كرُّ الشوق


عادل الحنظل
2022 / 6 / 18 - 18:47     

أتقَنتُ بحبّكِ كلّ فُنونِ السِحرْ
لا لأراقصَ أفعى شَبقي
أو أخفي عنكِ بذاءات الفردوس
بل أحتالُ على نارٍ
أصلاها في لَثمِ الثَغرْ
**
ماذا أكتبُ في ذكرى المَوعِدْ
ورَحيلُكِ عن صَدري
كغروبٍ يسملُ عينَ الأعشى
هل تنفعُ أشتاتُ الكلمات
أو يجمعُ سَطرٌ آهاتٍ تمتدّ
**
حُبّكِ مثلَ حقولِ الألغامْ
أخطو نَحوَكِ في حَذَرِ اليَأس
يَعميني القَصدْ
خَوفي كشِراعٍ مَثقوب
فأغامرُ فيكِ سليبَ الأقدامْ
**
حُبُّكٍ ساحةُ حربْ
أجمعُ عدّتَها
وأُهيّئُ خطّةَ صولاتي
لكن .. حينَ يقودُ القلبُ نزالي
تهزمُني عيَناكِ وثَغرٌ عذبْ
**
لا أتذرّعُ بالشوقْ
لا أسقيكِ ثُمالةَ أعذاري
حينَ أهبُّ إليكْ .. أتَنَفسُّ تَوقي
تتَوارىٰ ماهيَةُ الأشياءْ
أُعمىٰ.. إلّا من جَذوةِ عِشق
**
منذُ عهودٍ وعُهود
فَرَكَ الحبُّ عيونَ الشعراءْ
نبشوا فيهِ قواميسَ مشاعرِهم
وأنا.. ماذا أكتبُ عنكِ سوى
مُتُّ وأحياني فيكِ قَصيد
**
أبصِرُ في عَينَيكِ ضَياعَ الصبرْ
ونزوعَ غريقٍ أفلَتَهُ الطَوف
فيفورُ على شَفتَيكِ نداءٌ
يدعوني أن أنحَرَ ذاتي بعِناق
وأنا أعشقُ بين يَديكِ النَحرْ
**
لمّا أقطفُ منكِ الثَمَرات
أحسبُ موعدَنا آخِرَ حَفل
أتخمُ نفسي شَرَهاً
يَتعرّىٰ ماردُ أقبيَتي
وكأني لم أثملْ بكِ آلافَ المرّات
**
ليسَ شفيفاً فوق نُتوءَيكِ الثوبْ
هل بصَري كشُعاع الكون
يستلبُ الأسرارَ وينتهكُ الغيبْ
أم ينظرُ شَيطاني
فأرىٰ ما صنعَ الربّ
**
محكومٌ غيباً بالإعدام
أنا حينَ أجيءُ إليك
أنقادُ إلى حتفي كشهيدْ
لا أدري إن كنتُ أعود
وبقلبي نبضٌ ينجيني بسلام
**