موقد العدم


حميد كشكولي
2022 / 5 / 7 - 23:17     

في مضايق الطوفان، ‏
تقفُ عند جرف القمر،
مستفردا بالبوح عن سرّ نزيف الحجر.‏‎ ‎
عيون من ليل،
ونظرات من حرير،
تُرخي على الآلام ظلالَ العابرين خلال سحبٍ ذابت في أساطير تبحث عن أبطالها في ذهول وعول ترنو إلى قاتليها
في السحر.‏‎ ‎

تنفخ في موقد العدم، ‏
يخرج المارد من رماد الأحلام،
تهبّ ريح الوقت العليل على ألوان الجسد، ‏
ولا تزال ماشيا في سراب الكريستال.‏
تغص الكهوف بوقع خطوات عمياء لدببة الإباء.‏

سماؤك الممزقة ذابت فيها ألوان الجهات،
غيوم تجعدت في راحة الريح،
جبال تمشط الأحزان الطويلة،
رجال وراء دواب جزت الظلال أعرافَها،
ينزلون إلى السهل الفسيح برؤوس كبيرة و عيون قاسية كقشرة الجوز‎ ‎
والناي المرميّ في غدير جَرَحتْ حنجرتَه خشخشةُ الفضة و انحناءات الفضاء.‏


إنهم يرفعون هياكلهم تناطح كعوب الإيمان،
السماء حارت في كل هذا الهيام لأوثان العفة والبهاء في الظلام.‏‎ ‎
تلهو مع صمت الصخر ، تنزل إلى بحر الذهول، ‏
والزوارق الدامية بللت أقداما حافية متعبة لنساء ينتظرن هبوب الشقائق في المساء.‏

في مراعی الجبال الليلية،
شفاه الشتاء المتقرحة هجعت في صوف نعاس الأعشاب،
حناجر الينابيع المذبوحة بالخرسانة و العطش‎ ‎
أعادت منطق الطير إلى الرمال.‏
دموع الانتظار اليابسة على وجنات البلوط غدت لآلئ الأبصار.‏

أنفاس الندى في رؤياك‎ ‎
أزالتْ الصدأ عن صدى العلَّيق البرّي ،
لا يلتفتُ الحاصد إلى الحُزَم التي يتركها وراءه،
وثمة من يلتقطونها ووجوههم مغروزة في التراب.‏

وفي نهايات العَرَق والرصاص،
الأصيل أصابع مبتورة‎ ‎
منزوعة الخواتم، ‏
سرقوا منها قوس قزح المسافات،
تودعها الشمس إلى مهر الحنّاء في كل مساء.‏
2022-05-07
مالمو