الخروج من الخطأ لا يعني الدخول إليه مرة ثانية وإنما يجب التوجه إلى الصحيح والجديد


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 18 - 12:23     

المدخل إلى معرفة حقيقة الظاهرة العراقية تأتي من خلال المعلومات المستخلصة من التجربة والواقع الموضوعي ومن خلال علاقتهما بالسبب والنتيجة نصل إلى حقيقة إفرازات مرحلة الحكم السابقة وما أفرزتها من أسباب ونتائج على الشعب العراقي الذي انتفض في ثورة الجوع والغضب التشرينية التي أدت إلى إقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتحقيق الانتخابات المبكرة التي أفرزت نجاح وفوز قوى جديدة ترفض سلطة الحكم السابق وتحمل شعار الإصلاح والتغيير لسلطة الحكم السابق الذي أفرز وسبب الفقر والجوع والبطالة والسلبيات الأخرى للشعب العراقي.
إن المشكلة التي سببت دخول سلطة الحكم في العراق عنق الزجاجة والانفلاق السياسي بسبب من يحكم العراق والآن المطلوب من سلطة الحكم في المرحلة الجديدة تجاوز التجربة السابقة التي تقوم على التوافقية (أسكت عنك واسكت عني وأرضيك وارضيني) التي تعني (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) التي أفرزتها المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية وانفلات السلاح والتجاوز على سلطة وهيبت الدولة وسلطة القانون والفساد الإداري واستحواذ مكاتب الأحزاب السياسية على عقارات الدولة والمنافذ الحدودية وتصدير النفط خارج سلطة الدولة وعودة المغيبين والمخطوفين والمهجرين إلى مناطقهم وغيرها.
إن السبب الرئيسي لرفع شعار الإصلاح والتغيير وعبور مرحلة الحكم السابقة التي أفرزت السلبيات ودفعت الشعب العراقي إلى ثورة الجوع والغضب وأفرزت الإصلاح والتغيير من أجل قيام حكم جديد يسير وفق برنامج يبني فيه نظام حكم جديد يقوم على الأمن والاستقرار والاطمئنان بعيداً عن الفوضى السياسية والأزمات وسعادة الشعب العراقي والقضاء على الاقتصاد الريعي الذي جعل الشعب استهلاكي وغير منتج يقضي ليله ونهاره في المقاهي والساحات العامة الذي أدى إلى تفشي ظاهرة المخدرات هروباً من الواقع المؤلم والعنف الأسري والانتحار.
إن الشعب العراقي الآن بدأ تحركه في مظاهراته يوم الجمعة المصادف 16/4/2022 ضد تأخر تأليف الحكومة والانفلاق السياسي وتعتبر هذه المظاهرات رسالة وتحذير إلى السياسيين بأن الشعب ما مات وانتهى يوماً وإنه لن يموتا إن فاته النصر يوماً ففي غدٍ لن يفوتا كما أنها رسالة إلى جميع السياسيين وتحذير لهم بأن سلطة الحكم السابق وسياستها لن تعود إلى الحكم في العراق وهي تقول أيضاً أن الشعب لا يمنع أحداً أو فئة مهما كانت من السلطة وإنما يجب عدم إعادة السيناريو القديم الذي سبب المآسي والكوارث للشعب وإنما يجب تجاوز الماضي والحكم بأسلوب جديد يخدم الشعب العراقي والوطن خارج التوافقية والمصالح الذاتية الأنانية.
الحاكم من أية مكون مقبول وليس عليه اعتراض والمطلوب منه نظام الحكم ديمقراطي إصلاحي يخدم جميع مكونات الشعب العراقي بدون تفريق بسبب المذهب أو القومية.