الماركسية هي السلاح الفكري لمقاومة عولمة القهر والعدوان الامبريالي


خليل اندراوس
2022 / 7 / 8 - 15:12     


الفلسفة الماركسية هي عبارة عن نظام منسق من الآراء بصدد العالم المحيط بالإنسان وبصدد قوانين تطور هذا العالم وطرق معرفته. ولذلك فعندما ندرس الفلسفة نحصل على فكرة منسجمة عن ماهية العالم وكيفية تطوره وعن مكان الإنسان في العالم، وعما إذا كان قادرًا على معرفة الواقع وتغييره وعن أسباب تغيير الحياة الاجتماعية وكيفية تنظيمها وتطويرها والانتقال بها إلى الأرقى والأفضل والأجمل، مجتمع العدالة الاجتماعية لا بل مملكة الحرية على الأرض.
لقد بينت الفلسفة الماركسية ولاحقًا اللينينية بكشفها عن القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي التناقضات الملازمة للرأسمالية وحتمية الثورة الاجتماعية السياسية والانتقال إلى مجتمع المستقبل، التشكيلة الاجتماعية الأرقى، ألا وهي مملكة الحرية على الأرض – الشيوعية. وكان ماركس وانجلز قد قدما التعليل النظري الفلسفي الجدلي لضرورة وموضوعية هذا الانتقال.
ومن خلال استخدام منهج الدياليكتيك المادي في البحث كشفا عن قوانين تطور المجتمع التي درسا على أساسها قوانين تطور التشكيلة الاجتماعية الرأسمالية.
وبيّن مؤسس الماركسية ان أسلوب الإنتاج الرأسمالي يتسم بنفس الطابع المؤقت تاريخيًا الذي اتسمت به التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية السالفة، وان الشيوعية ستحل محل الرأسمالية مثلما حل نظام العبودية في حينه محل النظام المشاعي، ومثلما حل النظام الإقطاعي محل النظام العبودي، ومثلما حل النظام الرأسمالي محل النظام الإقطاعي.
إن أسلوب الإنتاج الرأسمالي وخاصة في أعلى مراحل تطوره – المرحلة الامبريالية – يولد تناقضات داخلية مستعصية، ولا بد من ان يؤدي تطور هذه التناقضات إلى تغيير المجتمع ثوريًا وانتقاله تدريجيًا وعلى مراحل ومن خلال التطور الاقتصادي المستمر، وتطور وسائل الإنتاج وتغيير أسلوب الإنتاج من خلال إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج السياسية في المجتمع.

هناك أهمية خاصة لنشر المعارف العلمية عن تطور المجتمع الإنساني وفضح جوهر المجتمع الرأسمالي الاستغلالي، وخاصة في أعلى مراحل تطوره، المرحلة الامبريالية المعاصرة والبرهان على حتمية زوالها، أي زوال الرأسمالية كطبقة سائدة وتبيان الرسالة التاريخية للطبقة العاملة – البروليتاريا، وتوطيد ونشر وتطوير أيديولوجية الطبقة العاملة – البروليتاريا وتوطيد ونشر وتطوير أيديولوجية هذه الطبقة العاملة، وفكرها، وعقيدتها الماركسية اللينينية، بوصفها أسمى وأرقى وأشمل وأعمق منجزات العلوم الاجتماعية والفلسفية والاقتصادية والسياسية. كل هذا يشكل جوهر الصراع الأيديولوجي الطبقي الذي تخوضه قوى التقدم والديمقراطية والحرية وعلى رأسها الطبقة العاملة، حاملة الرسالة التاريخية، الا وهي القضاء على المجتمع الطبقي، من اجل بناء مجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية مجتمع المستقبل، المجتمع الذي يقضي على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، ويبني المجتمع الاشتراكي الشيوعي - مملكة الحرية على الأرض.
وهناك أهمية خاصة لنشر الفكر الماركسي اللينيني من اجل كسب الطبقة العاملة، وتعميق دورها النضالي اليومي التراكمي ومن اجل إحداث القفزة النوعية في المستقبل، أي الثورة الاجتماعية.
وكخطوة مهمة في هذا النضال يجب تعميق عزلة الطبقة الاحتكارية الرأسمالية، وخاصة طبقة الشركات الاحتكارية العابرة للقارات وشركات رأس المال العسكري وفضح دورها العدواني وافتعال الحروب غير العادلة ضد شعوب العالم، وتركيزها في الفترة الأخيرة على منطقة الشرق الأوسط، وتهديدات أمريكا الدائم ضد من يقف في وجهها ووجه نهجها لأكبر دليل على عدوانية هذه الطبقة، التي يجب خوض النضال ضدها، وعزلها فكريًا، الأمر الذي من شأنه ان يساعد في إحداث التحولات الاجتماعية التقدمية في مختلف بلدان العالم، وتسوية احدى أهم القضايا الدولية في المرحلة الامبريالية المعاصرة وفي المقام الأول بينها النضال ضد الحروب العدوانية التي تخوضها الامبريالية العالمية ضد شعوب العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
لذلك علينا من خلال نشر وتعميق الصراع الأيديولوجي ان نوضح الهدف الأساسي لهذا الصراع ألا وهو تبيان مستقبل البشرية الشيوعي للناس كل الناس، للشعوب كل الشعوب ورسم اقصر الطرق واقلها إيلاما من اجل الوصول إلى هذا الهدف الإنساني الثوري الاممي.
ويجب علينا ان نحوّل هذا الصراع الأيديولوجي في عالمنا المعاصر الذي تخوضه الطبقة العاملة ضد طبقة رأس المال، إلى صراع فكري هجومي مثابر ومدروس.
أصحاب الفكر الأيديولوجي البرجوازي لديهم أهداف رجعية نقيضة للفكر الثوري الماركسي وتتلخص في البرهان على ثبات وخلود الملكية الخاصة لوسائل وأدوات الإنتاج، وصرف الجماهير عن القضايا الاجتماعية الاقتصادية الحادة ونشر وتعزيز النزعة الفردية، والأفكار الشوفينية كالفكر الصهيوني الشوفيني العنصري، والتي لا تختلف كثيرًا عن المفاهيم النازية "للشعب الأرقى"، والعرقية، والتطرف الديني، ونشر ودعم مفاهيم التدين الزائف، وتسييس الدين وتشويهه من منطلقات رجعية تعود بالفائدة ولمصلحة طبقة الاستبداد، والسلطة الرجعية وخاصة في العالم العربي والإسلامي. وأيضًا تشويه أيديولوجية الطبقة العاملة، أي الفلسفة الماركسية اللينينية، وتهميشها وإقصاؤها والتعتيم عليها وتشويه صفحتها وتاريخها.
إن الماركسية اللينينة، هي سلاح الطبقة العاملة وكل الطبقات وشرائح المجتمع المسحوقة، وسلاح الشيوعي الفكري، ومن لا يتسلح بهذا الفكر، معرفة وممارسة لا يستطيع ان يكون ثوريا حقيقيا، شيوعيا حقيقيا صاحب رسالة تاريخية ثورية إنسانية. ففي عالمنا المعاصر التناقض الرئيسي هو من جهة، بين طبقة رأس المال والطبقة العاملة من الجهة الأخرى. هو بين طبقة الاحتكارات العابرة للقارات من جهة ومصالح ومستقبل شعوب الأرض كافة لا بل ومستقبل الإنسانية جمعاء، وهذا الصراع يتفاقم ويشتد ويأخذ أبعادا عالمية، ولذلك هناك أهمية بالذات لنشر وتعميق الصراع الأيديولوجي داخل المجتمع الطبقي الرأسمالي، ضد سياسات التخريب والابتزاز والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى في العالم وضد الحروب العدوانية التي تخوضها الامبريالية العالمية وخاصة أمريكا وإسرائيل وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. فكما قال لينين "ما من قوة في العالم تستطيع ان تكنس من على سطح الأرض النزعة الديمقراطية الباسلة لدى الجماهير الشعبية في البلدان الآسيوية وشبه الآسيوية (لينين – حركة شعوب الشرق التحررية الوطنية).
فالماركسية اللينينية هي السلاح الفكري لكل ثوري في العالم ولكل من يريد ان يناضل ويقاوم عولمة القهر والعدوان الامبريالي ولان قوة الفكر الماركسي اللينيني تكمن في كونها لا تفسر عملية التطور الاقتصادي الاجتماعي لهذا المجتمع أو ذاك وحسب، ولا تكشف الآفاق التاريخية، وتعطي التوجيه والدليل لقضايا العصر المعقدة وتطرح سياسات واستراتيجيات حلها، بل أيضا تعلمنا كيف يجب ان نعمل ونناضل ونجند الطبقات الثورية وخاصة الطبقة العاملة لكي نسهل ونُسرع ونطور عملية التقدم الاجتماعي السياسي والاقتصادي.
من هنا أهمية دراسة الفكر الماركسي اللينيني والعمل على نشره وتطويره بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الامبريالية الراهنة.

لذلك على كل قوى اليسار، والأحزاب الشيوعية خاصة ان تحتفظ باليقظة وتتسلح بالفكر الماركسي اللينيني، ضد دسائس وفكر وإعلام وسياسات الامبريالية العالمية وقوى الرجعية.
فكما قال ماركس وانجلز في البيان الشيوعي بان تجربة بناء الاشتراكية قد تفشل مرة أو مرتين أو أكثر ولكنها ستنتصر في النهاية، فالمراحل التاريخية القادمة ستحمل للماركسية انتصاراتها الحتمية.

وحتى الآن يحاول العلماء وغير العلماء من ممثلي طبقة رأس المال، القضاء أو تهميش أو تشويه الفكر الماركسي وخاصة كتاب رأس المال لماركس، الا انهم فشلوا في ذلك لان النظرية الماركسية اللينينية نظرية علمية موضوعية جدلية ومن شجرة الحياة.