المفكر الكبير كارل ماركس والمعرفة عند الإنسان


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 30 - 12:04     

كشف المفكر الكبير كارل ماركس من خلال جدليته النسبية التي تنطلق من جدلية الفكر مع الواقع من حيث الزمان والمكان والفردانية الشخصية التي تؤكد من خلال البعد الشخصي باعتبار كل إنسان كان باحثاً أو مفكراً أو مجتهداً بفهم الفكر ويتعامل معه وفق خصائصه الشخصية وتكوينه العقلي والنفسي ويقوم ذلك الاختلاف من حيث الرؤيا والاجتهاد وأكدت الجدلية الماركسية على أن المفاهيم التي تبدو ثابتة في المظهر تتغير بشكل جذري في مضمونها عندما تنتقل من سياق تجربة تاريخية اجتماعية إلى سياق تجربة أخرى وأكد ماركس على أهمية العقل الإنساني عندما كان الإنسان الأول يعيش في الأدغال ويأكل من صيد الحيوانات ويسكن في المغاور ويتكلم بنبرات صوتية تشبه صوت الحيوانات ثم دفعته الحاجة إلى الاشتراك والعيش مع أبناء جنسه لكي يشبع رغباته وشهواته ثم دله إدراكه الفطري على أنه لن ينال ما يشبع فيه هذه الرغبات والشهوات إلا إذا سعى للحصول عليها فجعلت تنمو من جراء هذا الإدراك تلافيف دماغية أكثر فأكثر حيث كانت في السابق تلافيف دماغه على شكل خطوط مستقيمة وبعد نمو مداركه أصبحت تلافيف دماغه على شكل تلافيف حلزونية ملتوية وغير مستقيمة حتى أصبح يمتاز بأعلى أنواع الكائنات الحية بميزته الإدراكية الذي أصبح بالعقل المدبر والمدرك والصانع لجميع مستلزمات الحياة المادية والمعنوية للإنسان ومن خلال ذلك اعتبر ماركس الإنسان (أثمن رأسمال في الوجود) وهذا العقل إذن وليد المادة الدماغية وهي التي يستنبط الأفكار تبعاً للحاجة الضرورية وهو يتطور كلما تغيرت حاجاته الضرورية وهذا العنصر الجديد في الإنسان (العقل) مستنبط كل فكرة سواء كانت دينية أم اجتماعية أو عقائدية.
وذلك فإن العقل هو الذي يرشد الإنسان إلى الحقائق والمعرفة الثابتة من خلال البحث والكشف والاستدلال وما هذه الإبداعات والاختراعات والاكتشافات جميعها بواسطة العقل الإنساني.
يقول الفيلسوف أبو العلاء المعري :
كذب الظن لا إمام سوا العقل ---- مشيراً في صبحه والمساء