التيار الصدري والطائفة الشيعية والشعب


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 27 - 12:19     

الشعب يتكون من طبقات اجتماعية هي البورجوازية الكبيرة التي تتكون من الرأسماليين الكبار أصحاب المصانع والشركات الكبيرة والأثرياء والملاكين الكبار والبورجوازية المتوسطة التي تتكون من الموظفين والأثرياء متوسطي الدخل والملاكين الصغار ومتوسطي الملكيات الصغيرة والبورجوازية الصغيرة التي تتكون من الحرفين التجاريين والحدادين والصفارين والندافين والعطارين وكل من يمتلك سلعة أو ماكنة أو سيارة أجرة أو يمتلك قطعة أرض صغيرة والطبقة العاملة والفلاحين الذين لا يمتلكون سوى قوة جهدهم العضلي وشغيلة الفكر .. وهذه الطبقات الاجتماعية تتجمع تحت خيمتها الطوائف الدينية كالشيعة والسنة والمسيحيون والصابئة والتركمان والأرمن والشيك وغيرهم وكما توجد الأجندة القومية مثل العربي والكردي وغيرهم وجميع هذه الطوائف الدينية والأجندة القومية يتكون منهم الشعب ورئيس الوزراء والوزراء وجميع مؤسسي الدوائر الحكومية الذين يؤلفون الدولة التي هي مؤسسة خدمية لجميع أبناء الشعب .. رئيس الوزراء والوزير ينتمي إلى أحد الطوائف إلا أن واجبه خدمة جميع أبناء الشعب بمختلف طوائفهم وأجندتهم الدينية والقومية ولا يفرق بين طائفة وأخرى وقومية وأخرى ... أما الحزب أو الكتلة فيعتبر تنظيم سياسي يضم عناصر فئات طبقة معينة أو كتلة دينية أو قومية يعبر عن مصالحها وأهدافها ويقود نضالها في سبيل تحقيق أهدافها. كما هنالك أحزاب عقائدية تجمع أصحاب الأفكار المنسجمة والمعبرة عن أهداف مبدئية وعقائدية.
أما في العراق يوجد حزب الدعوة الإسلامي والتيار الصدري ومجموعة إطار التناسق وغيرهم يمثلون المذهب الشيعي كما توجد مكونات سنية ومكونات كردية ومكونات تمثل الطوائف والأجندة المختلفة في العراق وجميع هذه الأحزاب والتيارات والكتل تنضوي تحت خيمتها مواطنين يمثلون جميعهم الشعب العراقي والدولة تعتبر المؤسسة الخدمية لجميع أبناء الشعب العراقي لا تفرق بين مذهب وآخر وأجندة قومية وأخرى وإنما تشمل خدمة الشعب بدون تفرقة وتميز وهنالك من ينتمي إلى إحدى القوميات العربية أو الكردية والتركمانية والشبكية والصابئة إلا أنه ينتمي إلى المذهب الشيعي أو السني أو المسيحي أو غيرها فينتمي إلى إحدى الأحزاب الدينية أو القومية وفي نفس الوقت ينتمي إلى الشعب الذي هو أكبر من القومية والمذهبية كما أن لهذه الطوائف مرجعيات مذهبية أو قومية ترتبط المذهبيات والقوميات بها أكثر من علاقتها وارتباطها بالحزب أو الكتلة أو التيار السياسي وكثير من هذه الطوائف والأجندة تعتبر الحزب والكتلة والتيار ذات نشاط وعمل سياسي ويعتبر من المحرمات والمنبوذ في النشاط الديني الذي ينتمي إليه ومن خلال هذا المنطلق فإن الإنسان الشيعي أو السني أو التركماني والكردي يفضل ارتباطه وعلاقته بالمرجعية الدينية من أجل التقرب إلى الله وهي التي ترعى مصالحه وحقوقه أكثر من الحزب أو الكتلة أو التيار.
والتيار الصدري ينتمي إلى المذهب الشيعي وكان يرتبط في كتلة واحدة مع المكون أو البيت الشيعي وحينما انفصل عن المكون الشيعي هو لا يزال متمسك بمذهبه الشيعي وإن الذي دفعه للانفصال عن البيت الشيعي هو التجربة الفاشلة السياسية التي جثمت بكابوسها المدمر على صدور الشعب العراقي مثل المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية والفساد الإداري التي أفرزت الفقر والجوع والبطالة وتفشي انفلات السلاح والمخدرات والعنف الأسري والانتحار والأزمات السياسية والمالية والاجتماعية والاقتصاد الريعي فدفعت السيد الصدر إلى رفع راية الإصلاح والتغيير وتوسعت خدمته إلى جميع أبناء الشعب العراقي والطائفة الشيعية من ضمن الشعب وبذلك أصبحت خدماته ونشاطه لا يقتصر على المذهب الشيعي فقط وإنما شمل جميع الطوائف والأجندة المذهبية والقومية في العراق فتحول عمله ونشاطه إلى مجال أوسع وهو العمل والنشاط الإنساني وليس محصوراً في مذهبه وقوميته.
إن السيد مقتدى الصدر لم ينحرف ويشذ عن مذهبه الشيعي الحنيف وإنما سار وسلك على منهج أجداده الكرام صوت العدالة الإنسانية والحق الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) .. (إن لم يكن أخاً لك في الدين فهو نظير لك في الخلق) والإمام الثائر الشهيد الحسين ابن علي ابن أبي طالب (عليهما السلام) .. (أنا لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) وكما سار عليه بعدهما آل بيتهما الكرام (عليهم السلام).
المطلوب الآن من الإخوان في الإطار التنسيقي مناصرة ومساندة السيد الصدر في تجربته الرائدة والحكيمة (الإصلاح والتغيير) من أجل مصلحة جميع العراقيين بمختلف مذاهبهم وأجندتهم الدينية والقومية ومن ضمنهم طائفة الشيعة .. أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .. ومشروع السيد الصدر الإصلاحي فرصة على القوى السياسية استغلالها ويجب الاستفادة منها وإذا ذهبت ولم يستفد منها ستكلف العراق كثيراً من الفوضى والخسائر المادية والمعنوية.