شرع الله والدوران في حلقة جدارها دموي : كيف ؟


رمضان عيسى
2022 / 6 / 10 - 02:13     

كثيرا ما نسمع شعار : الاسلام هو الحل ،
وحينما نسأل كيف ، يأتي الرد بتطبيق شرع الله ...
= نريد تعريف ،ما المقصود بشرع الله ؟ هل هو خطة اقتصادية ، أم شرائع أخلاقية مثل شرائع حمورابي ... أم ماذا ؟
كيف ، نحن نريد توضيح أكثر ، خطة ممكنة التطبيق ، خطوات ؟
= ويأتي الجواب نريد ، نريد شرع الله ... نريد شرع الله !!
------
= ما هو شرع الله ؟؟؟ وأين يوجد ؟
= في كتاب الله وسنته !!
= وهل في كتاب الله وسنته خطة ممكن تطبيقها في هذا الزمن ؟
= أين هذه الخطة التي ممكن نقول عنها أنها شرع الله ؟ ..
= أو من يدلنا على خطوات ومراحل هذه الخطة ، أين نجدها ؟
= ومن عنده القول الفصل ؟
هل نجدها عند السُنة أم الشيعة أم الحنابلة أم الأحمدية أم القرآىنيون ، أم الشاذلية أم الدروز ، أم الوهابيون أم تنظيم القاعدة والنصرة ، أم عند الاخوان أم باكستان أم أفغانستان .... أم عند المغرب أم تونس ، أم عند الأزهر ؟
= الجوا ب : تجدها عند الفرقة الناجية !!
= وأين هي الفرقة الناجية ؟
= الذي يتبع كتاب الله وسنة رسوله !! ==
= ومن يتبع كتاب الله وسنة رسوله من هذه الفرق ؟
= المسلمون الحقيقيون ....
= وأين نجدهم ، مَن مِنْ هذه الفِرق تعتبره مسلم حقيقي ؟
= الله أعلم ....الله أعلم ؟
= نريد شرع الله ، شرع الله وبس ، وبه تُحل كل المشاكل ... ...
= ياه ، إنه الدوران في حلقة مفرغة !!

والسؤال : متى يقوم شرع الله ؟
الجواب : لن يقوم شرع الله إلا بعد ذبح جميع أتباع بوذا ، وكونفوشيوس ، وأتباع عيسى وموسى ، وزرادشت والأيزيديين والآشوريين واليابانيين واللا أدريين ، واللادينيين وكل أتباع الديانات الفردية والحجرية والمكانية !!
وأيضاً : يجب أن تقوم الفرقة الاسلامية الناجية بذبح كل الفرق الدينية ال 72 فرقة التي تتسمى باسم الاسلام .....
هنا يسود شرع الله ويسود السلام ، وينتشر الاسلام ، ويكون العيد الاسلامي في الأرض ويخترق صداه الكون ، ويكون الله راضيا عنكم .
فما رأيكم ؟
أي شرع الذي ينادي هؤلاء بتطبيقه ؟ هناك 73 فرقة في الاسلام ، وكل فرقة لها نصوصها وفتاويها التي تقترب وتبتعد عن النصوص والأحاديث ، فأي منها يمكن تطبيقه ؟
هل هناك موقف واحد من نوعية نظام الحكم والدستور والانتخابات وفصل السلطات والموقف من الأقليات الدينية ، وزواج المتعة والبنوك والنقابات العمالية وادارة الاقتصاد وأساسياته والموقف من الملكية الخاصة والتضخم النقدي !!! وما هو موقف الفرق الاسلامية من العلم والفلسفة والطب ونظرية داروين ومنهج البحث العلمي ، وما موقف المشايخ من القضايا العلمية الكونية والأرضية ؟
= في الحقيقة الاسلام زئبقي وليس به تعريف موحد لقضايا العصر التي ذكرتها ، لهذا لا يمكن ايجاد دستور واحد ، من هنا خطأ المناداة بشعار الاسلام هو الحل ، والتجارب تثبت ذلك ، في السودان والسعودية والصومال وتونس وماليزيا ، فكلها تتبع في النهاية الطريقة الرسمالية المتوحشة في الاقتصاد وهذا يدمر كل المفاهيم الأخلاقية والقيمية !!!
ومن جهة أُخرى ، لو وجهنا السؤال الى الشخص الذي ينادي بأن الاسلام هو الحل وقلنا له ما هو تصورك لهذا الحل الاسلامي ، فسيشرح لنا شرائع حمورابي وكثير من الاضافات الأخلاقية والعاداتية الصحراوية القديمة ، ويقول رجم الزاني وقطع يد السارق والحجاب للمرأة ... وهو بهذا يختصر الاسلام في قانون العقوبات البدوي المستورد من شرائع حمورابي التي سارعت الأديان الكتابية بأخذها واعتبارها شرائع الهية !!
والسؤال هل ما أقوله حقيقة أم زيف ، أو تهمة أو اشاعة ....
أتحدى أي شيخ أو داعية أن يصف لي ما هو شرع الله ؟
وأعرف أنه سيسرد لي الكثير من النصوص الجوفاء التي تتبخر مع التطبيق ، وفي نفس الوقت سيتجاهل التفرقة بين الناس بسبب الدين ، ويتجاهل السبي وملك اليمين ويتجاهل السيد والعبد ويتجاهل الرجم للمرأة ونسيان الرجل ويتجاهل سوق النخاسة الاسلامي ويتجاهل الرأسمالية المتوحشة التي تريد تدشينها النصوص الاسلامية ، ويتجاهل سرقة عرق العامل بإعطائه أُجرة لا تكفي ربع حاجته المعيشية .وأخيراً ستصف لي نظام حكم تحت مسمى خلافة ذو خلفية ديكتاتورية دينية ، وهي لا تختلف عن نظام حكم اقطاعي يرأسه الولي فقيه ، أو المرشد العام .
انها الحقيقة ....
أنا أُؤمن بالقوانين الوضعية التي تنظم حياة راقية بين أفراد المجتمع ، وبالشرائع الانسانية التي تحترم الانسان وحياته بغض النظر عن معتقداته أو جنسه أو لونه أو جغرافيا وجوده .