غزاة شقائق النعمان


روني علي
2022 / 5 / 21 - 15:09     

لا أخبار في صحف هذا الصباح
العناوين خالية من صور القتلى
لا شهداء تحت بسطار الجنود
حدائق الورود تزحف إلى ساحات الحرب
ولا جديد على متن قوارب صيد الأحلام
كل شيء يستيقظ على أنغام الشمس
حتى الدمعة ..
ترقص في مشيتها فوق حوافر الخدود
الكل يسرج صهوة فنجانه المنبوذ
ويسكب من حبله السري ..
قصيدة عشق
تمضي بجحافل التنهيدات
إلى حانات السلاطين

أظن ..
الأحجارة المتكسرة من خاصرتها
فقأت يوما عين الانتظار
حينها ..
كان الناي يلفظ أنفاس المسافات
كان الطنبور يشدو أي رقيب
وكنا نعبث بأوراقنا الصفراء
هنا .. صورة حجل نفق بين جناحيه
هنا .. صورة قبرات رقصت فوق جمرات السقم
هنا .. أعمدة يسيل الدم من ربطات أعناقها
وهنا صورتي
وأنا أسكن منفردة ..
تلوح برئتها لسوط الجلاد
وتزكم في رحلتها الأبدية ..

في الزاوية النازحة من غبار العمر
نافذة تطل على مقبر قريتنا المدفونة في عشقها
السؤال يستدعي جحافل غزاة شقائق النعمان
الجواب يلوذ بالصمت تحت أقدام مناجل الحصاد
من هناك .. ترسم وجه الصباح
من هناك .. تعجن للمارة خبز ظهورهم المحدبة
من هناك .. تخض عينيها في خضاضة أمها
من هناك .. تلوح بجديلتها لعصافير الدوري
من هناك .. ؟!!
أظن أن الموتى يرقصون من نشوة صقاع الديك في حنجرتي
وأنا ارسم وجهي المنبوذ بأحجار
سقطت بالأمس من شاهدة قبر .. كانت
تحمل اسمي الهارب مني
قبل أن نشعل في صحن الدار
شموعا .. انطفأت لحظة ولادتها
تحت لهيب سيجارتي المتفحمة في كفن الأنامل

تذاكر السفر ممزوجة بعطر الأرض
والأرض آثار أقدام من نحبهم
لمن سندفع فاتورة قصائد القبرات ..!!
من سيقطع التذاكر تذكرة تلو الأخرى
والرحلات متخمة بجوازات سفر مزورة الانتماء
هل لنا أن نرقص على شفاهنا
قبل الرحلة الأخيرة ..!!
والرحلة الأولى لم يبدأ ميعاد موتها
في حقيبة الأمهات
إلي بجنين الوطن من أحشاء المدافع
أيها العابر من خط التماس إلي
إلي بهويتي المنزوعة من اضبارة أحلامي
أيها القابع تحت لساني المكلوم
سأرحل إلى حيث يسكن الحجل
وفي كفي قصيدة محشوة بالموت
ودفتر مذكرات يحملني أنا وأنا وأنا
في أهازيج تقاسيم الريح

٦/٥/٢٠٢٢