الخطأ لا يحل بالخطأ وعلى جميع القوى السياسية الاستفادة من التجربة الماضية


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 13 - 12:20     

تعقيباً على برنامج (جمهورية المملكة) على قناة دجلة مساء يوم 10/4/2022 الذي اشترك فيه ثلاثة أشخاص (الحجيمي) مستقل و (الفريجي) نازل آخذ حقي و (الراجحي) امتداد الذين يمثلون ثلاثة كتل انفصلت عن جسم الثورة التشرينية وشاركوا في الانتخابات النيابية في 1/10/2021.
إن الخطأ الأول الذي سبق وحذرنا منه مقاطعة الانتخابات النيابية الذي أدى إلى تفكك وانشطار جسم كتلة الثورة بعد أن استعملت السلطة أسلوب الترقيد والتخدير في الحصول وتحقيق مطاليبها وكان الأمل والرجاء أن تشارك الثورة التشرينية في الانتخابات بثقلها وقوتها وتحقيق الفوز المحقق لها وتدخل البرلمان كتلة واحدة وتحقيق مطاليبها من خلال البرلمان بعد أن خدرت ورقدت بالوعود من السلطة ولم تحقق من وعودها مطاليبها وعندما انشقت وانفصلت عناصر من جسم الثورة لم تدخل الانتخابات كتلة واحدة وإنما انفصلت إلى أكثر من كتلة وفازت ببعض الكراسي النيابية وعندما حضرت هذه العناصر التي انفصلت عن جسم الثورة في ندوة (جمهورية المملكة) بدلاً من استعراض إنجازاتها وأعمالها تحولت إلى تبادل اتهامات وانتقاد فيما بينها لأنهم حضر قسم منهم البرلمان في التصويت على فوز الحلبوصي لرئاسة البرلمان.
إن المرحلة الحالية والتحالف الثلاثي الذي يدعو إلى الإصلاح والتغيير وكذلك الكتل النيابية التي انفصلت عن جماهير ثورة تشرين هم جميعاً نتاج وإفراز ثورة الجوع والغضب التشرينية .. والتحالف الثلاثي يحمل جزء كثير من شعارات وأهداف ثورة الجوع والغضب التشرينية والمفروض الآن وفي المستقبل من الكتل النيابية الانحياز في مجلس النواب إلى التحالف الثلاثي الذي يتكون من التيار الصدري والبرزاني والحلبوصي.
المطلوب الآن من جماهير الثورة التشرينية والقوى الوطنية مساندة التحالف الثلاثي الذي يرفع شعار الإصلاح والتغيير في العراق في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ العراق جماهيرياً في الساحة العراقية لأن ضياعها تشكل ضياع لهذه المرحلة الدقيقة إذا لم يكن ضياع العراق ودخوله إلى الفوضى وربما يصبح على رفوف متحف التاريخ بعد أن ضيعت ثورة الجوع والغضب وكذلك الأحزاب الوطنية فرصة الانتخابات والنضال السلمي في مجلس النواب في تحقيق مطاليب وأهداف الثورة بعد أن جمدت نضالها نتيجة الوعود التخديرية والترقيدية التي لجأت إليها السلطة وكان المعول فوز جماهير الثورة بالعدد الكبير من أعضاء مجلس النواب ولو أن ذلك حصل لما وصل العراق للانفلاق السياسي ولاستطاعة الثورة تحقيق أهدافها سلمياً عن طريق مجلس النواب .. ومن أجل تجاوز الماضي للاستفادة الآن من مبادرة التحالف الثلاثي في الإصلاح والتغيير. لأن هذه المرحلة تمثل مرحلة العبور إلى شاطئ الأمن والاستقرار والبناء والاعمار والمستقبل الأفضل للعراق وطن وشعب.
على القوى الوطنية والتقدمية أن تستغل كل فرصة ومنبر في توصيل صوتها وخدمتها للشعب وليس مقاطعة الانتخابات النيابية ومن الذي ملأ كراسيها وحل محلها سوى القوى الأخرى مما ساعدها أن تشكل الثلث المعارض الذي أدى إلى فشل انتخاب رئيس الجمهورية وتعطيل تشكيلة الوزارة وتعطيل إقرار ميزانية عام/ 2022 الذي أدى إلى ضرر الشعب وتعطيل إنجاز المشاريع والمخصصات والتعيينات وغيرها .. هذا هو نتيجة مقاطعة الانتخابات التي تجعلنا ننتظر أربعة سنوات حتى نمارس حقنا ودورنا في خدمة الشعب من خلال ممارسة وجودنا وثقلنا في مجلس النواب الذي وجد من أجل خدمة الشعب والدفاع عن مصالحه. على القوى السياسية أن تؤمن وتمارس في نشاطها الاعتماد على النسبية وليس المطلق كما أن العمل السياسي يكون على مراحل وكل مرحلة لها أسبابها وظروفها يجب التعامل معها من خلال ذلك التي تفرض التعامل على الجزئيات والحصول والاتفاق عليها أفضل من فقدان كل شيء والعزلة والابتعاد تسبب ضرر كبير وخطير لجميع القوى لأنها تفقد مكاسب وإنجازات للشعب لأن من عمل القوى السياسية الوطنية هو ترجمة نشاطها وعملها لخدمة الشعب والحصول على القليل من المكاسب أفضل من ضياعه وفقدانه لأن القوى التي تدعو للإصلاح والتغيير اتفقت على الجزيئات وتحالفت على ضوئها لأن كل حزب وكتلة يحمل أفكار ومصالح تتشكل وتتفق مع الكتلة أو الحزب وليس لكل الأحزاب والكتل على الساحة السياسية.