الوعي الفكري والديمقراطية


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 5 / 22 - 14:08     

يعتبر الوعي الفكري الحاضنة الطبيعية للديمقراطية فهو يعتبر بالنسبة للشعب الدليل الراصد الذي يدفع الإنسان إلى تفهم واستيعاب مبادئ ومستلزمات الديمقراطية والالتزام بقانونها في التعامل والسلوك والتصرف مع الآخرين من خلال احترام الرأي والرأي الآخر والحوار الفكري الشفاف والنقد الهادف البنّاء وحرية الفكر والتعبير والتمسك واحترام القوانين .. ومن خلال وعيه ومعرفته يتوصل إلى اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب في الدولة وفي مجلس نواب الشعب الذي يختاره الشعب ويمثله كما يؤدي الوعي الفكري في نجاح وتوطيد الديمقراطية والتعامل معها بمسؤولية والتزام بنهجها ودستورها وإلى كبح جماح اللاشعور وعدم المسؤولية واحترام النظام والتمسك به مما يؤدي إلى عدم فقدان النهج الديمقراطي وتفكك المجتمع وتحوله إلى كيانات وكتل ومقاطعات وأجندة مذهبية وقومية .. كما أن الوعي الفكري الخلاق يرسخ المفاهيم والأسس الديمقراطية بين أبناء الشعب وبين الشعب والدولة مما يؤدي ويجعل القوى السياسية أن تحسب ألف حساب في سلوكها وتصرفها والخوف من تهديم الجسور بينها وبين الشعب مما يؤدي إلى فقدان الثقة والحساسية وحرمان النائب والموظف من الفوز بالانتخابات في المستقبل وعدم الصعود إلى قبة البرلمان والصعود إلى السلطة لأن الديمقراطية تتناقض من حيث مبادئها ووجودها وإدراكها مع الأمية والجهل السياسي والمعرفي لأن الأمية والجهل يؤدي إلى غياب وعدم معرفة بالوعي الفكري وقيم ومحددات الديمقراطية مما يؤدي بالكيانات السياسية أن يختفون تحت خيمة الانتماءات الطائفية والفئوية والقومية مما يؤدي ذلك إلى الانحيازات والتكتل والحساسية والتأخر واللامبالاة والفوضى وعدم المسؤولية وإهمال الشعب وتأثير ذلك على جماهير الشعب الواسعة لأنها تصبح في النهاية أداة طيعة تعيش في الفوضى السياسية لأن الجهل والأمية التي تستحوذ على مجاميع ضيقة الأفق من السياسيين تنحاز إلى الكتل الطائفية والقومية تعيش في أجواء مشحونة بالحقد والأنانية وحب الذات من أجل تحقيق تطلعات النخب السياسية في الهيمنة وتحقيق المكاسب الأنانية الذاتية على حساب الشعب الذي منحها ثقته وأوصلهم إلى قبة البرلمان والمناصب الإدارية والوزارية مما يؤدي بالدولة المتخومة والمتشبعة بالانحيازات الطائفية والعصبية المغلقة تحت خيمة التعصب الطائفية والقومي والفئوي وتكون المحصلة النهائية بقاء الدولة تراوح في مكانها إذا لم تتراجع إلى الوراء مما يؤدي ذلك إلى نفاذ صبر جماهير الشعب الواسعة وتنفجر في ثورة عارمة تزيح الكراسي الهزيلة وقدوم وجوه جديدة تحترم الشعب وطموحه في الحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل لجميع أبناء الشعب.