أهمية الثقافة والوعي الفكري في تطور المجتمع وتقدمه


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 28 - 12:19     

إن الثقافة والوعي الفكري يمكن أن تتحول إلى أداة ناجحة ومتطورة للعقل السياسي بالانكاء على مجمع القوى الاجتماعية وتطورها التي تتطلع إلى بناء مجتمع وعالم جديد ولابد أن تمتلك وعياً جديداً قادراً على الإصلاح والتغيير والتحول في المجتمع .. فالدعوة إلى ثقافة جديدة معناها الدعوة إلى مجتمع جديد من خلال ممارسات ومبادرات من شأنها أن تخلق إنساناً جديداً ومجتمعاً جديداً .. لأن الإنسان الجاهل يعيش في داخل نفسه من خلال المجتمع الجاهل أما الإنسان الواعي والمدرك يعيش دائماً في خارج نفسه لأن الإنسان الواعي والمثقف يعيش في آراء الآخرين كالمرآة يرى من خلالها انعكاس كلامه ورأي الآخرين فيصبح انعكاس متبادل بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان.
في عراقنا المستباح وشعبه المذبوح نتيجة ضعف الثقافة والوعي الفكري في المجتمع تتراكض الأحداث والمخاطر التي تهدد الوطن وتدمر الشعب تتسابق مع الزمن بينما القوى الحية والوطنية مشتتة ومتشرذمة وكأن ما يحدث في العراق لا يعنيها ولا يؤثر عليها .. ألا يوجد نقاط معينة في مصلحة العراق وطن وشعب يمكن الارتكاز عليها والاتفاق حولها للحد من المشاكل التي تهدد وجود العراق وطن وشعب وتخفيف آثار خطرها.
إن مكونات المجتمع العراقي الذي تشكل في إطار تاريخي له امتداد في عمق التاريخ في وحدته وتآخيه وقد انعكست حضارته في السياق الحضاري العالمي الذي تفاعل معها وأثرت عليه ولا يمكن الانعزال عنها ولذلك كنا نجد في سابق الأزمة ذلك الحب والعلاقة في حب الوطن والتضحية من أجله فأصبح المواطن العراقي صلب العود والرأي في سلوكه وتصرفه ومن هذا المنطلق يجب أن تسود المجتمع روح التعامل بعقلانية الآن من أجل العبور بالعراق وطن وشعب إلى شاطئ الأمان وللاستقرار والإعمار وسعادة الشعب وسبب ذلك يعود إلى ضعف الثقافة والوعي الفكري لكي يتحول إلى أداة للعقل السياسي بالارتكاز والتعاون مع مجمل القوى الاجتماعية الصاعدة التي تتطلع إلى عالم جديد وأن تمتلك من خلاله وعياً جديداً قادراً على رفعة الوطن وحريته ومستقبله هو الأساس في هذا التغيير من خلال الثقافة والوعي الفكري التي تعتبر في معناها وجدواها دعوة ممارسات ومبادرات من شأنها أن تخلق إنساناً جديداً ومجتمعاً جديداً أيضاً يمتلك المقدرة على بناء وصيانة الوطن ويوحد كلمة وإرادة الشعب.