يا قوم قصوا لي لساني (قصيدة كاملة)


محمد عبد القادر الفار
2022 / 7 / 13 - 00:07     

متأخرٌ في كل شيءٍ جاهلٌ جُلَّ المعاني
أتجنّبُ القمرَ المنير فلا أراه ولا يراني
أصبحتُ لا أدري هل الأقمار تخبو ام زماني
لكنني ولحسن حظي صرتُ ابلدَ لا اُعاني
مهما بكَتْ أطلال قلبي لستُ امنحُها حناني
ما عدت نفس الشخص إني اليوم لا اسقي جِناني
خضراءَ كانت قبل بوحي ثم جفت في ثواني
ما كان يجدر ان ابوح لصاحبي مهما دعاني
قد بحتُ بالاسرار يا قومي فقُصّوا لي لساني
لو لم أقل شيئاً طوال مسيرتي صمتي كفاني
لكنني متسرعٌ متخبطٌ فَلِتٌ عناني
يا ليتني آثرتُ صمتاً طاهراً طُهرَ الجِنان
وسكتتُ عن سَفَهٍ وأوهامٍ ولغوٍ في المعاني
فلربما أضحى الفؤادُ إذا تلا القرآنَ داني
عندي لسانٌ مرّةٌ جنباتُه زلِقٌ أناني
ولقد تعبتُ من البذاءة، من كُليماتٍ زواني
هُدِمتْ معاني كلِّ ما اتلفتُه بأذى اللسان
وغدت يداي على بناء حطامه تستثقلان
لا شيء مما قيل قد يُمحى فلا تبنِ الأماني
لو كان ينفعني التمني كان يسعفني حناني
لكنْ حنانٌ دون عزمٍ صار مجنيّاً وجاني
والظلم ايضا ان اصابك ليس عذراً للهوان
فأعد عليهم صارخا يا قوم قصوا لي لساني
قمرٌ وشمسٌ ثابتانِ وساحرانِ.. وأخرسانِ
لو لم يكونا أخرسَينِ لما استقرّ الساحرانِ
ولظلَّ ظلُّ الشمس حَرّاً وانطفى قَمَرُ الأغاني
كن مثلها او مثله واصمت فديتك بالجفان
يمتص طاقتك الكلام يفحّ مثل الأفعوان
أذن الذي سمع الحديث وأختها لا تصبران
يا امةً شقيت بقولي فلتقصي لي لساني


قصيدة من ثلاثين بيتاً على مجزوء الكامل المرفّل