القلة الحاكمة.. مارست تبادل السلطة مع الدكتاتورية


علي عرمش شوكت
2022 / 5 / 31 - 13:45     

اوغلت القلة الحاكمة باستغلال وباستهجان وباغتصاب وبانتهاك احوال الاغلبية من ابناء الشعب العراقي. وباتت كالغازي المنتقم الذي يبيح لنفسه التعسف والتصرف كما يحلو له، بمقدرات اهل البلد الواقعين تحت سلطته .. مما يعكس صورة لتبادل النزعة الدكتاتورية حيث تم انتزاع سلطة الحكم بقوة السلاح، وتغيير الوجوه والواجهات فقط. بمعنى سلطة انقلاب نقل الحكم من طبقة باغية الى طبقة اتعس منها في ممارسة الظلم. اذن باية وسيلة نهتدي الى تسمية او تحديد الهوية الطبقية لهذه القلة الحاكمة الممتلكة للقوة والمال والنفوذ ؟.
ليس في علم السياسة من مفهوم ينص على وجود حاكم لا يمثل او ينتسب الى طبقة اجتماعية معينة، تمتلك مقومات السيطرة وبفعلها يتم تنصيب هذا المستبد. واليوم ليس من السهل ان يشار الى شخص المستبد بعينه . وانما متجليات الحكم تعطينا صورة ينطبق عليها ذلك المثل الشعبي القائل : " ضاع ابتر بين البتران " اذن لايوجد ابتر مستبد وانما توجد طغمة ويمكن ان نطلق عليها صفة الطبقة بحكم امتلاكها الثروات، وبيدها عتلات تسخير رأس المال التجاري ورأس المال المالي ومن خلال ذلك تعلن عن كونها { طبقة الكمبردور } كما يمكن تسميتها ايضاً بـطبقة " الاغورشية " اي القلة الثرية حاكمة، وهي الطاغية الباغية.
هذا ما يساعدنا على ان لا نبقى وكأننا نبحث عن { القطة السوداء في الغرفة الظلماء } لكي نحدد هوية هذه السلطة الحاكمة في البلاد. باعتبارها تمثل طبقة طفيلة مستغلة ظالمة بعيدة عن انتاج الخيرات المادية، انما يكون شغلها الشاغل السمسرة والتسويق للمنتوجات الاستهلاكية المستوردة دون ادنى ضوابط للموازنة التجارية الوطنية. وفي المقابل تكبح وتعطل المصنوعات والمزروعات في البلد، وهذا ما هو سائد في الاقتصاد العراقي، وتكون بالعادة تتسم بالارتهان بالراسمال الاجنبي. بمعنى انها لا يجمعها جامع مع مصالح شعبها وسيادته الوطنية ، ولهذا نراها دوماً ما تكون فاسدة بسخاء وتضحي بهذه المصالح. عبر تخادمها مع المصالح الرأسمالية عابرة للحدود.
اما ما يرشح عن هذه الطبقة في حاضرة السياسة وبملامح بارزة هو { التعطيل } على مختلف الصعد. وبخاصة اسكات نبضات قلب الدولة عبر تفنن شيطاني خبيث، متبعة في ذلك حالة موت الاشجار التي تموت وهي واقفة، متجنبة غضب الاهالي الذين يحسبونه هو موتهم بالتبعية لا محالة. عندما تموت " دولتهم "، غير ان هذا قد غدا مكشوفاً مما دعا الجماهير الغاضبة ان تعبر عنه، ابان انطلاق شرارة انتفاضتها التشرينية. بصيحة مدوية { نريد وطن } شعوراً منها ان الدولة والوطن في حالة موت مستتر.
اذن بماذا نعلل بقاء الحال على ما هو عليه تتلاعب فيه ارادة القلة الحاكمة في ظل الوعي المتزايد والمتوازي مع تراكم الغضب الجماهيري .؟ معلوم ثمة عوامل تتحكم فيه داخلية و خارجية، وربما كلاهما معاً على حد سواء. بيد ان هذا التأثير لا يمتلك عوامل الاستمرار طويلاً لكونه مرتهن انتفاؤه موضوعياً بالمواسم الثورية التي تبسط فعلها. ويبدو انها لن تتأخر حينما يكتمل اختمارها . وبما ان الحال من بعضه كما يقال فالوضع السياسي في عراق اليوم الذي ما فتئت تختمر مفاعيله. بمعنى ان الانفجار سيحصل عند ازوف ساعته. طالما استمر الوقوف وسط هذه القنطرة التي ايلة للانهيار دون العبور الى ضفة النجاة ضفة التغيير.