مشروع تحالف انقاذ الوطن فرضته حتمية التاريخ من أجل مصلحة العراق وطن وشعب


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 21 - 12:13     

إن مسيرة التاريخ تندفع نحو الأمام بصورة مستمرة وحينما يصبح المجتمع يتعثر في مسيرته في مواكبة حركة التاريخ نحو التقدم إلى أمام تسحقه عجلة التاريخ مما يستوجب ظهور قوى جديدة ترفع راية الإصلاح والتغيير والسير والتقدم نحو الأمام مع مسيرة التاريخ وهو ما حدث في العراق من الحراك الجماهيري في ثورة الجوع والغضب التشرينية استجابة لمنطق حكم حتمية التاريخ ومواكبة مسيرته التقدمية إلى أمام.
إن بعض الأحزاب والكتل السياسية التي سبق وأن تولت السلطة للحكم في العراق تبرر فشلها من خلال الندوات والمقابلات في الفضائيات العراقية وهي ظاهرة طبيعية لأن الحقيقة تشير إلى أن كل إنسان لا يعترف بخطأه ويعتبر الآخرون هم الفاشلون وقاموا بأعمال سببت لهم الفشل ضاربين قوانين التاريخ وحتميته عرض الحائط ويأتون بالأدلة العقلية والنقلية من أجل صحة وصواب وجهة نظرهم وقد قال عنهم الفيلسوف الألماني (نيتشه) : ليست العظمة عندي أن تخضع لأحكام الضرورة وتطيعها وتحترمها ولكن وا أسفاه ما أسهل القول وأصعب العمل.
إن النظرية السياسية العلمية تعني أن جميع الناس بمختلف طبقاتها وفئاتها الاجتماعية مجاميع أو أفراد من خلال نشاطهم في حقل الإنتاج المادي والعلاقات المتبادلة في الحقل السياسي والاجتماعي والثقافي والعلمي والفكري وإن كل ما يفرزه هذا النشاط من تغييرات ونتائج اجتماعية وسياسية واقتصادية موضوعية مرتبطة ومشحونة بالنشاط البشري تؤدي إلى نتائج قوانين تعكس حركة وإفراز مرحلة جديدة من التطور وصياغتها نظرياً بما يتطابق ومرحلتها من خلال النشاط الفكري والعملي البشري وفق صياغة استنتاجات جديدة تصب في مصلحة المجتمع على أساس الدورة المتجددة للعلاقات الديالكتيكية بين النظرية السياسية والممارسة العملية إلى ما لا نهاية التي بدورها تجسد التعميمات من حيث وقائعها من التطور التاريخي الذي يصب في مصلحة المجتمع وتطوره.
يقول علماء النفس : أن الإنسان لا يطلب الحق من أجل الحق ذاته فالحق يستخدمه الإنسان في تعزيز مواقفه ومصالحه أكثر مما هو هدف مطلق يقصده لذاته، وحين يتنازع الناس حول حق من الحقوق إنما هم ينشدون به مصالحهم الخاصة فإذا تناقض مع المصالح الخاصة كانت المصلحة الخاصة أولى بالاتباع .. وإن الإنسان حين يسعى وراء المصلحة الخاصة يغطي سعيه ببرقع من الحجج المثالية ليدعم بها موقفه كما أن الإنسان من أجل أن يثبت حقه ووجهة نظره يأتي بالأدلة العقلية والنقلية التي تنسجم مع رأيه .. إن هذه الأفعال ليست مطلقة لدى جميع البشر وإنما هي موجودة لدى بعض العناصر المتذبذبة والمتجذرة في أعماقها الأنانية والانتهازية والوصولية نتيجة ضعف الوعي الفكري والثقافة العامة تجعل الإنسان يتشبث بالوسائل المختلفة لضمان مصلحته الخاصة ويكون هكذا إنسان نتيجته الفشل في الحياة ويكون مصيره العزلة والابتعاد عن الناس لأنه دائماً يشكو بمظلوميته الكاذبة ويثير المشاكل مع الآخرين بالرغم من أنه باطل ولكنه يدعي بالحقيقة.