موجة جديدة من الاحتجاجات والإضرابات تهز إيران

مصطفى عبد الغني
2022 / 5 / 31 - 21:48     


ستؤدي قرارات الحكومة لارتفاع أسعار سلع الغذاء الأساسية. عاد الناس للشوارع مرة أخرى في احتجاجات تهدد نظام إبراهيم رئيسي.

احتج الآلاف في المدن، والقرى في جميع أنحاء إيران بعدما رفعت الحكومة أسعار السلع الغذائية الأساسية. وهاجمت قوات الأمن الإيرانية بعض المظاهرات باستخدام الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص.

بدأت الاحتجاجات بعد إعلان الحكومة الإيرانية، الشهر الماضي، إنهاء دعم القمح والدقيق، فيما وصفته بـ “إصلاحات اقتصادية ضرورية”. أدت تلك الحركة إلى زيادة أسعار السلع المكونة من الدقيق مثل الخبز والمكرونة بنسبة وصلت إلى 300%، في الوقت الذي يعيش نصف سكان البلد، البالغ عددهم 85 مليون نسمة، في الفقر.

تلقي الحكومة باللوم على أزمة القمح التي سببتها حرب أوكرانيا. وتعد هذه آخر ضربة يتلقاها العامة في أزمة إيران الاقتصادية الطويلة التي سببتها العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وسياسات السوق الحر التي تبنتها الحكومات المتوالية.

صرح أحمد رضا، الذي يعمل سائق تاكسي لـ10 ساعات يوميًا، لموقع “عين الشرق الأوسط” أن “هذه ليست إصلاحات اقتصادية، هذا خنق للناس. أي إصلاحات تجعل الناس لا تستطيع الحصول حتى على الطعام الرخيص؟ يستطيع الناس النجاة على الأقل في ظل الإصلاحات، ثم يشعرون بالتحسن، ولكن إصلاحات الحكومة هذه تقتلنا”. وصرح سروش، عامل توصيل، أنه استغنى عن أنواع من الطعام منذ 4 سنوات، وبعد ذلك فرض رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، العقوبات. وقال سروش “اضطر لتناول الغذاء في الخارج نتيجة لظروف عملي. قبل 4 سنوات، كنت أقدر على شراء الدجاج أو الكباب.” وأضاف أن العقوبات “جعلتني غير قادر على شراء الدجاج أو الكباب، واتجهت لشراء المكرونة أو البسكويت حتى. الآن لا أستطيع حتى ذلك بعدما ارتفعت أسعار المكرونة والبسكويت. لا أعرف ماذا سأفعل”.

شارك آلاف الناس في احتجاجات على مدار أكثر من أسبوعين، كان أغلبها في محافظات غرب ووسط إيران. صب المحتجون غضبهم على الحكومة التي يقودها المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي. هتف المحتجون “يجب أن يشعر رئيسي بالعار، ويغادر الدولة” و”يسقط رفع أسعار الطعام”.

احتشد سائقو الحافلات أيضًا في العاصمة، طهران، لعدة أيام من 15 مايو، مطالبين بزيادة 57% في الرواتب. وطالبوا باستقالة عمدة المدينة. كان هناك عدد من حركات الاحتجاج والإضراب في إيران احتجاجًا على الفقر وارتفاع أسعار تكاليف المعيشة منذ 2018. وبعد ذلك حدثت مظاهرات ضخمة ضد الحكومة احتجاجًا على الفقر، والبطالة، وفساد الحكومة. الحكومة الآن قلقة من حدوث موجة كبيرة من المقاومة.

أخبر عالم اجتماع إيراني، لم يذكر اسمه، موقع “عين الشرق الأوسط” أن “لا يملك الناس طريقة سوى الانتفاض لأنهم ليس لديهم دخل أو مدخرات كافية. هذه الاحتجاجات سببها الضائقة الاقتصادية وليس المعارضة السياسية. المحتجون جائعون. لو لم نستمع الآن لصوت الشعب العالي، واعتقدنا أننا سننهي تلك الاحتجاجات بسجن واحتجاز بعض الناس، ستكون مثل النار تحت الركام، وستشتعل في أماكن أخرى وفي مواقف أخرى. عندما يصل مجتمع إلى مرحلة الانفجار، لن يستطيع أحد التحكم به”.

* التقرير بقلم نِك كلارك – صحيفة “العامل الاشتراكي” البريطانية