الموقف السياسي للمستقلين غامض ومحير لا معنى له


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 5 / 12 - 13:40     

إن أية كتلة سياسية تمارس نشاط سياسي يجب أن يكون لها أهداف معينة تجد انعكاسه من خلال برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي يتعاطف مع أماني ورغبات الشعب في الجوهر والمضمون وكتلة المستقلون أفراد دخلوا الانتخابات بصورة مستقلة وليس مع الأحزاب والكتل السياسية ليس لهم وجود في السابق وإنما استفزت مشاعرهم وعواطفهم وضمائرهم ثورة الجوع والغضب التشرينية وحينما قرروا خوض الانتخابات متأثرين بمطاليب وشعارات الثورة التشرينية ضد سياسة الأحزاب والكتل السياسية التي تقوم على التوافقية والمحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية أفرزت سلبيات كثيرة للشعب ومن تأثير ذلك انفصلت عنهم كتلة التيار الصدري ورفعت راية الإصلاح والتغيير ضد النظام السابق المكون من الأحزاب والكتل السياسية وبرامجها السياسية.
ماذا كانت برامج وأهداف المستقلون ؟ كانت منسجمة ومتناسقة مع أهداف وشعارات ثورة الجوع والغضب التشرينية التي تجمّعَ وتوحّدَ من خلالها المستقلين وخاضوا الانتخابات بموجبها والمفروض بهم الانحياز والاصطفاف مع كتلة إنقاذ وطن من خلال التصويت بالبرلمان حول انتخاب رئيس الجمهورية الذي بدوره يدعو الكتلة الأكبر التي هي كتلة الصدر التي رفعت راية الإصلاح والتغيير وكونت كتلة كبيرة (إنقاذ الوطن). ومن ثم تبقى محافظة على استقلاليتها في البرلمان تطبق المعارضة في سياستها الاستقلالية في مراقبة ورصد أعمال الحكومة أي تقوم بدور المعارضة الإيجابية وليست السلبية.
إن الاستقلالية تعني موقف الحياد الإيجابي تجاه الأحزاب والكتل السياسية في البرلمان وفكرة الحياد الإيجابي التي ظهرت للوجود عام/ 1954 متكونة من دول مصر (جمال عبد الناصر) واندونيسيا (سوكارنو) ويوغسلافيا (جوزيف نيتو) والهند بقيادة (نهرو) وغيرهم وظهر أثناء الحرب الباردة بين الكتلة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي وبين الكتلة الرأسمالية الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الكتلة الحيادية الإيجابية قد اتخذت موقف حيادي مستقل بين الكتلتين إلا أن هذه الكتلة قد اتخذت مواقف إيجابية وانحازت إلى جانب الكتلة الاشتراكية ضد القواعد الحربية وكذلك الأحلاف الاستعمارية وخطر الحرب وضدها وانحازت إلى جانب السلام العالمي بين الشعوب.
المطلوب الآن في هذه المرحلة لتي تعتبر مفصلية وحدية أن تحدد كتلة النواب المستقلون موقفها بين مرحلتين تحدد مستقبل العراق وطن وشعب أما انفلاق سياسي ودستوري يؤدي إلى الفوضى وضياع العراق وطن وشعب وأما موقف يعيد فيه العراق وطن وشعب اعتباره السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومن ثم من حق كتلة النواب المستقلون أن تتخذ الموقف الاستقلالي الحيادي الإيجابي مع الأحزاب والكتل السياسية في مجلس النواب عندما تطرح المراسيم والقوانين والمشاريع ومن حقها أن تتخذ الموقف المعارض والنقد الهادف البناء من أجل مصلحة العراق وطن وشعب وأكرر وأقول المهم تجاوز المرحلة الحالية التي تقرر مصير العراق وطن وشعب.