متى تتحرك أوتار قلوب السياسيين ؟


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 25 - 13:04     

داعش تتحرك وفي كل يوم شهداء وجرحى .. رقاب أنهار العراق قطعتها دول الجوار .. تلوث المناخ في العراق .. تصحر الأراضي الزراعية .. انفلاق سياسي .. عدم صرف ميزانية عام / 2022 .. أزمة غلاء في المواد الغذائية .. اقتصاد ريعي أصبح الشعب استهلاكي وغير منتج .. مستوى الفقر 35٪ مستوى البطالة 40٪ .. خطر الأزمة العالمية يهدد الشعب العراقي بالمجاعة .. عدم تأليف حكومة منذ سبعة أشهر .. حكومة تصريف أعمال محددة التصرف .. الشعب يسأل متى الفرج ؟ هذا الكابوس يجثم على صدور العراقيين ولم يفلت منه أحد.
لو أن بعض هذه الأزمات في دولة من دول العالم لامتنعت عيون السياسيين من الغمض والشعب لأقام وأقعد الدنيا على رؤوس السياسيين بالمظاهرات والاحتجاجات ما عدا عدة مئات من جماهير ثورة الجوع والغضب التشرينية خرجت في مظاهرة ليلية مساء يوم الجمعة.
لا يوجد في جسم الإنسان عضو اسمه (الضمير) ولكن توجد روادع إنسانية يطلق عليها ويرمز (الضمير) مثل رادع ديني ورادع أخلاقي ورادع اجتماعي وهذه الروادع إذا لم يلتزم بها الإنسان يصبح كما يقول المثل منعدم (الضمير) وكما قال الرسول محمد (ص) : ((يا ابن آدم إذا لم تخجل فافعل ما شئت)).
الشعب العراقي صامت كالأموات وهو يتابع حراك السياسيين من على شاشات التلفزة ... والسياسيون يفتخرون بالنصر لأنهم أفشلوا البرلمان من استكمال نصابه لانتخاب رئيس الجمهورية مرتين والأدباء والكتاب التزم جانب كبير منهم جانب الصمت بعد انقضاء سبعة أشهر على انتخاب مجلس النواب الموقر.
كنت في العقود الماضية أسمع كما يسمع الآخرون أن مؤسسة علمية أو اقتصادية أو دولة ما تتحدى الزمن وتسبقه فكنت أضحك في سري وأتساءل مع ذاتي كيف يتم التسابق مع الزمن ولا شيء في الكون أسرع منه بثانية واحدة بينما الشعوب تحقق المعجزات مثل الشعب الياباني الذي خرج من الحرب العالمية الثانية منهك ومدمر إلا أنه بفضل قياداته ومعنويته تجاوز المحنة وأصبح من الدول المتقدمة وكذلك الشعب الصيني وشعوب الاتحاد السوفيتي (السابق) وكذلك العقل الإنساني الرائع الذي جعل من العالم ما يشبه القرية الصغيرة والثورة المعلوماتية والتقدم التكنولوجي والإنسان المتحرك الآلي.
إن المعول الآن والمستقبل هو الشعب العراقي الذي هو امتداد تاريخه إلى عمق الأزمنة القديمة تقدماً وحضارة أن يتجاوز بإرادته وتصميمه المرحلة الجامدة والثابتة التي تجثم على صدور الشعب العراقي.
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ---- فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ---- ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يمارس صعود الجبال ---- يعش أبد الدهر بين الحفر
وتحضرني الآن مقولة لأستاذ الاقتصاد فقال : لا خير في مجتمع يستورد ما يأكله وما يلبسه .. إن كنت تريد أن تقتل مجتمعاً اجعله استهلاكياً حتى روحه تموت بمرور الوقت ويصبح قطيعاً يسهل قيادته وتوجيهه.
ألا يا همّ يكفينا ---- لقد جفت مآقينا
لو كان الدمع يغذينا ---- أكلنا بعض بلوانا