أبناء تشرين خطواتهم تسم الطريق يوم جمعة الشعب من جديد


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 21 - 14:52     

كانت خطواتهم من وراء الليالي رغم العثار وجهد السفر ألمحهم من خلال قسمات الوجوه يزحفون من كل فج ومن خلف كل جدار مع يقظة الشمس في روعة الانتصار من كل منعطف خطاهم وسام يزيحون ثقل الهموم بإرادة الأبطال وبيرق النصر يرفرف على شرفات العراق كسيل تطامى فدوخ حتى الصخور وألوى شموخ الكبرياء وصوتاً تهادى فأدرك من في القرار ويبعث من في القبور صدى الشهداء وإني لأعرفهم بشموخ الجباه وسخط الجراح وعمق الغضون وطول السهر وأدرك أن المجيء مجيء الرجال وأن القلوب التي أثقلتها هموم الليالي وشاخت لديها جذور السأم أطلت من جديد تشدو بعرس الحياة فمست وجوم الشفاه لكي تستقر وتبتسم رأتكم جراح الشباب فكنتم ضماد الجراح وكنتم عيون الرجال وقد أقسمت أن لا تنام وكنتم إذا ران ليل كثيف الظلام وسد الطريق أمام زحوف الأبطال وطموح بالركب صوت الذئاب ومرأى السراب نذرتم دماء الشهيد فكان الطريق نحو النصر وكان الصباح وكنتم هداة المغذين في وحشة الدرب الطويل نحو العلا والموغلين إلى حيث يلتئم الشمل يوماً مهما كانت التضحيات لميلاد يوم جديد وكنتم رفاق الطريق برغم العثار لفجر مشرق جديد وكنتم شهود الحياة وصوت الضمير إذا ما استفز الحياة عتو الحديد وقفتم على صخرة المستحيل على موعد الانتصار فانحنى واندحر وكنتم إذا التاع جرح وتناثرت الدماء سألتم جراحكم أن تنفجر وما كان للشعب لولا دمائكم أن ينتصر.