو( في العراق يعاني الشباب البطالة والتهميش ويتعرضون للقتل والتغييب


عادل عبد الزهرة شبيب
2022 / 7 / 15 - 16:04     

في عام 2014 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 تموز / يوليو يوما عالميا لمهارات الشباب احتفاء بالأهمية الاستراتيجية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لتوظيفهم ولتمكينهم من الحصول على العمل اللائق , فضلا عن تمكينهم من ريادة الأعمال .
ومنذ ذلك الحين , أتاح اليوم العالمي لمهارات الشباب فرصة فريدة للحوار بين الشباب ومؤسسات التعليم والتدريب التقني والمهني والشركات ومنظمات اصحاب العمل وصانعي السياسات وشركاء التنمية ( عدا العراق ) . ويأتي اليوم العالمي لمهارات الشباب في عام 2022 في ظل بذل جهود متظافرة نحو التعافي الاجتماعي والاقتصادي من جائحة كورونا , وبخاصة مع ترابط ذلك التعافي مع تحديات مثل تغير المناخ والصراعات المسلحة والفقر المتواصل وتزايد مستوى غياب المساواة والتغير التكنولوجي السريع والتحول الديموغرافي وغيرها من التحديات . ولم تزل الشابات والفتيات والشباب ذوو العوق والشباب من الأسر الفقيرة وابناء المجتمعات الريفية والأقليات فضلا عن الذين يعانون عواقب الصراعات المسلحة والاضطراب السياسي - يعانون التهميش - .
وفي العراق يبدو ان ايجاد حلول لملف العاطلين عن العمل سيكون امرا بعيد المنال خلال الفترة الراهنة والمقبلة وذلك لعدم وجود رؤية واضحة لدى الدولة لتوفير فرص عمل خارج خارج القطاع العام الذي تضخم في الأعوام العشرة الأخيرة , اضافة الى عدم وجود قطاع خاص نشيط وواسع الانتشار في كل مجالات الحياة الى جانب نفشي نظام المحاصصة الطائفية المقيت وتفشي الفساد بكافة اشكاله على نطاق واسع جدا . وعلى المركزي العراقي الى اكثر من 70 الرغم من تحسن وضع الدولة العراقية خلال الأشهر القليلة الماضية نتيجة ارتفاع اسعار النفط الخام في السوق العالمية وارتفاع احتياطات البنك الى اكثر من 70 مليار دولار وانخفاض معدل الديون الداخلية الى 70 تريليون دينار عراقي ( حوالي 50 مليون دولار ) وانخفاض الديون الخارجية الى 20 مليار دولار , الا ان ذلك لم يؤثر في تحقيق اصلاح للملف الاقتصادي العراقي عموما ولملف البطالة بشكل خاص في البلاد بسبب سوء الادارة والتخطيط وغياب الرؤى الاستراتيجية للدولة وتفشي الفساد . واليوم نحن في شهر تموز من العام 2022 والحكومة الجديدة بعد انتخابات 10 / 10 / 2021 لم تتشكل بعد بسبب الصراعات السياسية ولم تقر الموازنة الاتحادية لعام 2022 لحد الان , وان الحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال محدودة الصلاحيات ولا يمكنها اتخاذ قرارات استراتيجية فيما يتعق بالملف الاقتصادي عموما .
هذا وقد كشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية عن وجود اكثر من اربعة ملايين عاطل عن العمل . ومن جانبه قال المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية ( عبد الزهرة الهنداوي ) ان " النسبة التي تم تسجيلها خلال الأعوام الماضية وصلت الى ( 13,8 من المئة ) " .
وقد شهد القطاع العام في العراق منذ 2003 وحتى اليوم تضخما بسبب سوء الادارة والتخطيط واعتماد نهج المحاصصة الطائفية حيث ارتفع عدد العاملين في القطاع العام من 850 ألفا عام 2003 الى 4,5 مليون موظف وعامل حاليا بسبب نهج المحاصصة والفساد المالي والاداري والمحسوبية والمنسوبية وكثيرا ما تعجز الدولة عن تسديد روات جزء كبير من الموظفين الا عن طريق القروض التي تنهك ميزانية الدولة .
يعاني اليوم العديد من الشباب العراقيين من خريجي الكليات والمعاهد ومن غير الخريجين ومن اصحاب الشهادات العليا من البطالة مما اضطروا الى التظاهر والاحتجاج مطالبين بتوفير فرص العمل لهم الا ان الحكومات المتعاقبة واجهتهم بالرصاص الحي وخراطيم المياه والاعتقال تعبيرا عن الديمقراطية الجديدة للحكومات المتعاقبة بعد 2003 . في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الخاص العراقي من المشاكل التي تعيقه عن استقبال العاطلين عن العمل .







المصادر :
1) الأمم المتحدة / اليوم العالمي لمهارات الشباب 15 تموز / يوليو ( تحويل مهارات الشباب اللازمة للمستقبل ).
2) اندبندنت عربية .