العملية السياسية العراقية.. امتلأت مبادرات وافرغ جوهرها.


علي عرمش شوكت
2022 / 6 / 7 - 19:34     

لم تعد اللوحة السياسية في العراق قادرة على استيعاب المبادرات والمُهل المبهمة. من حيث فهم مضامينها الغبراء، و من التباس معالم ابعادها الزمنية المتكررة جزافاً. في ظل زمن طاعن في التردي والانحطاط. طاغياً على حياة البلد الذي تطحنه ازمة شاملة ساحقة قد وصلت مفاعيلها الى حافاتها الحرجة التي ينعدم فيها وجود الحيلة و الحل، حيث يغدو فيما بعد كل شيء رماداً بركانياً يزكم العقول قبل الانوف.
عليه قد غدا الشعب العراقي كالسجين الذي لا يهيمن على تفكيره سوى البحث عن سبل كسر القيود او هدم الاسوار للنفاذ الى عالم الحرية. والحرية هنا لدى الشعب العراقي الان تتمثل بتوفير رغيف الخبز والسقف الواقي من البرد والحر، والرعاية الصحية، والتعليم العلمي، ومكافحة الفساد بسيادة القانون.. لم يبق مواطن عراقي يجهل اسباب فقدانه لمستلزمات العيش الكريم، التي تكمن مباعثها في الفساد وفقدان الروح الوطنية، والنهب والسطو المقننين من قبل الماسكين على سلطة المحاصصة. نعم هذه امور غير مجهولة . غير ان ثمة سياقات فساد خطرة لا مرئية تسمى { الدولة العميقة } لا احد يعرف عمقها اوابعادها الاقليمية والدولية.
من باب الاستدراك لابد من قول: ربما تتوفر للمرء المتابع القدرة على تلمس بعض مكامن مبعث ديمومة الفساد والتعطيل.. حينما يتمكن من ان يفكك ما يطفح على السطح من مظاهر الانسداد والتعطيل المُعمد برضا بعض الاوساط الخارجية. فالمعطيات والمؤشرات التي ليست بحاجة الى عناء في تفسيرها والصادرة عن هذه الجهة السارقة المتصيّدة او تلك الاستعمارية الطامعة، التي تتمسك باستثمار الفراغات في حقول التجارة والزراعة والصناعة وعقارات الدولة، واباحة الحدود والمنافذ باستمرارها في التهرّب من الضرائب وتهريب افة المخدرات المدمرة ذات المردودات المالية الخيالية التي لم تلق مكافحة جدية بل انها محمية مليشياوياً و سلطوياً.
كل ذلك كفيل بتشكيل اصفاد تقيّد ايدي حتى من يتقدم بمبادرة فيها نفس ذا مصداقية، و تكبحه عن المضي بها نحو تجاوز خطوط الصد، التي لاتخلو منها طريق مفضية الى حل ملح ومطلوب . . مما حدا بالناس ان تلجأ للسخرية حينما تسمع بظهور مبادرة لدى هذا الطرف او ذاك، حالها حال تشكيل اللجان التحقيقية التي سرعان ما تقبر في ذات الزمان والمكان. وهنا يتساءل المواطن الموجوع جوعاً وحرماناً ومهدور الكرامة عن سبب التردد الذي يصيب من صوتت له اغلبية الناس، وظل عزمه يفتقر للنهوض الثوري، المتجاوب مع ذلك الدعم الجماهيري المشهود له.
ان ظاهرة السُبات السياسي ابان جلبة صاخبة، امر معيب وعليه مآخذ ترقى الى عتبة العتاب والحساب. فمنه العبرة تؤخذ وربما تصل حالة اعادة النظر في عملية الاختيار. مع ان طريقها غير معبدة، وبخاصة مع جماهير كانت وما زالت وسوف تبقى تقرأ الممحي. وتكشف المستور، لاسيما وانها مشحونة لحد الانفجارالعاصف. فهل يُدرك ذلك ؟؟؟