المطلوب من القوى الفائزة بالانتخابات إنجاز الاستحقاقات الدستورية


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 5 / 24 - 17:00     

إن مرحلة الانتخابات حسمت الفوز لقوى سياسية جديدة تفصل بين مرحلتين القديمة التي فشلت في الانتخابات وانتهى دورها في مرحلة عبور العراق وطن وشعب إلى شاطئ الإصلاح والتغيير وبناء مستقبل جديد للشعب العراقي تقودها القوى الفائزة بالانتخابات تحمل راية الإصلاح والتغيير للعراق وطن وشعب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بعد أن عجزت القوى القديمة من مواكبة التقدم والتطور للشعب العراقي وبقيت تراوح في مكانها جامدة وثابتة سببت للشعب المآسي والكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إن الإنسان استطاع أن يحقق الثورة المعلوماتية في التقدم التكنولوجي ويجعل من العالم قرية صغيرة بفضل الثورة المعلوماتية وسار وانسجم مع حركة وإرادة التاريخ في التقدم والتطور نحو الأمام وهذا هو منطق حركة التاريخ ومن يقف أمامها لإيقاف عجلة الزمن في التقدم والتطور سوف تسحقه وتزيحه عن طريقها ... كما أن هذه القفزة والنهضة في يقظة الشعب العراقي التي خلقتها وحققتها ثورة الجوع والغضب التشرينية في وعي فكري من أجل إصلاح وتغيير الواقع العراقي وأثره في يقظة وحركة القوى الفائزة العراقية، صحيح أن القوى الفائزة وضعت وخططت لنفسها برامج ومنهج لإنقاذ الشعب من معاناته التي كان يعيش بها في المرحلة السابقة وهذه القوى خططت لنفسها أهداف نتيجتها مستخلصة من أهداف ثورة الجوع والغضب التشرينية بالرغم من اختلاف بعضها مع بعض الآن أن جميعها تصب في مصلحة الشعب العراقي من أجل إنقاذه من الماضي الذي كان يجثم بكابوسها على صدور العراقيين.
إن بعض القوى الفائزة كانت خاطئة عندما فسرت فوزها في الانتخابات اتخاذ الموقف الاستقلالي في الحياد السلبي بين القوى الخاسرة بالانتخابات والقوى الرابحة التي رفعت راية الإصلاح والتغيير المنبثق من أفكار وأهداف ثورة الجوع والغضب التشرينية.
إن القوى الفائزة من حقها اتخاذ وسلوك الموقف الذي نؤمن به ونعتبره هو الطريق الأصلح للشعب العراقي ولكن يجب عليها أن تدرك وتدرس موقفها الإيجابي مع الإصلاح والتغيير لأن موقفها إذا انحرف عن أهدافه الحقيقية سوف يسبب ضرر لمصلحة الشعب ولا ينفعه.
مضت الآن خمسة أشهر على الانتخابات ولم يتم انتخاب رئيس جمهورية وتأليف الحكومة ويصدق وتصرف ميزانية/ 2022 وأدت هذه العملية إلى انسداد سياسي والدستور مما يشكل خطر وضرر على الشعب العراقي لأن القوى السياسية متعادلة بـ الثلث المعطل وتراوح مكانها بسبب الموقف السلبي من النواب المستقلين والآخرين.
إن الغاية من مشاركة النواب المستقلين والكتل الأخرى في الانتخابات النيابية وفوزهم هو مصلحة الشعب والآن الموقف السياسي بسبب خطر وضرر على الشعب بما لا ينسجم مع مصلحة القوى الفائزة.
المطلوب من القوى الفائزة بالانتخابات بما فيهم النواب المستقلون حسم الموضوع من أجل مصلحة الشعب والاصطفاف مع الأكثرية التي تمثل الإصلاح والتغيير في انتخابات رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة وإطلاق ميزانية/ 2022 ومن ثم من حق القوى الفائزة استعمال دورها حسب رغباتهم والمهم الآن تأليف الحكومة وإطلاق ميزانية عام/ 2022.