العراق في رحاب حركة التاريخ وحتميته


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 5 / 19 - 12:22     

حينما ننظر بعين الدراسة إلى الظاهرة العراقية والنتائج التي توصلنا إليها تختلف عما يحدث من أزمات حكومية ووزارية في الدول الأخرى لأن الأزمة العراقية سببتها تناقضات أفرزتها ثورة الجوع والغضب التشرينية يقظة في وعي الواقع وتغييره من خلال جدل الفكر المنسجم مع قوانين حركة المجتمع والفكر والطبيعة فشقت المجتمع العراقي وقسمته إلى قسمين حسب منطق حتمية التاريخ في التقدم والتطور وهذه تحدث عندما يصبح المجتمع عاجزاً وجامداً عن الحركة والتطور فتحدث حركات في المجتمع تشقه وتقسمه إلى قسمين الأول يعمل في الانسجام مع حركة التاريخ نحو التطور والتقدم إلى أمام والقسم الثاني يريد البقاء جامداً وثابتاً في مكانه من أجل الحفاظ على مكاسبه ومصالحه تسبب حدوث اليقظة الفكرية من أجل الوعي والتغير ولذلك تعتبر التناقضات في المجتمع العراقي حدية ومصيرية وإذا لم تحقق أهدافها فهذا يعني توجد مطبات وحفر في طريقها نحو تحقيق أهدافها وهذه الظواهر نشاهدها في الظاهرة العراقية حيث أفرزت تغييرات في الانتخابات المبكرة أدت إلى فوز كتلة إنقاذ الوطن والنواب المستقلين وآخرون والمفروض بهذه الكتل الفائزة أن تشكل حركة التغيير والإصلاح في المجتمع العراقي إلا أنها تعثرت وأصبحت عاجزة عن المسير إلى أمام وتحقيق أهدافها بسبب تذبذب وتعثر النواب المستقلون وبعض الكتل الأخرى التي أفرزتها ثورة الجوع والغضب التشرينية نتيجة الضغوطات والمطبات والحفر التي وقفت في طريقها
إن المبادرة الأولى التي استجابت لمنطق التاريخ وحتميته جاءت من التيار الصدري الذي رفع برنامجه الإصلاحي والتغيير الجذري للماضي وسلبياته ثم اصطف معه الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف تقدم وتحالف عزم وكان من المفروض أن تشارك جميع القوى التي فازت بالانتخابات المبكرة إلى الانضمام إلى هذا التحالف الذي فاز بثلثين من عدد أعضاء مجلس النواب مقابل فوز منافسه الإطار التنسيقي بثلث أعضاء مجلس النواب مما تعذر على التيار الصدري الذي فاز بأكثرية أعضاء مجلس النواب وأصبح المرشح لرئاسة الوزراء وتأليف الوزارة إلا أنه تعذر عليه الحصول على الثلثين من أعضاء مجلس النواب وكان المفروض أن تصطف معهم الكتل والنواب المستقلون حتى يحققوا أكثرية الثلثين ويحق تأليف الوزارة.
إن العراق وطن وشعب في مفترق طرق أما نجاح نحو الإصلاح والتغيير أو الردة للوراء في حالة فشل حركة الإصلاح والتغيير وهذا يعني إعادة العراق إلى المربع الأول المحاصصة والتوافقية والفساد الإداري وانفلات للسلاح واقتصاد ريعي يعتمد على مورد النفط والشعب مستهلك وغير منتج عطال بطال تنخر جسمه المخدرات والعنف الأسري والانتحار والهجرة خارج الوطن ...
إن حركة الإصلاح والتغيير التي قاد لوائها التيار الصدري قد واجهت مقاومة كبيرة من القوى الأخرى من أجل المحافظة على مكاسبها ومصالحها وما يؤسف له كان المؤمل والمرجى أن تصطف مع قوى الإصلاح والتغيير القوى والكتل الجديدة التي أيقظتها ثورة الجوع والغضب التشرينية والقوى الحية والتقدمية من الشعب العراقي إلا أن المعكوس والمقلوب حدث لتلك القوى الوطنية حيث اصطف إلى جانب القوى القديمة قسم من النواب المستقلون وكتل أخرى والتزمت القوى الحية والوطنية موقف الحياد والآن الأمل والرجاء لإحياء وتحقيق النصر لحركة الإصلاح والتغيير بيد النواب المستقلون وقوى أخرى أن تنحاز وتصطف مع الأكثرية التي تمثل الإصلاح والتغيير من أجل انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة الإصلاحية وإطلاق صرف ميزانية عام/ 2022 لأن الشعب العراقي يواجه أزمة الغذاء وقد مضى على جمود الميزانية سبعة أشهر مما يشكل خطر زيادة الفقر وتفشي الجوع بين أبناء الشعب العراقي