ما بين التزوير و التضليل ... توضيح

إبراهيم إستنبولي
2006 / 9 / 15 - 08:16     

كنت قد نشرت على صفحات هذا الموقع الرائع " الحوار المتمدن " منذ أيام مقالة بعنوان " طرطوس و المقاومة و ... عماد فوزي الشعيبي " عبرت فيها عن خيبتي من المحاضرة التي ألقاها في المركز الثقافي بطرطوس بمناسبة مهرجات عمريت الثقافي .. و هو مهرجان سنوي و نادراً ما يفتتحه القائمون عليه بمحاضرة سياسية .. و بالطبع لا مانع من ذلك .. لكن ربما لم ينجحوا في اختيارهم .
و قد لاقت استحساناً من قبل القراء و من قبل الذين كانوا حاضرين يومئذ في المركز الثقافي ...
لكن منذ يومين أخبرني أحد المواطنين بأنه قرأ لي مقالة على موقع اسمه " سوريا الحرة " .. و أجبته بأنني لم أسمع بمثل هكذا موقع إلكتروني و لم أنشر مقالة على هكذا موقع .. وطلبت منه أن يأتيني بنسخة منها ... فتبين أنها نشرة " سوريا الحرة " .. و هي واحدة من النشرات المجانية التي كثرت في الأشهر الأخيرة تحت مسميات كثيرة . و إلى الآن لا توجد مشكلة .. فمن حق أي كان أن يعيد نشر أية مقالة منشورة على شبكة الإنترنت .. و أنا لا أعترض على إعادة نشر مقالة لي سبق و قمتُ بنشرها في موقع إلكتروني ما... لكن مع شرطين أساسيين كلاهما لـه علاقة بالجانب الأخلاقي :
أولاً : أن يشار إلى مصدر المقالة .. إلى الموقع الذي نسخت أو نقلت منه المادة أو المقالة .
و ثانياً ، و هذا هو الأهم ، أن لا يتم تزوير أو تحريف في متن النص ، أن لا يتم حذف كلمات و إضافة كلمات أخرى بديلة عنها يراد بها أن تخدم رؤية أو أهداف الطرف الناقل . فهذا أمر مرفوض و مدان .
و للأسف الشديد هذا ما قام به المشرفون على نشرة " سوريا الحرة " : لم يشيروا إلى الموقع الذي نسخوا أو نقلوا عنه المقالة ( الحوار المتمدن ) .. و هذا يخالف الآداب و القواعد المفروض بالجميع الالتزام بها . و ثانياً قام هؤلاء بإساءة الأمانة في النقل فلجأوا إلى حذف الأسطر التالية : و كأنه كان جالساً إلى جانب الرئيس السوري أو الفرنسي عندما كانا يتصلان ببعضهما أو أنه كان كاتب العميد رستم غزالي أو مستشار الحريري أو بري عندما كانوا يجتمعون ليقرروا مصير الرئاسة في لبنان أو صديقاً لريتشارد بيرل أو كولن باول
و اقتطعوها من االنص الأصلي الذي هو : و تحدث عن سيناريوهات ما قبل التجديد للرئيس اللبناني لحود و كأنه كان جالساً إلى جانب الرئيس السوري أو الفرنسي عندما كانا يتصلان ببعضهما أو أنه كان كاتب العميد رستم غزالي أو مستشار الحريري أو بري عندما كانوا يجتمعون ليقرروا مصير الرئاسة في لبنان أو صديقاً لريتشارد بيرل أو كولن باول
و أضافوا بدلاً منها الكلمات التالية : ... مدافعاً عن الرئيس الأسد . لتصبح : و تحدث عن سيناريوهات ما قبل التجديد للرئيس اللبناني لحود مدافعاً عن الرئيس الأسد .
و هم بذلك يريدون خدمة هدف سياسي معين لهم على حساب الآخرين . و من يريد التأكد من ذلك يمكنه العودة إلى المقالة الأصلية الموجودة على صفحتي في " الحوار المتمدن " قبل هذه المقالة مباشرة بتاريخ 9 / 9 / 2006
لذلك أقول أنه عيب على المشرفين على نشرة " سوريا الحرة " مثل هذا التصرف . و هذا يدعو لعدم الثقة بما ينشرونه . كما إن ذلك لا يليق برجل يدعي أنه رجل دولة ( يقال أن المشرفين على النشرة هم جماعة عبد الحليم خدام ) و لا يجوز أن يستهينوا بعقول الناس .
و للعلم ، كنت قد أشرت في إحدى المقالات السابقة إلى أن عبد الحليم خدام بالتحديد لا يحق له أن ينصِّب نفسه مدافعاً لا عن الحرية و لا عن سوريا ، طالما أنه كان و على مدى عقود شريكاً أساسياً في مجمل العملية السياسية في سوريا .. و نحن نعرف ذلك عن كثب و بالملموس و ليس بالسمع .. و نعرف كيف كان يتعامل مع الآخرين بعثيين و غير بعثيين ..
و نعتبر أن خدام مسؤول بشكل مباشر عن الفساد الذي كان يمارسه مدراء عامون لشركات كبرى أساسية في الاقتصاد الوطني و رؤساء بلديات و وزراء .. و سبق و قلت ، أن خدام لم يكلف نفسه أدنى جهد لكي يساعد في بناء مدينته بانياس ( التاريخية و الأثرية ) كي تتحول إلى مدينة عصرية و نظيفة و مخدّمة بصورة لائقة . و لم يعرها يوماً أي اهتمام .. بل على العكس ، كان المسؤولون في مختلف دوائرها و مؤسساتها يمارسون السرقات لأنه كان يوفر لهم الغطاء و الدعم ..
و قد كان المناضل المعروف رياض الترك رفض رفضاً قاطعاً إجراء أي حوار مع خدام متهماُ إياه بسرقة أموال الوطن مصرحاً : لا أقبل أن أضع يدي في يد حرامي . انظر المقالة " بعض الملاحظات على المشهد السياسي العام " تاريخ 24 - 3 - 2006 العدد 1499
و قد يكون الأستاذ نبيل فياض على صواب عندما تساءل فيما إذا كان يُعقل : أن أسيادنا في الجاهلية هم أولياؤنا في الإسلام ؟؟!!!
في جميع الأحوال لا يحق لا لخدام و لا لأحد أن " يضحك " علينا . و بالأخص أن يغشنا .
ألم يقل النبي : من غشنا ليس منا .
و أعتقد أن مَن يرتكب الصغائر فهو و لا بد سيرتكب الكبائر .
لذلك اقتضى التنويه . فهل سينشر المشرفون على نشرة " سوريا الحرة " هذا التوضيح ؟