العراق من أرض السواد الى التصحر ... لماذا ؟ !


عبد الهادي الشاوي
2022 / 4 / 5 - 22:12     

كان العراق يتميز بكثافة مزروعاته سواء الدائمية والمعمرة او الفصلية ( الموسمية ) حيث للمناخ العراقي تأثيره في تنوع الباتات , فالنخيل العراقي معروف في جميع دول العالم بتمره الذي بلغ اكثر من 200 نوع من التمور حيث كان يصدر بعد تصنيعه الى مختلف دول العالم.
ففي البصرة وحدها كانت 32 مليون نخلة , والان يستورد العراق التمر من ايران والسعودية وحتى من الامارات .... لماذا ؟! اين تمر البرحي ...و و و ...
كان العراق لغزارة وكثافة الاشجار فيه يسمى ارض السواد لأن العرب سابقا يسمون اللون الأخضر ( اسود ).
ان الاهمال المقصود منذ الاحتلال الامريكي للعراق في نيسان 2003 الذي اوصل القوى المتنفذة الى السلطة والتسلط وتسليم زمام الامور واشاعة الفساد وتقاسم الثروات . وبالتعاون مع من لا يريد الخير للعراق وشعبه من دول الجوار وبدون استثناء من جميع الجهات . فقد عملت معاول التهديم وعمت جميع ما ينفع الناس كالتعليم والتربية والصحة والبيئة والثقافة بجميع جوانبها وحل محلها الجهل والتجهيل .
وبسبب الحملة الظالمة على الزراعة بشقيها النباتي والحيواني وعدم تنفيذ القوانين الخاصة بحماية المنتج المحلي ومساعدة المزارعين بتوفير البذور والأسمدة ومكافحة الحشرات . بالإضافة الى فتح ابواب الاستيراد عن طريق المنافذ الرسمية منها ومنافذ التهريب عن طريق شمال الوطن .
فقد عجزت المنتجات المحلية عن منافسة المستورد المدعوم من دولها , كما تعرضت المنتجات المحلية النباتية والحيوانية الى اعمال حرق مزارع الحنطة والشعير وبيادرها , وتعرضت حقول الدواجن واحواض الأسماك الى عمليات التسمم, وان هذه الأعمال لم تكن بعيدة عن المحاصصة والفساد .
ان ابشع الجرائم هي استهداف الاشجار وبساتين النخيل حيث ان العراق الاول في انتاج انواع التمور واجودها اذ كان في العراق اكثر من اربعين مليون نخلة مثمرة .
وفي البصرة وحدها كان اكثر من ثلاثين مليون نخلة ومن الانواع ما يشكل اكثر من 240 نوع سيدها البرحي , وهذا قبل الحرب العبثية التي قادها العميل صدام سنة 1980.
وبعد 2005 ازداد تدمير بساتين النخيل وتحولها الى مناطق سكنية بسبب القوانين وعدم جدية المتنفذين في حماية النخيل سواء في بغداد او في بقية المحافظات فقد زحفت المناطق السكنية في اطراف المدن ومنها بغداد وتم ازالة بساتين النخيل تمهيدا لإفرازها وبيعها كقطع ارض سكنية.