تعليق علي بوست جوليا روبرتس وصورتها دون ماكياج


بشير صقر
2022 / 6 / 12 - 22:45     

تعليق علي بوست نشرته الفنانة جوليا روبرتس و صورتها دون ماكياج ..
وتعليقها علي ( السعي نحو الكمال)

قامت الممثلة العالمية الشهيرة جوليا روبرتس بنشر صورة لها على حسابها الخاص بدون مكياج و قد كتبت :

"السعي للكمال هو مرض هذا العصر ، نحن نغطي وجوهنا بأطنان من المكياج نحصل على البوتكس و نقوم بحرمان أنفسنا للوصول إلي المقاس المثالي. نحن نحاول إصلاح الأشياء الظاهرة. في حين أن الروح هي التي تحتاج إلى عملية جراحية. حان الوقت لكي نتخذ موقفاً .
كيف يمكنك أن تتوقع أن يحبك شخص آخر و أنت لا تحب نفسك..؟!!

عليك أن تكون سعيداً مع نفسك. لا يهم كيف تبدو من الخارج ما في الداخل هو ما يهم. اليوم
أريد أن أشارككم بصورة خالية من المكياج ، أعلم أن لدي تجاعيد على وجهي و لكني أريدك أن ترى ما أبعد من ذلك.

أنا أريد أن أقبل و أتصالح مع نفسي الحقيقة ، و أريدك أيضاً أن تتصالح مع نفسك كما هي ، و أحب نفسك فقط كما هي"

ونظرا لأنى أكنّ للفنانة القديرة – منذ زمن- تقديراعاليا ، أولا بسبب إمكانياتها ومواهبها المهنية المتميزة ، وثانيا لجسارتها وصدقها النادر مع النفس والآخرين في زمن وعصر أبرز ما يميزه هو الكذب والجُبن .

ولأنها قد طرحت موضوعا بالغ الأهمية وله صلات شتي بعدد من القضايا الهامة مثل :

طبيعة النفس البشرية ، الصدق مع النفس والآخرين، هل يحب الإنسان نفسه أم ألآخرين..؟ هل تسير الحياة في مسارها الحالي بناء علي قوانينها الخاصة والتي يعرفها العامة من المتخصصين في علوم البيولوجي ( الأحياء) . ام انحرفت عنها.. ؟

لذا كتبت التعليق التالي الذي أتمني أن يروق للقراء وأن يعقبوا عليه :

علي فكرة ( السعي نحو الكمال) .. المقصود به هنا في تعليق الفنانة الأمريكية ..الكمال الخاص بمقاييس ونموذج الشكل .. أي الأمور المتعلقة بالطول والوزن والرشاقة والحركة وتناسب أعضاء وأجزاء الجسم لبعضها واتساق ملامحها مع بعضها ، وما تعكسه كل تلك المفردات مجتمعة علي الآخرين وتسمي (الطلّة) أو الإطلالة بالفصحي وهذه كلها من الأمور المادية.

إذن ..وكيف يكون ( السعي نحو الكمال ) في الأمور المعنوية .. كالرقة ، واللطف ، وخفة الروح والظل ، والتصالح مع النفس، والتآلف والتآنس مع الآخرين ، واحتضانهم ، وإضفاء البهجة علي الأماكن التي تحل بها وعلي الأشخاص الذين تلقاهم ولو لدقائق.. وقبل هذا وبعده التصالح مع النفس والدنيا ؟

وعبارة (السعي نحو الكمال ) في الأمور الخاصة بالشكل هو اللفظ المهذب أو المشذب للتمايز عن الآخرين فيما يتصل بالشكل .. لأن المنطقي وحسب ما تعلمنا من علوم الوراثة أنه لا يوجد فردان في هذا العالم ( بشر ، أو حيوان ، او نبات) متماثلان .. حتي التوائم لاتتماثل بل تتشابه فقط ، والفرق بين التماثل والتشابه هو الفرق بين الجوهر أو التركيب الوراثي وبين الشكل.

وتعليق الفنانة جوليا الخاص أو تساؤلها عن : كيف يحبك شخص آخر بينما أنت لاتحب نفسك.. وتسعي لتغييرها ؟ يرتكن علي أساسين : الأول هو أن الطبيعة لا يتواجد فيها فردان متماثلان بما يعني أنها تتكون من أفردا ليس أي منها كالآخر وليس له نسحة أخري في أي مكان علي سطح الأرض. وهذا يؤكد إحدى السمات الأساسية للطبيعة وهي التنوع ( Biological Variation) والأخري هي التوازن (Ecolojic Balance) وأن عملية التدخل المتعسف في هارمونية أو ( اتساق ) الطبيعة هو نوع من العقوق للطبيعة والخروج علي قوانينها.
بل وربما - وهو ما لم تقله جوليا- خروج علي طبيعة النفس البشرية التي تحب نفسها وشكلها أول ما تحب وبعدها يمكن أن تحب الآخرين ، وبالتالي فالسعي نحو الكمال في الشكل مغاير للفطرة البشرية ، وفي رأينا معاكس للطبيعة.كيف.. ؟ هذا ما سنوضحة بالإجابة عن السؤال التالي:

ماذا لو تحولت كل نساء الأرض إلي مارلين مونرو أو أودري هيبورن أو أنوك إيميه أو إيرين باباز مثلا ، أو تحوّل كل رجال الأرض إلي مارلون براندو أو ارنستو جيفارا أو روبرتو مالديني أو ماريو كيمبس فهل ستكون الحياة أفضل أم ستكون بوضعها الحالي وقوانينها الطبيعية الموجودة وتنوعها وتوازنها الراهن هي الأجمل بما لايقاس..؟

ربما لا تكون الفنانة الأمريكية قد قصدت كل تلك الأفكار لكنها في رفضها لسعي ملايين النساء وآلاف الرجال لتعديل قوامهم أوملامحهم أوهيئاتهم استجابة لنموذج " عصرى" متفق عليه بين اخصائيى التجميل والقوام وأطباء العظام والتغذية وخبراء الإعلام والإعلان ومحترفي مسابقات الجمال .. والتي لخصته في عبارة موجزة مهذبة ( السعي نحو الكمال ) ؛ وعبرت بها عما يدور بداخلها وحولها من المحيطين بها .. مستخدمة بوصلة علمية دقيقة الصنع والأداء .. هي صدقها الشديد مع نفسها وأمانتها وثقتها بقدراتها وقناعتها الكاملة بشكلها .. وقبل هذا وبعده بجسارتها التي هي محصلة كل تلك السمات والخصال.
إنها علي أية حال قد دقت ناقوس الخطر بشأن قيمة مصطنعة معاكسة للطبيعة عموما وللنفس البشرية خصوصا وهي عدم الاقتناع بما منحته الطبيعة لأفرادها من شكل .. وبالتالي تسعي لتعديلها استناد إلي تقدير حفنة من الناس ( يطلق عليعم متخصصون ) يرون الشكل النموذجي هو ما يقترحونه علي هؤلاء العامة. وبدأت الفنانة بنفسها وبجسارة استثنائية ونشرت صورتها بدون أية رتوش.. ولسان حالها يقول :
[أنا هكذا .. ذلك هو شكلي الفعلي بلا ماكياج .. وأنا أحبه.. وأريدكم إن رغبتم في حبي أن تحبوه.
أقول هذا لأني متصالحة مع نفسي؛ وأتمني أن تتصالحوا مع أنفسكم أيضا .. فهيا.
.. جوليا روبرتس. ]