عصير طمامة


جوزفين كوركيس البوتاني
2022 / 5 / 2 - 17:53     

عن قصتي
عصير طماطم
جلس كل مقابل الاخر
هو بوجهه الذي يشبه وجهه مقامر حين ترتسم الخيبة على وجهه بعد خسارة فادحة وربح نزير لا يستحق الذكر
وهي بوجهها الذي يشبه وجه مهرج
مخبئة وجهها الحقيقي بالمساحيق كل ظنها ازالت خطوط العمر المتعرجة
التي تشبه خطوط قطار مهجورة اختفت بين اعشاب برية ولا احد يعرف ان كان يوما هنه خطوط للقطار ام لا
خط يمر عليه قطارات تأتي من مدن بعيدة وتمضي الى مدن بعيدة حتى محطة الاستراحة لم تعد موجودة
والزمن بارع برسم الخطوط لذا يصعب التلاعب برسومه اللعينة تلك
اخذ يرتشف قهوته التي يحبها مرة مثل طعم فمه
وهي ترتشف عصير طماطة التي قرأت يوما عنه بأنه يعيد للوجه نظارته ولكن لا يعيد نظارة القلب اكيد
قال لها
اتعبتني الخسائر فأنا لم اعد املك من حطام هذه الدنيا سوى نفسي الرديئة
وقلبي العامر بالنساء والخيبات نساء تورطن بمحبتي الزائفة لهن احاول بقدر الامكان ملاطفتهن وذلك ردا لجميلهن ولمحبتهن لي
انا ذلك الاخرق لو قارنت نفسي بين الرجال فأنا مجرد رجل لا يصلح سوى للفراش وتصقيل الكلام المزيف الذي به اصطاد اغلب المغفلات اقصد اقوم بحفر الكمين لمن اضعها في بالي
ثم سكت اخذ فنجانه وبدا يرتشف قهوته وهو غارقا بأفكاره العقيمة
وضعت هي قدح العصير جانبا وبدأت تثرثر دون ان يهمها ان كان يصغ اليها ام لا
قالت له كأنها تحدث نفسها
انا عملت فترة من الزمن في مشفى للامراض النفسية
وحفظت كل اسماء مضادات الاكتئاب وتعلمت من خلال عملي وتعاملي مع المرضى
بأننا جميعا مرضى وكل ما هنالك هم انهاروا بلحظة صدق مع انفسهم
ونحن لا زلنا نكافح
ثم بحركة غير مقصودة دفعت عصير الطماطم واندلق على الطاولة وذكرها هذا بالدم الذي اندلق ليلة عرسها على ذلك الشرشف الابيض دون ان تعرف السبب وما دخل هذا بذاك وسقطت حقيبتها المصنوعة من جلد رخيص وتبعثرت اشياءها العزيزة عليها
رسائل قديمة لجندي فقد ساقه في الحرب وقلبه الذي كان حنيناً تحول الى قلباً من حجر الصوان
لن ترد عليها يوم كان بأمس الحاجة الى الرد لا زالت لا تعرف لما محتفظة بها طالما لم ترد عليها .
وصور لامرأة تشبهها
وقلم احمر للشفاه
وصندوق صغير يضم (صوغتتها )التي لا تلبسها ابد
تحملها معها لا كزينة وانما كخزينة وعلبة حبوب لوجع الرأس
و وسام اهداه رجل لها تعبيرا عن حبه لها قبل ان يقدم على الانتحار بيوم
لملمت اشياءها وهي تعتذر بصوت بالكاد يسمع لململت اوجاعها ثم فتحت حافظة نقودها وضعت الحساب على الطاوله
حسابها هي فقط وبضع فكة للنادل السمح
الذي هرع ليزيل الفوضى التي احدثتها بلطف
كانا نادلا لطيفا تعرفه انه طالب يعمل ليلا ويدرس في النهار
قالت في نفسها بعد ان عاد الهدوء اليها قليلا
من يدري هذا النادل السمح
قد يحقق كل ما يصبو اليه
ثم سيجلس يوما ما هنا مثلنا خائبا
يحصو عدد خسائره بمودة مع نظيرا له
وقد يشرب قهوته المرة
مع امرأة تجالسه حائرة من يدري قد تطلب مثلها عصير طمامة حفاظاً على رونق وجهها
ا وستدلقه على نفسها بدلا ان تشربه ثم رن هاتفها
تركت يرن لا تريد ان ترد عليه
ثم اعتذرت من نظيرها بالاسى
ذلك الذي تعرفت عليه صدفة بأحد المحطات
غادرته دون ان تلتفت اليه لوح لها بود شاكرا قدومها
وبقيا هو جالسا يفكر بطريقة الخاسر كيف يعوض خسارته ولو بربعها
وللقصة بقية
2017 - 8 -9
فرجينيا