مروا من هنا بتوقيت النسيان


روني علي
2022 / 4 / 21 - 14:06     

هكذا مروا بين أدغال الكلمات
رسائلهم .. ممهورة بعناوين ممزقة
كتبهم .. اخترقتها سهام التدافع
ولا وجهة لمن أزال التراب عن عينيه
وحده المجنون في قفص التراشق
كتب بحبر قانئ
على بلور مكسور
من هنا مروا ..
أشباح الهزائم

مروا ..
بين العشب وتحت ظل ظلهم
لم تكن السنابل حبلى كما شفاههم
غرقوا في حبات المطر حين ابتسم الخريف
على تخوم التذكر
فأمطرت النيازك حملها
لتحترق السنابل تحت نعالهم
اطلقوا زفرة الولادة .. ولم
يكتبوا تاريخ ميلادهم

مروا ..
كضفائر ليل لم يغتسل من حلم المجون
واندثروا في عباب الهتافات
كانت الجلجة همس المناحات ..
لا تحلم حين تمطر السماء رذاذا من غبار الحرب
لملم امتعة الوله على صهوة جياد
يسافر بالخيال إلى صحراء اجدب
لتقفز نبضات الوحام من وكرها
حينها
ضع قلما فوق سرج الريح
واكتب ..
هنا ولد الموت

هكذا مروا ..
كأي عابر سبيل
يلتقط من مقبرة أضلعه
حصاة رجم الكلاب
في طريقه إلى الشمس
لم يلتفتوا نحو قماط أجنة
لفظتها رماح الأباطرة تحت أقدامهم
قهقهاتم .. تملأ جعبهم المشكولة تحت مآقيهم
وفي الطريق ..
تراقص الثآليل ألسنتهم المدودة إلى أعناقهم
ولا طريق يغربل عذرية بكارة الانتماء
إنهم هنا
إنهم هناك
إنهم يسكنون مخادعنا .. حين
ينتشلنا الفزع من تلابيب أحلامنا
فلنرقص إذا على حافة أصابعنا
ولنرقص على وقع صولجانات الأصنام

١٩/٤/٢٠٢٢