المجتمع يتكون من طبقات اجتماعية وليس طوائف ومذاهب وأجندة مختلفة


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 23 - 12:05     

لقد كشف أهل العلم والمعرفة من خلال قرائتهم للتاريخ البشري بأن التاريخ من ألفه إلى يائه هو صراع ونزاع وتناقضات بين التشكيلات الاجتماعية والاقتصادية حسب الأعقاب المتتالية (المشاعية البدائية ونظام الرق والعبودية والإقطاع والرأسمالية ومراحلها (المرحلة التجارية التي بدأت بها الاكتشافات الجغرافية في القرن السادس عشر .. والمرحلة الصناعية التي ظهرت فيها البورجوازية والثورة الصناعية في القرن الثامن عشر .. والمرحلة المالية التي ظهرت فيها المؤسسات المصرفية العالمية والشركات الاحتكارية الكبرى دخلت في نهاية القرن التاسع عشر التي شكلت المرحلة الامبريالية والعولمة المتوحشة وبعدها المرحلة الاشتراكية)).
وهذه التشكيلات الاجتماعية ما عدا المشاعية البدائية والمرحلة الاشتراكية كانت تقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وإن ديالكتيك التطور يقوم على الصراع الطبقي بين طبقات المجتمع من خلال استغلال طبقة لطبقة أخرى وليس وفق صراع وتناقض طائفي لأن الطائفية المذهبية والقومية توجد ضمن الطبقة الاجتماعية المُستغِلة والمُستَغَلة كما أن الطبقة الاجتماعية يوجد فيها الثري والفقير والتاجر والعامل والعتال ومن خلال كل طبقة ومكوناتها الاجتماعية الشيعي والسني والمسيحي يحدث الصراع والتناقض على أساس طبقي بين الثري والفقير والتاجر والعتال والفلاح والاقطاعي وليس حسب المذهب والطائفة والدين بالرغم أن هذه العناصر المختلفة قد ظهرت في الطائفة كما ظهرت في الطبقة الاجتماعية وفي هذه الحالة على السياسيين أن يوجهوا نضالهم إلى السبب الذي خلق هذه الظاهرة بالرغم من أن الخلاف بين أهل السنة وطائفة الشيعة يعود إلى زمن النبي محمد (ص) حيث كانت جماعة تدعوا إلى خلافة أبو بكر بعد وفاة النبي محمد (ص) والقسم الآخر يدعو إلى خلافة الإمام علي بن أبي طالب (ع) لخلافة النبي محمد وبعد قرون عديدة من هذه الاختلافات عندما تكونت الدول الحديثة وطرحت الأفكار من الفلاسفة والمفكرين بتكوين الدولة الحديثة وكذلك ظهور الثورة الصناعية وظهور الاستغلال بأبشع صوره من حيث العمل واستغلال في الدول الاستعمارية لخيرات الدول الأخرى أصبحت هذه الدول تستغل الاختلافات الدينية بين الناس واتبعت سياسة (فرق تسد) بين الطوائف المختلفة والصراعات فيما بينها فتحولت اختلاف الطوائف إلى صراع سياسي بين الطوائف المختلفة لإشغالها في الصراع فيما بينها واستغفالها عن استغلال دول الاستعمار لخيراتها والآن استغل السياسيون ظاهرة الطائفية في بعض الدول العربية كلبنان استغل الخلاف بين الدروز والمسيحيون وبين الإسلام والشيعة والسنة وكذلك في سوريا بين العلويين والأكراد وطائفة السنة وفي العراق بين السنة والشيعة والطوائف الأخرى وقد استغلت هذه الظاهرة في الانتخابات النيابية بينما تركت وأهملت بعد الانتخابات كما أن لهذه الطوائف توجد مرجعيات هي التي تهتم بالطائفة التي تنتسب إليها وتدافع وتحمي مصالحها
المطلوب الآن من القوى السياسية العراقية أن يتركز ويتجسد نضالها وعملها إلى جميع أبناء الشعب العراقي الذي يعاني بمختلف طوائفه الذي يتشكل ويتكون الشعب منها وإنقاذه من الفقر والجوع والحرمان والبطالة لأن هذه الشرائح هي من الشيعة والسنة والمسيحيون والشيك والصابئة والأيزيديون والفيلية كما منها الأثرياء الذين أتخمهم الفساد الإداري ومن خلال هذه الصورة يجب أن يتوجه النضال لجميع القوى السياسية إلى السبب الذي خلق المعاناة لشرائح الشعب المختلفة كالفساد الإداري والمحاصصة والمحسوبية والمنسوبية والبطالة والفقر والمخدرات والعنف الأسري والانتحار لأن هذه الأسباب هي معاناة جميع شرائح المجتمع العراقي وبمختلف طوائفه وأجندته وليس مقتصراً على طائفة دون أخرى وإن الطوائف والأجندة المختلفة تشكل الطبقة الاجتماعية التي تشكل الثري والفقير والفلاح والإقطاعي التي من خلالها يحدث الصراع الطبقي في المجتمع.