مسيرة الاعلام الفلسطينية جماهيرنا تتصدى وسيف القدس مشرع


غسان ابو نجم
2022 / 6 / 5 - 04:45     

عندما أعلنت حكومة بينيت الصهيونية عن دخول قطعان المغتصبين إلى القدس يحملون الاعلام الصهيونية ويخترقون باب العامود والحي الإسلامي تحت حماية 3000 جندي عدا عن باقي الأجهزة الأمنية لم يكن القرار مفاجأة لأحد فكل القيادات الصهيونية والفلسطينية والعربية والعالمية علمت بهذا القرار واختلفت ردة الفعل عند كل طرف بين رافض بشدة وبين رافض باستحياء وبين موافق بتحفظ وبين مؤيد بالخفاء وانطلقت المسيرة وانجزت هدفها السياسي في تثبيت حكومة بينيت وافشال مخطط نتنياهو في اسقاطها ضمن مخطط أمريكي صهيوني بالشراكة مع بعض العربان في إمارة الغاز وهذا بتقدري كان الهدف السياسي الغير معلن للمسيرة ليقول بينيت اننا أيضا أكثر عنصرية وفاشية من نتنياهو وإن القدس عاصمة ابدية للكيان وهي مستباحة لقطعان المغتصبين متى شاؤوا ولكن هل حقق بينيت ما يصبو اليه؟! سؤال لم يستطع بينيت نفسه التهرب من اجابته الصعبه لأن الجواب لا بكل تأكيد رغم التظاهر بعكس ذلك ان المسيرة المسلحة والتي تسيير ضمن خط سير محدد في مدينة يفترض انها العاصمة الموحدة للكيان أثبتت بما يدع مجال للشك أن أبناء هذا الكيان لا يستطيعون التجول في عاصمتهم المفترضة حتى تحت حماية آلاف العسكر المدججة بالسلاح ولا ينعمون بالوصول لمناطق عدة في هذه العاصمة المفترضه ولا يحلمون بتناول قطعة من كعك القدس دون رشقة حجارة هنا أو طعنة هناك فعن اي عاصمة تتحدثون؟! ومقابل هذه المسيرة المجوقلة والمدججة بالعسكر والسلاح كانت جماهير القدس تسير مسيرات طافت كل أحياء القدس وشوارعها تحمل الاعلام الفلسطينية الممنوعة قانونا لدى الاحتلال ويرفرف العلم الفلسطيني في سماء القدس محمولا على طائرة مسيرة يطوف كل بقعة فيها وتصدت الجماهير الفلسطينية للمسيرة بدون سلاح سوى سلاح الارادة وطافت المسيرات الفلسطينية شارع صلاح الدين وباب العامود والساهرة وباب الخليل وتصدت لقطعان المغتصبين وحرمتهم متعة السير في شوارع عاصمتهم المفترضة أمام وضع كهذا وجب علينا أن نعلن باننا كشعب فلسطيني من سير مسيرة الاعلام في مدينتنا التي يرفرف علمها ولأول مرة بشكل معلن وبهذا الزخم الجماهيري وأن من انتصر وحقق هدفه السياسي هو الشعب الفلسطيني وليس بينيت وحكومته الصهيونية. هل خذلت المقاومة الجماهير الغاضبة؟
بعيداً عن التحليلات العسكرية التي زخرت بها مواقع التواصل الاجتماعي وتجاوزا لمشاعر المتعة التي تثير شهية الانتقام لدى البعض الأخر للحقد العارم اتجاه ممارسات الاحتلال وتلافيا للصبيانية السياسية عند البعض فإن الحقائق تشير إلى أن المقاومة كانت موجودة وسيف القدس كان مشرعا ويلقى ظلاله على مجريات الصراع والمواجهات فكيف كان ذلك لقد شكلت معركة سيف القدس قبل عام من الان قوة دفع حقيقية للجماهير الغاضبة وعززت ثقة هذه الجماهير بمقاومتها بعد سلسلة الخذلان الذي عاشته بعد اوسلو وشكلت هذه المعركة الرافعة الأساس لنضالات شعبنا وادركت كما أدرك الاحتلال بأنها ليست وحيدة ومعزولة في مواجهتها مع العدو بعد أن أثبتت اي المقاومة انها تمتلك القدرة على التصدي للعدوان ومؤهلة لمهاجمة العدو في جحوره وحالة الهلع والخوف والهجرة المهوسة لقطعان المغتصبين دليل على ذلك مما شكل حالة من إعادة الثقة بامكانية تحقيق الانتصار وهذا وحده كان كفيلا بتقدم الجماهير إلى الأمام دون عودة للوراء وحصنها من تلمس خيبات أمل جديدة إن ما حدث من مواجهات في القدس وحالات الاشتباك مع العدو في معظم أنحاء فلسطين في جنين نابلس رام الله طولكرم قلقيليه تؤكد ان جماهيرنا قادرة على خوض المواجهة وباقتدار حتى وإن لم تسندها القوة الصاروخية وفي تقديري أن ما حدث من مواجهات التي بلغت حسب احصائية وسائل الإعلام ٨٥ مواجهة بين طعن وإطلاق نار واشتباك مباشر مع قوات الاحتلال أهم بكثير من إطلاق الصواريخ بل تعكس مدى تقدم حالة النهوض الجماهيري لمقاومة الاحتلال وهذا كان أحد اهم الأهداف لمعركة سيف القدس.
إن للحرب حساباتها الدقيقة العسكرية والسياسية وتدارك الأخطار والاضرار التي يمكن أن تلحق بشعبنا مسألة غاية بالاهمية والاقدر على تحديدها من يمتلك القرار في ساحة المعركة ولا مكان هنا للعاطفة وردات الأفعال ولا النيات الحسنة فجهنم مبلطة بالنوايا الحسنة والعدو يتربص بالمقاومة واذناب رأس الشر العالمي تحاصرها وتنسج المؤامرات لتدميرها عبر اغراق بعض قياداتها بالمال والوعود السياسية كما تفعل إمارة الغاز مع بعض قيادات حماس مما يجعل اتخاذ قرار الحرب مسألة غاية في التعقيد والدقة ولا يمكن أن يخضع للنخوات والحميات والهوبرة التي راهن عليها العدو لجر المقاومة لحرب تجهز لها بالكامل وأجرى المناورات للتحضير لخوضها وفي تقديري أن الخطأ الرئيس الذي وقعت به قيادة المقاومة هو المبالغة بالتهديد والوعيد حتى وإن كان جزءا من الحرب النفسية الهادفة الى دب الرعب في صفوف العدو أخيراً أرى أن من انتصر في مواجهة مسيرة الاعلام الصهيونية هي جماهيرنا ومقاومتها التي ظلت حاضره في المواجهات على مستوى الوطن الفلسطيني لا بل جعلت العالم أجمع يلتقط الأنفاس في يوم الاحد الدامي وليعلم المشككون بالمقاومة وقدراتها بأنهم جزء من منظومة الخذلان حتى وإن لم يريدوا ذلك