عاشقان تحت المطر


ضيا اسكندر
2022 / 6 / 19 - 16:02     

ونحن نتمشّى على الرصيف، وإذ بشعاع بنفسجي يمزّق السماء الداكنة، ثم تلاه دويّ رعدٍ عنيف. وما هي إلا ثواني قليلة حتى بدأ المطر يهمي على رأسَينا بغزارة ممزوجاً بحبّات البرد. وبدأنا الركض إلى أن بلغنا موقف باص فاحتمينا تحت مظلّته. نظرتُ إليها، كانت أسنانها تصطكّ وجسدها يرتجف برمّته من شدّة البرد. تظاهرتُ بالخوف عليها وضممتُها إلى صدري. اختلجت أهدابها في انفعال وحيرة، وقالت لي وهي تداري ابتسامة حياء والبخار الأبيض الدافئ يتدافع من ثغرها الشهيّ:
- ما أشطركم أنتم السياسيّون! تستغلّون أيّة فرصة لتحقيق مآربكم. .
أجبتها بعد أن تأكّدتُ من خلوّ المكان وأنا أمعنُ في ضمّها:
- ما أقبح كل الأزمان، باستثناء الآن.