سردة في هوامش التقويم


روني علي
2022 / 5 / 26 - 03:08     

١
في السنة الأولى
حين ولدت من سقم الابتسامات
كان المطر يمشط شعري
حين كل رجفة قاتلة

٢
في السنة العاشرة
حين تمزقت حقيبتي المدرسية تحت إبط الخوف
تبللت دفاتري الممزقة
بحبات الَبَرد

٣
في سن الخمسين
أمشط أهداب المطر
بمشط التسكع
حين كل قشعريرة تجتاح ركبي
وأنا .. ابتسم

٤
في الحانة القريبة من نباح قصيدتي
ارسم بمنشار العمر
ملامح وجه عبوس
أظنه .. كان شبح طفولتي
فوق سفح مشته نور

٥
لم يكن في قاموس خيباتي
مصيدة "أول مرة"
كل المرات كانت ..
تزحلق الحروف
من تحت حوافر الدهر
وأنا أغربل صياح الديوك
بزغاريد جدتي

٦
لم يلدغني ثعبان بين حقول قريتي
البيادر كانت ..
نهود الحسناوات تحت مسطرة القمر
لم ترعبني نقيق الضفادع في مخدعي
وحدها عقارب الصيف ..
تركلني بسمومها .. كلما
فتحت كتابا لأقرأ فيه طلاسم غدي

٧
السائق الذي توجه بي إلى السماء
كان واشيا
لم يغير مسار الرحلة .. وإنما
غير مسيرة دوران الشمس
في حقول الكلمات

٨
لم انتبه إلى الصخرة الجاثمة فوق عين الطريق
يوما ما ..
اصطدمت به ركبي .. وأنا
أفرد جدائل النجوم
تحت صهيل القمر
وهي تئن من لهاث الاحتضار

٩
في جيبي حصاة
رجمت بها أنياب طفولتي
وحين كبرت
رجمني بها الطفل المفترس في محبرتي
فلا أنا سجدت لأوتار قيثارته
ولا هو ركع تحت صرير قلمي

٩/٥/٢٠٢٢