خطوط الحياة


جمشيد ابراهيم
2022 / 7 / 5 - 00:10     

قال لي وهو يناهز العقد الرابع من عمره بانه كان مصابا ببرد شديد في ذلك اليوم انهك قواه كليا و قتل شهيته لم يستطيع حتى ان يشرب الشاي خاصة و انه عانى من الارق ليلة الامس بحيث لم يستطع النوم الا لساعة او ساعتين و في الساعة الثامنة و النصف مساءا الحت عليه زوجته ان يذهب الى الفراش و ينام فاختار غرفة اخرى حرصا على زوجته من البرد.

قال بان نومه عادة متقطع بسب الهاتف النقال و افكاره التي لا تسمح له النوم بهدوء و لكنه و في هذه الليلة دخل في نوم عميق دون انقطاع الى الساعة التاسعة صباحا و شعر بان ثقل البرد قد خف نسبيا. قال لا اعرف اين كنت و لكنى اتذكر كنت في بيت جميل صمم من قبل مهندس معماري بارع على منطقة عالية.

كنت جالسا لوحدي في حديقة البيت المطل على الشارع و فجأة لمحت فتاة لربما لم تكن اكبر من 35 سنة و هي تركب الدراجة - كان منظر الفتاة على الدراجة الهوائية يوحي له بانها فتاة جميلة قوية الشخصية تفضل الدراجة على السيارة لانها تهتم بالبيئة و الحياة و هي عادة رسامة بارعة تهتم بعلم النفس و الادب و تحمل شهادة جامعية.

عنما رأها قال لنفسه يا ربي ما هذا الوجه الرائع الطاهر - ما هذا التعبيرالمعبر و بينما كان منشغلا بتعابير وجهها فجأة توقفت و نزلت من الدراجة و اعتقد كانت تراقبني قبل فترة و هي لم تأت بالصدفة. بدأت تمدح حديقة البيت و بعد فترة قصيرة دعيتها الى شرب الشاي في الحديقة و هي لم تتردد و لا ثانية و لكن و قبل ان اذهب الى المطبخ تقربت لي اكثر لتداعب شعري بنعومه فردوسية و بينما كنت اضحك لم اتمالك احساسي بنشوة لم تسبق لها مثيل فوضعت رأسي على صدرها

ذهبت معها الى المطبخ لتحضير الشاي رغم اني لم اتعلم حنى تحضير الشاي و كما توقعت فتحت موضوع الفن و قالت الرسم الجميل عبارة عن خطوط فقط و اني اجبت بفخر بان لدي لوحة خطوط لامرأة تقرأ كتاب ضمن موضوع المرأة و الكتاب و لكن و عندما وقعت عيناها على اللوحة قالت لي بتكبر لا يا عزيزي هذا ليس فنا - انقطع الحلم ليعود و هي سيدة البيت. عندما نهض من النوم الطويل في الصباح و فحص نفسه عند الطبيب اكتشف بانه لم يكن مصابا ببرد بل بفاريوس كورونا.
www.jamshid-ibrahim.net