فرصة ارتفاع سعر النفط يجب استغلالها لمصلحة العراق وطن وشعب


فلاح أمين الرهيمي
2022 / 4 / 4 - 12:13     

في الحياة تحدث فرص نادرة يجب استغلالها والاستفادة منها قبل فوات الأوان وارتفاع أسعار النفط سبق وأن حدثت قبل سنوات عندما تجاوز سعر برميل النفط المئة دولار إلا أن ما يؤسف له العراق وشعبه لم يستفاد من تلك الفرصة واستحوذت على تلك الفرصة والزيادات حيتان الفساد الإداري وذهبت دون حسيب ورقيب لأن الشعب كان مشغول الفكر بنشاط منظمة داعش الارهابي ولكن الآن بعد اليقظة والوعي الذي خلقته انتفاضة تشرين ما عاد يسمح بإعادة السيناريو القديم في تفويت ومرور هذه الفرصة النادرة في ارتفاع أسعار النفط وعدم استغلالها وتوظيفها لمصلحة العراق وطن وشعب وانقاذه من الفقر والجوع والحرمان الذي تجاوز 30% من الشعب.
إن الأموال هي الداينمو الذي يحرك الحياة الاقتصادية في خدمة الشعب العراقي وسعادته ورفاهيته لأن حياة الإنسان ومعيشته تعتبر المسألة المركزية في عمل ونشاط الدولة التي وجدت كمؤسسة خدمية للشعب وإن الإنسان ووجوده يعتبر ككائن فردي واقعي حقيقي ويتحدد معنى وجوده من خلال وجوده في مجتمع معطي وفي طبقة اجتماعية تتجسد طبيعتها وتحقق ذاتها في الصيرورة التاريخية ويرى الإنسان في حسيته الكاملة في طبقة اجتماعية معطاة حيث يجري تطوره من خلال إطار المجتمع الذي يرتبط بالحاجات الضرورية الاقتصادية وأبعادها الكلية وبانعتاقه الذي يتجاوز فيه الاغتراب عن جميع مستلزمات حياته المادية والمعنوية وبذلك يجب على الدولة أن تضمن للإنسان ومن خلاله للمجتمعات الابتعاد عن الاغتراب والحرمان والاضطهاد والاستغلال.
إن الإنسان العراقي تجثم على عقله كابوس من الأسباب يصعب عليه تحملها والعيش في ظروفها قديماً وحديثاً من التراث ممزوج بالخوف والقلق واللامبالاة نتج عن عقود من الزمن في ظروف القهر والاستبداد ولا زال إلى الآن يعيش في ظلام خيمة كابوس الفقر والجوع والمرض والأمية والجهل أصبحت الأجسام خاوية ومنهوكة وعليلة مما دفع الشعب إلى الانتفاضة التشرينية التي حققت الانتخابات المبكرة التي أفرزت قوى سياسية تدعو إلى الإصلاح والتغيير وهذه التجربة جديدة على العراقيين سببت انشقاق المجتمع العراقي إلى كتلتين الأولى تدعو إلى الإصلاح والتغيير والثانية تتمسك بمصالحها ومكاسبها وحقوقها التي ورثتها من خلال أسباب وعوامل همشت الشعب من خلال المحاصصة الطائفية والتوافقية والمحسوبية والمنسوبية وأدت إلى عراق وطن وشعب على ما نحن عليه الآن ولا زالت تتمسك بوسائل وعوامل لا تتغير من شأن العراقيين وظروفهم التي سببتها وخلقت لهم الفقر والجوع والحرمان والفساد الإداري وانفلات السلاح والمحسوبية والمنسوبية واقتصاد ريعي خلق من العراق دولة استهلاكية وغير منتجة شعبها بطال عطال سببت ظاهرة تفشي المخدرات والعنف الأسري والانتحار والآن إذا لم يحدث الإصلاح والتغيير وبناء مجتمع متحضر من خلال ارتفاع أسعار النفط واستغلالها في بناء عراق جديد يعتمد على بناء صناعة وزراعة يكتفي منها الشعب ذاتياً وتقضي على البطالة والفقر والجوع والحرمان وغيرها من السلبيات وإذا لم يحدث الإصلاح والتغيير يعني أن السيناريو القديم يعود إلى حلية الدولة وتذهب رفع أسعار النفط وعائداته إلى حيتان الفساد الإداري والآن مصلحة العراق وطن وشعب تفرض على القوى السياسية فسح المجال لتجربة الإصلاح والتغيير ليمارس الحكم في العراق الجديد والسماح للشعب أن يعيش في أمان واستقرار واطمئنان وسعادة.
الشعب العراقي مقسم الآن إلى ثلاثة أقسام .. القسم الأول : حيتان الفساد الإداري الذين أتخمهم الفساد الذين يتمسكون بالسلطة والقوة .. القسم الثاني : من الجياع والفقراء والمحرومين يتمسكون بالصبر ويسلمون أمرهم إلى الله .. القسم الثالث : هم الذين أنهكهم الجوع والغضب ثوار الانتفاضة التشرينية الذين استمرت ثورتهم سنة ونصف وقدمت من الشهداء سبعمائة إنسان وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق وهؤلاء لا يملكون سلطة ولا قوة ولا صبر فأصبحوا في صندوق من الحديد تارة برميهم إلى الأعلى وأخرى إلى الأسفل وإلى جهة اليمين وأخرى إلى جهة اليسار حتى تتحطم أجسامهم تحطيماً وتتهشم عظامهم.