إفرازات جديدة في العراق (تفشي ظاهرة المخدرات والعنف الأسري المفرط والانتحار)


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 17 - 14:28     

ظواهر أفرزتها السياسة الفاشلة والمدمرة لنظام الحكم في العراق لم يشاهد مثلها من حيث شدتها وإصرارها وعنفها في العهود الماضية أصبح الإنسان العراقي تمسكه قوتان مقدرة السلطة والصبر يحقق بهما مبتغاه ورغباته وقناعته فبعض رجال السلطة إذا كان راتبه لا يكفي رغباته وحاجاته يلجأ إلى الفساد الإداري فيحقق ما يرغب به وإذا كان لا يملك السلطة والقوة ولكنه يمسك الصبر والقناعة (كنز لا يفنى..!!؟؟) يسلم أمره إلى الله فيهدأ ويرتاح أما الإنسان الذي لا يملك القوة والسلطة والصبر فيصبح في صندوق حديد تارة يرميه للأعلى وأخرى للأسفل لليمين وأخرى للشمال حتى يتحطم تحطيماً أو يلجأ إلى المخدرات وينام ويهرب من الواقع المؤلم ويسلم أمره ويعيش في أحلام تداعبه ما يتمناه في حياته كما يقول الشاعر الكبير الجواهري :
نامي جياع الشعب نامي ---- حرستك آلهة الطعام
نامي فإن لم تشبعي ---- من يقظة فمن المنام
نامي على زبد الوعود ---- تداف في عسل الكلام
نامي تزرك عرائس الأحلام ---- في جنح الظلام
تتنوري قرص الرغيف ---- كدورة البدر التمام
وتري زرائيك الفساح ---- مبلطات بالرخام
أو يلجأ إلى الانتحار تخلصاً من حياة الدنيا البائسة .. وحينما يصبح في حالة ليست هي إنسانية وشبه جنونية يفرغ غضبه وجنونه مع كل من يلتقي به من أفراد عائلته بالعنف المفرط بفضل تفشي وانفلات السلاح أو اللجوء إلى الطلاق والهروب من المسؤولية العائلية أو للسرقة والمغامرات العنيفة مع الآخرين.
ماذا بقي في العراق المستباح وشعبه المذبوح سوى في كل بيت رنة وعويل وفي كل قلب آهة وحسرة وسؤال ؟ ألم يستحق العراق وطن وشعب الذي يمتد إلى قرون عميقة في التاريخ غير الإصلاح والتغيير ؟ ماذا يريدون أولئك الذين يحفرون الحفر ويضعون المطبات والصخر في طريق الإصلاح والتغيير ؟
ماذا قدموا للعراق وطن وشعب في السابق سوى الموت والدموع والفقر والجوع والمحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية والفساد الإداري وانفلات السلاح والقتل على الهوية والخطف وكم الأفواه وتدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم ودستور أعرج) وكليات وجامعات تخرج الوجبات تلو الوجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة واقتصاد ريعي وشعب استهلاكي غير منتج عطال بطال يهرب من واقعه المؤلم بالإدمان على المخدرات والعنف المفرط الأسري والطلاق والانتحار.
ادعوا لهم بطول العمر حتى يشاهدوا ما فعلوا بالعراق وطن وشعب ونهايته مشرذم إلى كتل ومقاطعات ويصبح اسمه على احدى رفوف متحف التاريخ والأيام تترى وتستعرض الأجيال القادمة أمام متحف التاريخ وتشاهد على جبينه تاريخ العراق الأغر الزاخر وسوف ينطق حكمه القاسي فيذم هذا ويرحم ذاك ثم تصدر من قلب كل واحد منهم آهة طويلة ثم يقولون هذا ما جناه علينا الآباء وما جنينا على أحد !!؟؟.
لا أريد أن أكون عاطفياً ولكن هو الواقع الملموس ... وبكلامي الآن لا أفرض بل أحلل ولا أتهم بل أقيّم ولا أتهجّم بل انتقد.