من أجل العبور بالعراق وطن وشعب إلى شاطئ الإصلاح والتغيير


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 5 / 1 - 12:13     

المكون الشيعي إحدى الطوائف الكبيرة والعريقة والمهمة التي يتكون منها الشعب العراقي والطائفة الشيعية كباقي الطوائف العراقية تعرضت في فترة الحكم السابقة إلى القهر والجوع والبطالة وغيرها وربما الطائفة الشيعية أكثر من الطوائف أصابها من الحكم السابق مما دفع ذلك إلى ثورة الجوع والغضب التشرينية التي نهضت بها محافظات الوسط والجنوب التي تسكنها أكثرية من الطائفة الشيعية وسببت في إقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والانتخابات المبكرة ونتيجة الوعي الفكري الذي سببته تلك الانتفاضة انعكس سلباً على الأحزاب والكتل السياسية الشيعية بعدم تصويت تلك المحافظات التي تعتبر الثقل الكبير لتلك الأحزاب والكتل السياسية التي كانت تحكم العراق امتناعها من التصويت إلى تلك القوى الشيعية وكانت النتائج للانتخابات خسارة تلك القوى السياسية وحقق الأغلبية في عدد النواب التيار الصدري وأصبح له الحق في تأليف الحكومة العراقية وتنفيذ برنامجه الإصلاحي بموجب الفقرة (76) من الدستور العراقي إلا أن الأحزاب والكتل الشيعية اعترضت بشكاوى إلى المحكمة الاتحادية بتزوير الانتخابات وجاء نتيجة قرار المحكمة الاتحادية بصالح صحة الانتخابات وفوز التيار الصدري إلا أن الأحزاب والكتل الشيعية بقيت متمسكة بإصرارها وموقفها السابق على الكتلة الأكبر المتمثلة بالمكون الشيعي ولا زالت إلى الآن بعد مرور ستة أشهر على إجراء الانتخابات وأدت إلى عدم النصاب في مجلس النواب مرتين في فشل انتخابات رئيس الجمهورية الذي بدوره يطلب من الكتلة الصدرية اختيار رئيس الوزراء وتكليف وزارة جديدة إلا أن ذلك لم يحدث وبقيت ميزانية عام/ 2022 لم يصادق عليها البرلمان وتستلمها الحكومة وتصرفها من أجل إنجاز المشاريع المعطلة وغيرها مما أدى إلى دخول العراق بفترة فراغ دستوري وانفلاق سياسي والنتيجة تسبب أضرار وفوضى وضرر للشعب العراقي وقد ظهرت بوادر شروط من الإطار التنسيقي منها أن يكون رئيس الوزراء من الطائفة الشيعية وبموافقة الإطار التنسيقي وقد ظهرت تصريحات من الإطار التنسيقي بعدم معارضتهم على تكليف السيد جعفر الصدر لمنصب رئيس الوزراء وبقيت بعض النقاط السياسية مثل التوافقية والفساد الإداري وانفلات السلاح وتسليمه إلى الدولة ومكاتب الأحزاب السياسية والمحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية.
إن الحقيقة نصل إليها من خلال المعلومات المستخلصة من التجربة والواقع الموضوعي وعلاقتهما بالسبب والنتيجة فالواقع العراقي والتجربة لنظام الحكم من الفترة 2003/ 2021 قد أفرزت سلبيات كثيرة وأدت إلى انفجار ثورة الجوع والغضب التشرينية التي استمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق باستثناء المخطوفين وحققت الانتخابات المبكرة التي حققت فوز التيار الصدري الذي رفع راية الإصلاح والتغيير وقد ذكرنا ذلك في أعلاه وإلى الآن أبواب السياسة مغلقة مما يردي إلى عودة حمام الدم والفوضى والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إن هذه الأسباب سياسية وليس لها علاقة بالمكون الشيعي وسببت للشعب كثير من السلبيات والمصلحة الوطنية تفرض التجاوز على كل ما يسبب للشعب الضرر والألم والجوع والحرمان وطي الصفحة القديمة نحو مستقبل أفضل.