ضعف الدولة العراقية سيؤدي إلى ظهور الحواشد الشعبية في العراق


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 5 / 14 - 12:22     

بادرت عشائر المثنى بتأسيس حشد عشائري لمساندة قوى الأمن العراقية وربما سوف تبادر العشائر العراقية الأخرى إلى تكوين وتأسيس الحشود العشائرية وربما سوف تتبع هذه الظاهرة الطوائف العراقية بتأليف حشود طائفية شعبية على غرار الحشد الشعبي والحشد العشائري وربما محلات الأطراف تؤسس لكل محلة جيش شعبي حتى يصبح العراق بمجموعه ترسانة من الأسلحة المتنوعة وتفرض هذه الحشود على الدولة اعتبارها كمؤسسات رسمية تابعة ومرتبطة بالجيش العراقي ومن ثم تعلن كل طائفة وكل عشيرة وكل محلة الاستقلال الذاتي وبناء فدراليات بينها ترتبط في الدولة العراقية والعاصمة بغداد.
إن المبادرات لتأسيس الحشود الشعبية تعود إلى ضعف الدولة العراقية ولولا ذلك لما تأسس الحشد الشعبي والحشد العشائري في بداية الأمر عندما نشطت منظمة داعش الإرهابية وتصدى لها الجيش العراقي والحشد الشعبي الذي تأسس بمبادرة من المرجعية الرشيدة وأصبح الجيش العراقي مسيطراً على الأمن العراقي مع الأمن الداخلي أن تبادر في حينها الدولة بحل الحشد الشعبي والحشود العشائرية ويصبح الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي هما اللذان يبسطان الأمن والاستقرار في العراق إلا أن ضعف الدولة استمر واستمرت الأسباب معها.
إن ما تقوم به الطائفة أو العشيرة يدل على أن الدولة عاجزة عن التصدي للإرهاب أو عاجزة عن التصدي إلى الفوضى والانفلات الأمني باعتبار ما تقوم به هو من اختصاص أمن الدولة ومسؤوليتها وليس من حق أية جهة تتصرف في التصدي له .. كما أن هذا السلوك سوف يشجع انفلات السلاح ويصبح استعماله وحيازته خارج صلاحيات الدولة وإضعافها وخلق الفوضى حيث أن ذلك يضعف هيبة الدولة ويصبح عملها تصريف أعمال المواطنين فقط ويصبح حل النزاعات والفصل في المشاكل وحلولها عن طريق رئيس العشيرة الذي هو الحاكم وهو مدير الشرطة والسلطة العليا.
إن التاريخ يعيد نفسه في العراق حينما تأخذني الذكريات إلى أيام زمان حيث كان شيخ العشيرة لديه حوشية (مجموعة من الفلاحين يشبهون الشرطة ويحملون السلاح) وهؤلاء يستخدمهم رئيس العشيرة في جلب الفلاح الذي يرتكب جرم أو يقوم بعمل يخالف شروط العشيرة، كما يمتلك شيخ العشيرة معتقل لاعتقال كل من يخرج عن طاعته أو يرتكب ذنب أو جرم وكان شيخ العشيرة أو الملاك يمنع الفلاحون العاملين في أرضه من الذهاب إلى المدينة .. وهذه الظاهرة لا تشمل جميع شيوخ العشائر والملاكين الزراعيين وإنما البعض منهم.