سريانيات ..!


مريم نجمه
2022 / 4 / 26 - 01:36     

سريانيات :
يفرحني أن أتابع نشر المزيد من الدراسات حول الموضوع , لما له متعة عندي .
لا أدري ما سرّ هذه اللغة والبحث في منجمها وأعلامها الذين أغنوا الحضارة الإنسانية بكل ما هو متجذرٌ في ثقافتنا ولغاتنا المحكية الجميلة .
تحية لكل هؤلاء الذين ألفوا وصانوا ونقلوا هذا التراث الأصيل .


الثاني : المستشرق الأب لامانس اليسوعي في مقالة له نشرت على صفحات مجلة المشرق البيروتية سنة / 1903 / ص 705 / 707 يقول :
" ومن عجيب الأمور أن انتشار لغة الآراميين بلغ على عهد السلوقيين مبلغاً عظيماً . فأصبحت اللغة السائدة في كل آسيا السامية . أعني في سوريا وما بين النهرين وبلاد الكلدان والعراق وجزيرة العرب .
وكان المسلمون يدرسونها لكثرة فوائدها . وقد كتب بها الأرمن مدةً قبل انتشار الأرمنية وحروفها , وقد بلغ امتداد خذخ اللغة إلى أقاصي الشرق في الصين شمالاً وفي الأقطار الهندية جنوباً , كما أنها بلغت جناردل النيل .
فلا نظن أن لغة أخرى ولا اليونانية جارت السريانية في اتساعها إلا الإنكليزية في عهدنا ." القلمون , مثل :
أما اليوم وبعد أن حلّت العربية محلها فما زالت لغة محكية لأكثر من مليون إنسان في العالم ينتشرون بين قرى القلمون مثل : معلولا وجبّعدين وبخعَة , والجزيرة السورية ( القامشلي وأطرافها ) . وفي جبال طور عابدين شمال شرقي تركيا اليوم وأشهر مراكزها مديات ودير مار كبرئيل العريق الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن الرابع للميلاد . وفي قرى آثور في محافظة نينوى - العراق , وجبال كردستان وزاخو وأطرافها والجانب الغربي من بحيرة أورميا , وأينما وجد السريان مشارقة كانوا أم مغاربة , في بلدان الشرق الأوسط وأوربا والأميركيتين , بل هناك ظاهرة جديدة ظهرت بعد الهجرة الأخيرة التي قضت بشكل غير مباشر على وجودهم في أرض آبائهم وانتشارهم عشوائياً في أغلب بلدان أوربا وتبنيهم نتيجة ظروف وجودهم في بلدان أوربا وتبنيهم نتيجة ظروف وجودهم في بلدان أوربية لغات مختلفة . عودة أغلب المهاجرين إلى اللغة المحكية المعروفة ب ( الطورانية ) لتكون وسيلة للتفاهم بين بعضهم بعد تعلمهم اللغات الأوربية المعروفة , وتشجيع حكومات أوربية على إحياء اللغة السريانية في حياة هذا الشعب دفع إلى إعادة النظر في الكتب المدرسية الملائمة لعقلية الطالب السرياني في هذا المناخ الجديد , ولنا الأمل بأن اللغة السريانية محكية كانت أم مكتوبة ستبقى مادة حية في جامعاتنا في الشرق وستعمل الجهات المختصة على إحيائها ونشرها وكذلك في جامعات الغرب , لدراسة الفكر السرياني الزاخر الذي ما زال محفزظاً في بطون مجلدات مخطوطة ومبعثرة في أمهات مكتبات الشرق والغرب , وربما من هذا الدافع بالذات أقدمنا على إعادة نشر قاموس سرياني - عربي معروف بإسم ( اللُباب ) للأباتي جبرائيل القرداحي السرياني الماروني , وهانحن نقدم هذا القاموس العربي - السرياني للأب ميخائيل مراد , وأملنا أن يبقى خير وسيلة لحث أبناء هذه اللغة بصورة خاصة ولكل باحث ومستشرق ومهتم بالفكر السرياني لمعرفة اسرار هذه اللغة وعلاقتها بالعربية " .
التراث السرياني - الفس ميخائيل مراد السرياني) -
إعداد وتقديم مارغوريغوريوس يوحنا ابراهيم - متروبوليت حلب -
مع التحية للقراء والأصدقاء