المناصب والكراسي في العراق أصبحت عدوى وليست من أجل الشعب


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 5 / 18 - 12:01     

أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل وتكون أما إيجابية أو سلبية وهذه الأسباب والعوامل إذا كانت إيجابية تصبح نموذج وتجربة يحتذى بها وتصبح قاعدة تسترشد بها القوى العاملة .. أما إذا كانت سلبية فيجب معالجتها بسرعة وتجاوز سلبيتها وإذا تركت تصبح مرض عضال لا يمكن علاجه وتنتقل عدواها إلى الأجيال القادمة .. وعدوى حب الكراسي والمناصب أصبحت عدوى مزمنة لدى الأحزاب والكتل السياسية وعندما فشلت الأحزاب والكتل السياسية من الفوز بالمناصب والكراسي انتقلت عدواها إلى النواب المستقلون بعد أن تركوا الهدف والغاية من ترشيحهم وفوزهم بالانتخابات النيابية كانت رغبتهم المعارضة ومراقبة عمل وسلوك وتصرفات الحكومة .. وبقدرة قادر تغيرت رؤيا وأماني النواب المستقلون رغبتهم إلى تأليف الحكومة المقبلة وسلطة الحكم.
إن سلطة الحكم ليست نزهة يقوم بها الإنسان فيصبح بما يرغب ويتمنى وإنما هي علم ومعرفة وسلوك وخبرة لا يستطيع أي إنسان العمل بها وممارستها والدليل على ذلك الحكومات التي تكونت منذ عام/ 2003 إلى الآن كما أن المرحلة القادمة من الحكم سوف تواجهها مصاعب كثيرة أحدها تراث الماضي المحمل بالسلبيات والمشاكل إضافة إلى تعديل الدستور الأعرج وأكاد أجزم أن السادة النواب المستقلون لم يمارسوا النشاط السياسي في حياتهم كما أنهم قبل الآن لم يعرف أحدهم الآخر وإنما الآن جمعتهم الآزمة السياسية والمصالح والرغبات كما أن ليس لديهم تجربة ومعرفة كما أنهم لا يمتلكون قاعدة نيابية ولا جماهيرية واسعة.
وهذا لا يخلق الوعي والمعرفة السياسية لديهم وحتى دورهم في المعارضة ومراقبة السلطة تتطلب معرفة بالدستور وقوانينه إضافة إلى القوانين الأخرى والإدراك والوعي بالمعرفة وهذه المهمة تحتاج إلى عقول كبيرة ودبلوماسية سياسية وخبرة ومعرفة وإن السياسة علم ولولا علميتها لما أصبحت مادة تدرس في الجامعات العالمية ولها فروع وشعب لأن كل وزارة لها أسلوب في التعامل معها والعراق الآن يحتاج إلى سلطة تعالج الإرث الكبير من السلبيات والتعامل مع الشعب كما نحتاج إلى عقول كبيرة تعبر بالعراق وطن وشعب إلى شاطئ الأمن والاستقرار والاطمئنان وبناء المستقبل الجديد للشعب ويتعامل معه بأسلوب ديمقراطي متفتح على جميع نواحي الحياة وهذه السلطة تمتاز بخبرة ومعرفة وأسلوب في زوايا السياسة لأنها بحر هائج والإنسان الذي لم يمارس السباحة يجب عليه الابتعاد عن السباحة فيه والذي يريد السباحة في بحر السياسة وهو لم يجرب السباحة فيها عليه أن يمارسها تحت إشراف من يتقن السباحة وليس بمفرده لأن نتائجها تكون مصيره الغرق.
إن الحاكم يعتبر كالأم الرحيمة والأب الرحيم والشعب هو الابن البار والصديق الحميم الذي يقابل أمه وأبيه بالحب والصفاء والمصداقية ويأتي دور الفكر في تغيير المجتمع ويجعله في حالة من التغيير لأن البشرية نشأت وتعودت على رفض الثبات والجمود والسير إلى أمام نحو المستقبل الجديد.
قد يعشق المرء من لا مال في يده ---- ويكره المرء من في كفه الذهب
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم ---- لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب